اسم الله الوهاب

اسم الله الوهاب

اسم الله الوهاب


تأملات في معاني اسم الله الوهاب


ورد اسم الوهاب في القرآن الكريم في قوله -تعالى-: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾[آل عمران:8]، ودعا سليمان -عليه السلام- عندما قال: ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾[ص:35].

سعة هبات الله لخلقه


ينبغي أن نُوقن أن كل ما نحن فيه هو في الحقيقة هِبَات من الله -عز وجل-، وعند الله خزائن الهبات كما أخبر عن نفسه فقال: ﴿أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ﴾[ص:9]؛ أي أنه الواهب من الخزائن المليئة بالنعم؛ سواء مادية أو معنوية، فكلها هبات الله -سبحانه وتعالى- حتى تعلم كثرة هبات الله لنا .

فحين خلقنا الله -عز وجل- من العدم، وبالتالي فإن نعمة الجسم ونعمة العقل هبة، وسمعه هبة، وبصره هبة، وقلبه هبة، وصحته هبة.

والكون بكل ما يحوي من مخلوقات هبة من الله للإنسان؛ فالهواء الذي تتنفسه هبة، والماء الذي نشربه هبة، والطعام الذي نخرجه من الأرض هبة، والشمس التي تمدنا بالدفء هبة، والنجوم التي نعرف بها المواقيت وجمال الكون هبة، والرسالات السماوية والرسل -عليهم الصلاة والسلام- هبات من الله -سبحانه وتعالى-، كما أن الهداية والإسلام والإيمان بالله -عز وجل- والقيام بواجبات الدين هبة من الله، ومن ذلك يقول الله -عز وجل-: ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[النور:21].

كما أن الزوج هبة من الله للزوجة، وكذلك الزوجة هبة من الله لزوجها، والأبناء -ذكوراً أو إناثاً- هبة من الله -عز وجل-، قال -تعالى- عن نبيه أيوب -عليه السلام-: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾[ص:43]، وقال -تعالى-: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾[الشورى:49-50].

وجوب شكر النعم وعدم جحدها


إن هبات الله -عز وجل- في أنفسنا وفيما حولنا كثيرة جداً لا نكاد نحصيها؛ فالواجب علينا أن لا نجحد هبات الله علينا، والواجب علينا أن نشكر الله -سبحانه وتعالى- على هباته؛ فهو الواهب الذي يعطي بدون مقابل حتى للكفار يعطيهم من هباته من الصحة والعافية والأموال والأولاد، وهم يكفرون به وهم يشركون به؛ فسبحان الوهاب الذي يعطي بدون عِوَض.

من ثمرات الإيمان باسم الله الوهاب


من ثمرات الإيمان باسم الله الوهاب أن ندعوه فنقول: يا وهَّاب هب لنا خيراً في الدنيا والآخرة. ومن دعاء الصالحين قولهم: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾[آل عمران: 8] .

كما أنه قد يحرم الإنسان من بعض الهبات في موت ولد أو زوجة أو مرض بعد الصحة؛ فإن المسلم يجب عليه أن يصبر لذهاب الهبة، وليعلم أن سلب هذه الهبة لحكمة يريدها الله -عز وجل-؛ وهي خير لك إن صبرت وشرّاً إذا سخطت فعلينا دائماً بالصبر والرضى، فلله الأمر من قبل ومن بعد، والله يعطي من يشاء ويمنع من يشاء ولا معقّب لحكمة ولا راد لقضائه -سبحانه وتعالى-.

نسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين على هباته الصابرين الراضين على سلبها، وفَّقنا الله لما يرضيه؛ ألا وصلوا على سيدنا محمد كما أمركم الله -عز وجل-: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾[الأحزاب:56].

المرجع :

أكثر من الصلاة على النبي يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
0

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية