حبُّ النبيِّ امتثالٌ لا احتفال
إكمال الدين من نعم الله علينا
لقد أنعمَ اللهُ علينا بإكمالِ الدِّينِ, فقالَ -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[المائدة: 3], وما تركَ رسولُ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- خيرًا إلا دلّنا عليه، ولا شرًّا إلا حذّرَنا منه، فليسَ للمسلمِ أنْ يزيدَ في شرعِ الله، ولا أنْ يتقرّبَ بعملٍ ليسَ عليه دليلٌ من كتابِ اللهِ أو سنَّةِ رسولِ الله، قالَ -عليه الصلاةُ والسلام-: "مَنْ أحدثَ في أمرِنا هذا ما ليسَ منه؛ فهو رَدّ"؛ أي: مردودٌ عليه وغيرُ مقبولٍ منه.
أدلة بدعية الاحتفال بالمولد
مِن المُحْدثاتِ التي يجبُ الحذرُ منها: بدعةِ الاحتفالِ بمولدِ النّبيِّ -صلى اللهُ عليه وسلم-؛ تشبُّها باحتفالِ النّصارى بميلادِ المسيح، وقد حذَّرَنا -عليه الصلاةُ والسلامُ- من الغلوِّ فيه؛ كما فعلتِ النّصارى فقال: "لا تُطروني كما أَطْرَتِ النّصارى المسيحَ ابنَ مريم", فهل يليقُ بالمسلمِ أنْ يقتديَ بأولئكَ الأنجاسِ الفاسقين، ويرغبَ عن ملّةِ سيّدِ المرسلين؟! حيثُ لم يحتفلْ -عليه الصلاةُ والسلامُ- بمولدِه ولا صحابتُه الكرام، وهم أقربُ عهدًا به وأشدُّ حبًّا له واتباعًا لسنّتِه، ولو كانَ خيرًا لسبقونا إليه.
فمن أرادَ النّجاةَ فليسلكْ طريقَهم, ولْيَسَعْه ما وَسِعَهم, قالَ -عليه الصلاةُ والسلام-: "عليكم بسنّتي وسنّةِ الخلفاءِ المهديّينَ الرّاشدين، تَمسّكوا بها وعَضّوا عليها بالنّواجِذ، وإيّاكم ومُحْدثاتِ الأمور؛ فإنّ كلَّ مُحدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة".
مع ما يُصاحبُ تلك الموالد من مدائحَ شركيّةٍ ومخالفاتٍ شرعيّة، قد نهى اللهُ عنها ورسولُه -صلى اللهُ عليه وسلم-، فهل يَسوغُ التعبيرُ عن حبِّ الرّسولِ بمعصيتِه؟!.
حُبُّ النّبيِّ امتثالٌ لا احتفال، حبُّ النبيِّ الحقيقيُّ، بطاعتِه فيما أَمَر، وتصديقِه فيما أِخْبَر، واجتنابِ ما نهى عنه وزجر، وأنْ لا يُعبدَ اللهُ إلا بما شَرَع.
فاتقوا اللهَ ، وأظهروا حبَّكم لرسولِكم، باتباعِ منهجِه وتطبيقِ سنّتِه؛ تفوزوا برضا ربِّكم ومحبّتِه، وذلك هو الفوزُ العظيم؛ (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[آل عمران: 31].
علامة الحب الصادق للنبي
إنّ مِن أعظمِ دلائلِ حبِّ النبيِّ كثرةَ الصّلاةِ والسلامِ عليه؛ (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56], اللهمّ صلِّ وسلمْ وباركْ على عبدِك ورسولِك نبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه أبدًا إلى يومِ الدّين.
المصدر :
لا تنس ذكر الله