هذا_الحبيب « ٢٦ »
السيرة النبوية العطرة (كفالة عبدالمطلب للنبي صلى الله عليه وسلم)
رجع الصبي المضاعف يتمه إلى جده بعد وفاة أمه آمنة
تقول بركة :_ لما رجعت مكة وأنا أحتضن محمد ، نظر إلينا عبد المطلب ، بعد أن علم بوفاة آمنة، وإحتضن الصبي ، وبكى
ثم أخذنا وأسكننا في داره [ أي في دار عبد المطلب]
وقال :_ يا بركة لا تدعي محمد يغيب عن نظرك ليلاًً ولا نهاراً فإني لا آمن عليه أهل الكتاب
يقول العباس رضي الله عنه ، عم النبي صلى الله عليه وسلم
يقول :_ فَرَقَّ له رقة لم نعهدها من قبل !!! [يقصد عبد المطلب ، كان الحنان بقلبه للنبي بشكل لا احد يتخيله ]
وصب به صبابة لم يصبها بولد من أبنائه
أصبح النبي صلى الله عليه وسلم ، عند جده عبد المطلب كل شيء بحياته تعلق فيه كثيراً
فكان إذا وضع الطعام لا يقربه ، إلا إذا جاء محمد ووضعه في حجره وأعطاه أفضل طعامه
يقول العباس رضي الله عنه :_كان لعبد المطلب سيد مكة فِراش في حجر الكعبة يجلس عليه ولا يجلس عليه غيره
[حجر الكعبة ، هناك صورة في التعليقات ]
كان له فراش فيه ، لا يجلس عليه غيره حتى كان حرب بن أمية [حرب بن امية ، وهو شيخ من شيوخ قريش يكون أبوه لأبو سفيان ، وكان بمثابة السيد الثاني في مكة بعد عبد المطلب ]
حتى حرب بن أمية ومن دونه .. يجلسون على الأرض حول الفراش
وعبد المطلب يجلس على الفراش
فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام يافع في السابعة من عمره فيجلس عليه ، يجلس على مفرش جده عبد المطلب
فيذهب أعمامه يبعدونه !!!
فيقول عبد المطلب :_ دعوا إبني يجلس عليه فإنه يحس من نفسه بشرف [يعني يحس أن له مكانة ] وأرجو من الله أن يبلغ من الشرف مالم يبلغه عربي قبله ولا بعده [ والله يا جد نبينا ، لقد حقق الله رجاءك ، فأي مخلوق من خلق الله جميعا ، بلغ الشرف الذي بلغه صلى الله عليه وسلم ؟ ونحن الآن بعد 1400 سنة ، نفديه بأرواحنا صلى الله عليه وسلم]
ثم يجلس عبد المطلب ويجلسه على يمينه يمسح على ظهره ورأسه
ويقول :_ إن لإبني هذا شأن فاعرفوه يا أبنائي [يكلم أولاده عن إبن أخيهم محمد ]
يقول العباس :_وكان عبد المطلب جالس يوم في حجر الكعبة وعنده ضيف
وهو أسقف نجران وهو من أهل اليمن [الأسقف يعني أعلى رتبة عند الرهبان النصارى]
وكما قلنا من قبل ، أن عبد المطلب عنده أصدقاء كثير ومعارف من اليمن ، عندما كان يسافر رحلة الشتاء إلى اليمن .
هذا الأسقف كان جالساً مع عبد المطلب ، ويتكلم معه
فقال الأسقف لعبد المطلب :_ إنا نجد في كتبنا صفة نبي من ولد إسماعيل ، في هذا البلد مولده [أي مكة]
وإن من صفاته كذا وكذا ، وأخذ يحكي له أوصافه ، وهو يتحدث معه أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عمره 8 سنين دخل على جده ، فنظر الأسقف إليه فقام الأسقف وأخذ يتفحصه وينظر إلى عيونه وظهره وقدميه
قال له عبد المطلب :_ ما الأمر ؟
فقال الأسقف :_هو ذا ، هو ذا ، يا شيخ مكة
قال عبد المطلب:_ ما هو ؟ !!
قال الأسقف :_ هو ذا الذي أحدثك عنه نبي هذه الأمة
يا عبد المطلب :_ من يكون هذا الغلام
قال له :_ هذا إبني
قال الأسقف :_ لا .. إنه يولد يتيماً !!!
فقال عبد المطلب :_ نعم إنه إبن إبني عبد الله
قال الأسقف :_ما فعل أبوه ؟
فقال له :_مات وأمه حبلة به
قال الاسقف :_الآن أنت صدقتني ، إنا نجد في كتبنا أنه يولد يتيماً ويموت أبوه وهو في بطن أمه
يا عبد المطلب هل تضاعف يتمه ؟ ألم يفقد أمه ؟
قال :_ بلى ماتت أمه وهو الآن في حضانتي
فقال الأسقف :_ أنظر يا عبد المطلب إلى قدم هذا الصبي .. ثم أنظر إلى قدم جدكم إبراهيم
[قصده عن مقام إبراهيم عند الكعبة الذين ذهبوا للعمرة ورأوا علامات قدم سيدنا إبراهيم بالصخر في مقام إبراهيم عليه السلام الذي بجنب الكعبة قفص ذهبي]
أنظر يا عبدالمطلب إلى قدم هذا الصبي ، ثم أنظر إلى قدم جدكم إبراهيم التي في المقام
فهل تجد قدم أشبه بها من قدم هذا الصبي ؟؟
قالوا :_ فنظرنا فوجدناها تشبهها ، مع فارق الحجم
فنظر عبد المطلب إلى أولاده
{يقول العباس كنا إذا جاء أبونا عبد المطلب سيد مكة وجلس على فراشه في حجر الكعبة وقفنا على رأسه ، وكان عدد أولاده تسعة يقول كنا نقف على رأسه وحوله ، خدمة له وتعظيماً }
فنظر عبد المطلب إلى أولاده وهم واقفين
وقال :_ يا أبنائي تحفظوا على إبن أخيكم محمداً
ألا تسمعون ما يقال فيه ؟!!!!!
فقال الأسقف :_ إني أوصيك يا عبد المطلب أن تحذر عليه يهود
هل لاحظتم كم تحذير جاء في السيرة من اليهود
حتى النصارى يعرفون بأن ألد أعداء محمد وأمته هم يهود ..
وعندما وصل المدينة صلى الله عليه وسلم وكان اليهود يسكنون حولها ينتظرون نبي اخر الامة يخرج منهم ، نزلت عليه صلى الله عليه وسلم ، أطول سورة في القران سورة البقرة جلها تتكلم عن اليهود وغدرهم وملخصها
يهود .. وعهود .. لا يلتقيان أبداً .. أبداً .. أبدا فليت المسلمون خير امة ، يفهمون .
الأنوار_المحمدية
______صلى الله عليه وسلم _____
لا تنس ذكر الله
الله أكبر
0 / 100