ما هو الوحي ؟

ما هو الوحي ؟

ما هو الوحي؟


تعريف الوحي

الوحي في اللغة هو: الإعلام الخفي السريع، وفي الشرع: إعلام الله تعالى من اصطفاه من عباده بكل ما أراد إطلاعه عليه من ألوان الهداية والعلم، بطريقة سرية خفية، غير معتادة للبشر.

أنواع الوحي

قال تعالى : ﴿وَما كانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلّا وَحيًا أَو مِن وَراءِ حِجابٍ أَو يُرسِلَ رَسولًا فَيوحِيَ بِإِذنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكيمٌ﴾ [الشورى: ٥١]

من هذه الآية نستنبط ثلاث أنواع للوحي هي :

الوحي المجرد المباشر:

وهو أن يقذف الله - عز وجل - في قلب الموحى إليه ما أراد، بحيث يوقن الموحى إليه أنه من عند الله.

الوحي من وراء حجاب:

بلا واسطة، كتكليم الله تعالى لموسى عليه السلام.

الوحي الجلي:

وهو الوحي بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام، وهذا النوع هو أشهر أنواع الوحي وأكثرها، ووحي القرآن كله من هذا القبيل.

صور نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم


الصورة الأولى:

الرؤيا الصادقة، وهي أول ما بدئ به الرسول صلى الله عليه وسلم من الوحي، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أول ما بدئ به رسول الله صلى اله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح».
وكان ذلك تهيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لينزل عليه الوحي يقظة، وليس في القرآن الكريم شيء من هذا النوع؛ لأن القرآن نزل جميعه يقظة.

الصورة الثانية:

النفث في الرُّوع، وهو ما يقذفه الله تعالى في قلب النبيﷺ مما أراد أن يُعْلِمه به من أمور الغيب.

الصورة الثالثة:

أن يأتيه مثل صلصلة الجرس، وهي أشد الصور على الرسول صلى الله عليه وسلم.

الصورة الرابعة:

مجيء ملك الوحي جبريل - عليه السلام - إلى رسول الله صللا الله عليه وسلم بصورته الملائكية التي خلقه الله عليها قال الله تعالى: ﴿وَلَقَد رَآهُ بِالأُفُقِ المُبينِ﴾ [التكوير: ٢٣]
وقال تعالى : ﴿وَلَقَد رَآهُ نَزلَةً أُخرى۝عِندَ سِدرَةِ المُنتَهى﴾ [النجم: ١٣-١٤]

الوحي من ناحية العلم

أكّد العلم الحديث إمكانية الوحي، ومن الأدلة على ذلك:
  • أن العلم الحديث استطاع أن يخترع من العجائب ما نعرفه ونشاهده وننتفع به كالهاتف، والراديو، والميكروفون، والأقمار الاصطناعية، وعن طريق ذلك أمكن أن يخاطب الإنسان من كان في آفاق بعيدة عنه، وأن يفهمه بما شاء، ويرشده إلى ما أراد. فهل يعقل بعد قيام هذه المخترعات المادية أن يعجز الإله القادر عن أن يوحي إلى بعض عباده ما شاء عن طريق الملك أو غير الملك؟

  • استطاع العلم الحديث أن يملأ أسطوانات من الجماد بأصوات وأنغام وكلام، على وجه يجعلها حاكية له بدقة وإتقان. أبَعْدَ هذه المخترعات القائمة يستبعد على القادر تعالى بوساطة ملك ومن غير وساطة ملك أن يملأ بعض النفوس البشرية الصافية من خواص عباده بكلام مقدس يهدي به خلقه، ويظهر به حقه، على وجه يجعل ذلك الكلام منقوشا في قلب رسوله حتى يحكمه بدقة وإتقان كذلك؟

  • أننا نشاهد بعض الحيوانات تأتي بعجائب الأنظمة والأعمال، مما نحيل معه أن يكون ذلك صادرا عن تفكير لها، أو غريزة ساذجة فيها، ومما يجعلنا نوقن بأنها لم تصدر في ذلك إلا عن إرادة عليا، توحي إليها وتلهمها تلك العجائب والغرائب من الصناعات والأعمال، والدقة والاحتيال. وإذا صح هذا في عالم الحيوان، فهو أولى أن يصح في عالم الإنسان، حيث استعداده للاتصال بالأفق الأعلى يكون أقوى، وأخذه عنه يكون أتم، ومن ذلك ما يكون بطريق الوحي.

عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية