كيف لا نشتاق إلى من ضحّى بنفسه من أجل دعوته، كيف لا نشتاق إلى من ضحّى بنفسه من أجل أمته، فالكل يقول نفسي نفسي، إلا الحبيب الهادي يقول: أمتي، أمتي.

نشتاق إليك إيها النبي الأمي في كل لحظة، وفي كل دقيقة، وفي كل ساعة، نشتاق إليكَ يا من بكيت شوقًا لنا.

هذا ربيعك يا محمد غرد فترى الوجود مغرِّدًا ومردِّدًا: ما إن أطلَّ على الوجود ضياؤه حتى أنار العالمين إلى الهدى.

أضاءت بك الدنيا وعشت ممجدًا.. وغبت عن الدنيا وما زلت سيِّدًا.. عليك سلام الله في كل خفقة.. فقد ماتت الأسماء إلا محمدًا.. اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.. نتمنى لكم كل خير بمناسبة مولد خير الورى.

يا من على منهاجه الحقّ احتذى.. زِد بالصّلاة على الحبيب الأقرب.. في مولده الغرّاء فلتُحيا الشّذى.. عطّر لسانك بِالصَّلاة على النّبيّ.

زهور لأحلى طلّة، وبخور تدور بقدوم مولد الرسول المؤيَّد المنصور -محمد صلى الله عليه وسلم-.

النور في الكون انتشر ابتهاجًا بميلاد سيد البشر نبينا شفيعنا في يوم المحشر.

ملأت الكون يا طه سرورًا… وفاحت ذاتك المثلى حبورًا… لقد زدت الدنا عطرًا ونورًا…. وقد اسقيتها ماء طهورًا.

للعالم جاء محمد، يومًا في أحلى مشهد، قد جعل الدنيا ربيعًا والطير الشادي غرد.

وما شوقنا لكَ يا محمد، كشوقنا لأحد من البشر، شوقنا لك لا يمكن أن يصله أيّ بشر، ولقاؤنا بإذن الله عند حوض الكوثر المنتظر.

إليك القلوب تشتاق، والألسن تتضرع بالصلوات عليك، يا خير البرية، فاللهم صلّ وسلم وبارك عليك.

نبض القلب بحبه، وعلى سطور الشوق نكتب له، يُروَى حنيني بخافقي للهادي، فالقرب من الحبيب، هو مطلبي ومرادي.