العنف الأسري (خطبة)
الخطبة الأولى
الحمدُ لله الوليِّ الحميد، الغفورِ الودود، ذي البطشِ الشديد، الفعَّالِ لما يُريد، ما شاءَ كان وما لم يشَأ لم يكُن، يعلمُ ما في السماواتِ وما في الأرض وخائنةَ الأعيُن وما تُخفِي الصدور، وهو ذو العرشِ المجيد، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له.وأشهدُ أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه، البشيرُ النذير، والسِّراجُ المُنير، سيِّدُ ولدِ آدمَ يوم القيامة، صاحبُ الحوضِ المورود، وقائِدُ الغُرِّ المُحجَّلين، صلواتُ الله وسلامُه عليه، وعلى آلِ بيتِه الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجِه أمهاتِ المؤمنين، وعلى أصحابِه الغُرِّ الميامين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين. أما بعد:فإن الوصيَّةَ المبذُولةَ لي ولكم - عباد الله - هي تقوَى اللهِ في الغيبِ والشهادة، والغضبِ والرِّضا، والمنشَطِ والمكرَه، ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
أيها المسلمون : طفل كان يلعب داخل المنزل فكسر زجاج النافذة، فجاء أبوه إلى البيت ورأى الزجاج قد انكسر وتهشم على السجاد، فسأل بغضب ورفع صوته يصرخ بعنف وغلظة: من كسر النافذة؟! فقيل له: فلان، فلم يتمالك نفسه أن التفت يبحث عن شيء يريد أن يضرب به هذا الطفل ليؤدبه على فعله، فوجد عصا في حوش المنزل ولم ينتبه إلى ما في رأسها من مسامير قديمة قد أكلها الصدأ، فضربه بالعصا على يديه، وبعد فترة من الزمن بدأت يداه يتغير لونها، فتم نقله إلى المستشفى وإذا بالطبيب بعد الكشف عليه يقرر أن بها غرغرينا ويجب أن تقطع قبل أن تنتشر في باقي الجسد.
وبالفعل تقطع يد الطفل البريء، وبعد خروجه من المستشفى يقول لأبيه: يا أبت كيف ألعب مع زملائي ويدي مقطوعة؟! فإذا بالأب ينهار ويبكي بكاءً مريرًا، ولكن بعد فوات الأوان.
أيها الإخوة المسلمون: المجتمع المسلم مجتمع رحمة ومودة ومحبة وشفقة، ﴿رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾، وعلى هذا المبدأ يقوم الدين وتبنى الحضارات، والحضارة الحقيقية هي حضارة الأخلاق والشيم والسلوك والقيم.
ولكن -عباد الله- هناك سلوك يخلو من الرحمة والشفقة ومن معاني الإنسانية، وينتهك أبسط الحقوق الأسرية، ويرسي دعائم التسلط والعنف والعنصرية، هذا السلوك الخاطئ -أيها الإخوة- بدأ يزيد وينتشر داخل أسرنا ومجتمعاتنا، لا يقل خطره عن الإجرام والإفساد في الأرض.
إنه -أيها الإخوة- العنف الأسري، هذا السلوك الغريب الذي يخالف كل القيم والأعراف والأخلاق، ومن المؤسف -أيها الإخوة- أن هذا العنف الأسري بدأ ينهش في جسد كثير من الأسر، وظهرت مآسٍ أسرية تنبعث منها رائحة الألم والعذاب، وما خلف الستار لا يعلمه إلا الله، فالعنف الأسري هو أشهر أنواع العنف البشري انتشارًا في زمننا هذا.
سجلت جرائم العنف الأسري أعلى مستوياتها خلال الأعوام الماضية، وبحسب هيئة حقوق الإنسان فهناك 500 قضية تعنيف أسري في عام واحد، وأن 50% من الضحايا من النساء . وبحسب وزارة العدل فهناك 606 حالات عنف للمرأة والطفل داخل المحاكم ، فيما سجلت منطقة مكة وفق إحصائية أعلى نسبة تعنيف للمرأة من باقي المناطق، بواقع 314 قضية، وبنسبة 69% من إجمالي قضايا العنف التي بلغت 459 حالة، وسجلت أعلى نسبة عنف للأطفال إذ بلغ إجماليها 71 حالة وهذه من مواطنين ومقيمين.
وقد عاينت لجان حماية الأسرة في الشؤون الاجتماعية أكثر من 400 حالة خلال عام واحد، منها 106 حالات ضد النساء، و106 حالات أخرى ضد فتيات تقل أعمارهنّ عن 26 عاماً، و196 حالة ضد الأطفال.
للأسف -عباد الله- انتشر في بيوتنا جفاء بين الأب وأبنائه، بين الأم وأبنائها، وبين الزوج وزوجته، وأكثر المتضررين من هذا العنف للأسف الشديد الأطفال، فلماذا كل هذا وهم أحباب الله؟! ثم النساء في المرتبة الثانية وهن أرق مخلوقات الله.
أيها الإخوة: يلجأ بعض الرجال إلى الشدة والعنف ظنًّا منهم أنهم بذلك يحكمون السيطرة ويسيّرون أمور بيوتهم وحياتهم بالطريقة المثلى، التي من شأنها أن تنشئ جيلاً مهذبًا ومثقفًا، والحصول على زوجة مطيعة تحفظ البيت والأولاد، لكن هذا السلوك ليس من شأنه إلا أن يهدم بيوتًا ويشرد نساءً وأطفالاً، كما أنه يتسبب في انتشار الكثير من الحالات النفسية والاضطرابات السلوكية لدى النساء والأطفال الذين يعيشون في وسط ينتشر فيه العنف وتسيِّر حياته العصا.
أحبتي في الله: إن كان العنف يطال النساء من الزوجات ويطال البنات والأولاد من المراهقين والمراهقات، فإنه يطال الأطفال أيضًا، فبعض الآباء يرتكب حماقة مع الأطفال فيرتكب ألوانًا من العقاب غريبة وعجيبة تفضي إلى حوادث مؤلمة دون مراعاة واعتبار لرقة الطفولة وبراءتها.
أيها الإخوة المسلمون: إن للعنف الأسري الموجه ضد النساء والأطفال أثره الكبير على الحياة الاجتماعية، فالأطفال تنتابهم الانطوائية أو العدوانية، وفي حال الانطوائية يصبح الطفل بعد بلوغه وزواجه ضعيف الشخصية أمام زوجته وأولاده. أما العدوانية فينتج عنها أشخاص ذوو طبيعة حادة وسلوكيات عدوانية ضد مدرسيهم وزملائهم ووالديهم تميل للعنف والحصول على مرادهم بالقوة، حتى لو كان في ذلك ضرر على الجميع، فالطفل الذي يتعرض للضرب المبرح والشتم والسب ينشأ معقدًا نفسيًا وذا عدوانية بغيضة، بل ويبدأ عنده الكره للوالدين، فيصبح عاقًّا لوالديه.
أما عن المرأة والزوجة فهي نتيجة العنف سواء داخل أسرتها قبل الزواج أو خارج أسرتها بعد الزواج، فهي تسعى في معظم الحالات لتحمّل ما لا يطاق، إما خوفًا على نفسها من الأذى أو على عائلتها وأطفالها، ولهذا تأثيره الكبير عليها من الناحية النفسية والجسدية، فقد تصاب بأمراض عضوية مختلفة جراء الضغوطات النفسية التي ترزح تحتها، ناهيك عن الأذى البدني الذي يلحق بها.
يحدِّث أحدهم أن طفله كان يعاني من مشكلة سلوكية وهو أنه يتبول في فراشه عند النوم، وهذا بسبب تخويف الأطفال وضربهم، وحينما بحث عن المشكلة وجد أن أمه تضربه ضربًا مبرحًا إذا تبول على فراشه؛ ما أثر على نفسية الطفل، والنتيجة انفصام في الشخصية وضعف في إدراك العقل. فلماذا -أيها الإخوة- هذه القسوة وهذا العنف مع الأطفال الأبرياء؟!
إن العنف مع هؤلاء ينتج عنه الانطواء والخجل والخوف من الكبار، وقبول الخنوع والخضوع والرضا بالذلة والمهانة، بل ويفضي إلى الفرار من المنزل، وكم سمعنا من فتيات وأولاد ونساء هربوا من منازلهم بسبب التسلط عليهم والقسوة في المعاملة! وكم نسمع من يضرب زوجته باستمرار ضربًا عنيفًا فيؤثر في جسدها بسبب أمر تافه حقير! وآخر يضرب أخواته ليل نهار لأمور بسيطة لا تستحق ذلك! بل إن بعض الآباء ليس في قلبه الرحمة على بناته المسكينات، حتى إننا سمعنا من كوى ابنته بالنار بلا رحمة ولا شفقة.
فهذه فتاه أرسلت إلى والدها رسالة تقول: يا أبت: لا تلمني حينما طالبت الجهات المختصة بأن تنزع حضانتي منك، لقد فعلت ذلك هربًا من بطشك وبطش زوجتك الأخرى، وأنت تفعل ذلك انتقامًا من أمي التي انفصلت عنك بسبب سوء المعاملة التي كنت تعامل بها أمي، فما ذنبي إذاً يا أبت؟!
أيها الإخوة الكرام: أثبتت الدراسات على مستوى العالم الغربي والعربي أيضًا وبما فيها السعودي أن أبرز المسببات للعنف الأسري هو تعاطي الكحول والمخدرات، وعند المسلمين يأتي ضعف الوازِعِ الدينيِّ لدى الأسر، يأتي بعده في الترتيب الأمراض النفسية والاجتماعية لدى أحد الزوجين أو كليهما، ثم اضطراب العلاقة بين الزوجين لأي سبب آخر، ثم الجهل وقلة الوعي داخل الأسر والمجتمعات، ويضاف إلى ذلك ما يتلقاه المشاهد من إسقاط إعلامي عبر الأفلام والمسلسلات التي يستعمل فيها العنف حتى تؤُزّ المشاهد أزاً على محاكاتها أو التطبع بطبعها.
هذه الرسائل -عباد الله- التي تصل إلى مسامعكم، وهذه القصص -أيها الإخوة- وغيرها كثير لا يتسع المقام لذكرها، تجعلنا نعيد النظر في المعاملة مع الأطفال والنساء والبنات، نعاملهم معاملة عطف ورحمة وحنان وشفقة، بل الواجب أن يلتفت كل واحد منا إلى أسلوب معاملته في بيته لزوجته وأطفاله وأولاده وبناته؛ ليعلم كيف يأسرهم بحبه لا بسوطه وغضبه، وليعلم كيف يحضنهم بقلبه لا أن يحضنهم بالعصا والسوط والمعاملة القاسية، فإن ظاهرة العنف -عباد الله- أصبحت ظاهره خطيرة في بيوتنا، لا نعرف كيف نعامل الأطفال، ولا كيف نعامل النساء، ولا كيف نعامل البنات، ولا كيف نعامل الخدم والعمال، ولا يعني هذا الكلام أننا ننهى عن الأدب والعقاب، ولكن بأسلوب تربوي على نهج نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي كان -بأبي هو وأمي- يعامل أهل بيته معاملة راقية ليس لها مثيل.
روى البخاري ومسلم -رحمهما الله- أن الأقرع بن حابس -رضي الله عنه- جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرآه يقبل الحسن بن علي، فقال: أتقبلون صبيانكم؟! فقال له الرسول: "نعم"، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحدًا منهم، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "من لا يرحم لا يرحم".، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن ضرب النساء فقال: ( لا تضربوا إماء الله ). يعني زوجاتكم من النساء.
هذه الرحمة النبوية من الله، وهذا النبي العظيم في معاملته افتقدته بعض الأسر في ضغوطات الحياة وتزايد أعباء المعيشة وقلة العلم وضعف الروابط الأسرية، وإني لأعجب -أيها الإخوة- من آباء وأمهات طالما يرفعون أصواتهم بالدعاء على أولادهم: اللهم افعل بهم، اللهم خذهم، اللهم افعل بهم... يدعون على أولادهم، وقد جهلوا أو نسوا قول النبي -صلى الله عليه وسلم: "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن"، وذكر منها: "دعوة الوالد على ولده".
بل كان يقول - عليه الصلاة والسلام -: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نُزع من شيء إلا شانه". وهذا رجل جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أوصني، فقال: "لا تغضب"، قالها ثلاث مرات.
وتقول عائشة رضي الله عنها: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده، ولا امرأةً، ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله".
هذا رسول الله قدوتنا
تكفيك سنتهُ وتكفينا
يبدي محبتهُ لزوجته
وسواه يستعلي ويخفيها
بدعابةٍ منه يضاحكها
وبأجمل الأسما يناديها
ما مد يوماً كفهُ بأذًى
بل تلك نبع الخير يجريها
فاتقوا الله -عباد الله-، وأحسنوا المعاملة مع أسركم، ولتنشأ بيوتنا على الحب والحنان والعطف والإيمان، وعلى طاعة الملك الديان؛ تسعدوا في الحال والمآل...أقول قولي هذا..
الخطبة الثانية
الحمدُ لله على إحسانِه، والشُّكرُ له على توفيقِه وامتِنانِه، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله وعلى آله وصحبه وسلم.وبعد: فاتَّقُوا الله - عباد الله -، واعلَمُوا أن الإسلامَ دينٌ كاملٌ، بيَّن الله به علاقةَ المرءِ بربِّه، وعلاقتَه بخلقِه؛ فما من شرٍّ قد حذَّرَ منه إلا فتَحَ أمامَه أبوابًا من الخير، وما من داءٍ إلا فتَحَ أمامَه دواءً لا يُغادِرُ ذلك الداء.
معاشر المؤمنين: إن بعض المربين وربما من المعلمين أو من الآباء والأمهات والأولياء يغفلون أو لا يعلمون خطأ العبارات القاسية المشحونة بألفاظ التحقير وأوصاف الإهانة، ويظنون أن الطفل أو المرأة لا يتأثر بها -أيها الإخوة- إن هذا من العنف الأسري حينما تجرح زوجتك وبنتك أو ولدك بكلام بذيء، والمسلم الحقيقي ليس بالسباب ولا بالطعان ولا بالفاحش البذيء، وربما هذه العبارات أنتجت سلوكًا معاديًا وكراهية للمربي.
فيا معشر الآباء، ويا معشر الأولياء: ينبغي أن نعلم أن العقوبة حين نعاقب الأطفال يجب أن تناسب مع العمر، وإنك لتعجب ممن يأخذ الشطة الحارة ويجعلها بفم الطفل عقابًا له على سلوك فعله. نعم، هو يبكي من هذه المادة الحارقة، ولكن هذا أسلوب بغيض وبعيد كل البعد عن تعاليم التربية النبوية الصحيحة.
وهاكم -أيها الإخوة- أنموذجًا من نماذج حب النبي –صلى الله عليه وسلم- لأهل بيته وتعامله مع أولاده وأسرته: ففي ذات يوم كان -عليه الصلاة والسلام- يخطب على المنبر، فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويتعثران، فقطع -صلى الله عليه وسلم- خطبته ونزل من المنبر وحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال: "إن أموالكم وأولادكم فتنة"، ثم قال للصحابة: "نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيتعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما"، ثم أكمل خطبته -عليه الصلاة والسلام-. الله أكبر على هذه الرحمة المهداة وهذه النعمة المسداة لهذه الأمة الإسلامية.
ولعل الحلول لهذه الظاهرة -أيها الإخوة- هي:
- الوعظ والإرشاد الديني المهم لحماية المجتمع من مشاكل العنف الأسري؛ إذ إن تعاليم الدين الإسلامي توضح أهمية التراحم والترابط الأسري.
- لِزامًا على المُؤسَّسات التعليمية والإعلامية والاجتماعية - العامِّ منها والخاصِّ - أن تُعنَى بتلكُم المُعضِلة أيَّما عناية، وذلكم بالتوعيةِ الفِكريَّة المُنضبِطة لقِيمة الأُسرة في المُجتمع، وتحصيل سُبُل استِقرارِها، ودَفع سُبُل تفكُّكها قبل الوقوع، أو برفعها بعد الوقوع.
- إيجاد صلة بين الضحايا وبين الجهات الاستشارية المتاحة، وذلك عن طريق إيجاد خطوط ساخنة لهذه الجهات يمكنها تقديم الاستشارات والمساعدة إذا لزم الأمر.
- ينبغي للجهاتِ المُشرِّعة أن تُولِيَ اهتِمامًا بالِغًا في سَنِّ ما من شأنِه ضبطُ الأُسرة، واتِّخاذُ الإجراءات اللازِمة للمُمارسات اللامسؤولة، من قِبَل الأولاد تُجاه الأبوَين، أو من الأبوَين تُجاه الأولاد، أو من الزَّوجَين تُجاه أحدهما، أو التعسُّف والانحِراف عن أمر الله، بإبراز الفتُوَّة في استِخدام الولايةِ؛ لتنقلِبَ من إرفاقٍ بالأُسرة إلى شِقاقٍ بها.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾.
أسال الله -سبحانه وتعالى- أن يهدينا لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يجعلنا مجتمعًا متراحمًا متعاطفًا متكاتفًا، إنه سميع مجيب...
هذا وصلُّوا - رحمكم الله - على خيرِ البريَّة، وأزكى البشريَّة: محمد بن عبد الله صاحبِ الحوضِ والشفاعة؛ فقد أمرَكم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسِه، وثنَّى بملائكته المُسبِّحة بقُدسه، وأيَّه بكم - أيها المُؤمنون -، فقال - جلَّ وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾.
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ صاحبِ الوجهِ الأنوَر، والجَبين الأزهَر، وارضَ اللهم عن سائر صحابته وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِك وجُودِك وكرمِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واخذُل الشركَ والمشركين، اللهم انصُر دينَكَ وكتابَكَ وسُنَّةَ نبيِّك وعبادَكَ المؤمنين.
اللهم فرِّج همَّ المهمُومين من المُسلمين، ونفِّس كربَ المكرُوبِين، واقضِ الدَّيْنَ عن المَدينين، واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين، برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِح أئمَّتَنا وولاةَ أمورِنا، واجعَل ولايتَنا فيمن خافَك واتَّقَاك واتَّبعَ رِضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حيُّ يا قيوم، اللهم أصلِح له بِطانتَه يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أصلِح أحوالَ المُسلمين في كل مكان، اللهم أصلِح أحوالَ المُسلمين في كل مكان، اللهم كُن لإخواننِا المُضطهَدين في دينهم في سائرِ الأوطان يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم كُن لإخوانِنا المُجاهِدين المُرابِطِين في الثُّغور، اللهم كُن لهم ولا تكُن عليهم، اللهم انصُرهم على عدوِّك وعدوِّهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم ألف بين قلوبنا، وأنزل على قلوبنا الرحمة والشفقة، واجعلنا من عبادك الصالحين.
﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار ﴾ .
سُبحان ربِّنا ربِّ العزّةِ عما يَصفون، وسلامٌ على المرسلين، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العَالمين.
لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100
إقرأ المزيد :
الفئة: مواضيع دينية منوعة خطب إسلامية