﴿رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾ سورة المؤمنون
فالإنسان كما يقال: " ما مضى فات والمؤمل غيب ـ الغيب لا تملكه ـ ولك الساعة التي أنت فيها".
أنت الآن لا تملك إلا هذه الساعة لأن الماضي مضى، ولا جدوى من الحديث عنه، أما المستقبل لا تملكه، أنا زرت إنساناً خلال ساعة حدثني عن مشاريعه خلال عشرين عام قادمة، سيسافر، وسيمضي السنوات الخمس في بلد معين، وبلد آخر، وبلد ثالث، ثم يعود إلى بلده، يكبر أولاده ويشتري محلاً ليبيع فيه التحف، و بعد أن انتهى من الكلام ذهب، الذي أذكره يقيناً أنه حدثني عن عشرين عاماً قادمة، وفي المساء رأيت نعوته على الجدران.
ما مضى فات والمؤمل غيب ـ الغيب لا تملكه ـ ولك الساعة التي أنت فيها. أنت بين يوم مفقود، ويوم مشهود، ويوم مورود، ويوم موعود، ويوم ممدود، أما اليوم المفقود فهو الماضي وما مضى فات، وأما اليوم المشهود فهو الحاضر الآن، وأما اليوم المورود فهو الموت، ساعة الموت، وأما اليوم الموعود فهو يوم القيامة، وأما اليوم الممدود إما في جنة يدوم نعيمها أو في نار لا ينفذ عذابها.
درر الشبخ محمد راتب النابلسي
لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100
إقرأ المزيد :
الفئة: درر الشيخ محمد راتب النابلسي