لماذا لا تُبنى فنادق وأبراج في مشعر منى بدلًا من الخيام؟
يتساءل البعض: لماذا لا يتم بناء مبانٍ دائمة أو فنادق في مشعر منى بدلًا من الخيام البيضاء المتلاصقة، خصوصًا أن المكان يشهد ازدحامًا كبيرًا خلال موسم الحج؟ الجواب على هذا السؤال يحمل أبعادًا دينية وتنظيمية وأمنية في غاية الأهمية، نعرضها فيما يلي:
منى مشعرٌ مقدّس
منى ليست مجرد مكان إقامة للحجاج، بل هي مشعر من مشاعر الحج المقدسة التي لها حرمتها ومكانتها.
وجود أبراج دائمة أو منشآت ضخمة فيها ينافي طبيعة المكان التعبدية ويقلل من روحانية الشعيرة.
الحجاج يقيمون في منى إحياءً لسنة النبي ﷺ، ولذلك، الحفاظ على بساطة المكان هو جزء من تعظيم هذه الشعيرة.
الخيام أكثر مرونة وسرعة في الإخلاء والتنظيم
موسم الحج يمتد لعدة أيام فقط، والحجاج يتنقلون بين منى ومزدلفة وعرفات، لذلك تحتاج السلطات إلى بنية مؤقتة:
١. الخيام سهلة التفكيك والنقل.
٢. سرعة الإخلاء في حالات الطوارئ أمر حيوي.
٣. تنظيم الحشود يكون أسهل بالخيام المرنة.
٤. صعوبة في إدارة نُزل ثابتة (فنادق) لملايين الأشخاص خلال فترة قصيرة.
٥. الدخول والخروج من الأبراج في حالات الطوارئ سيكون أكثر تعقيدًا وخطورة.
تجربة 1997 كانت نقطة تحول
في عام 1997، وقعت حادثة حريق كبيرة في منى تسببت في خسائر مؤلمة، ومنذ ذلك الحين:
• تم تطوير خيام منى لتصبح غير قابلة للاشتعال.
• أصبحت الخيام مكيفة ومزودة بالكهرباء والماء والاتصالات.
• الخيام اليوم متصلة بمراكز تحكم ومراقبة.
هذه الخيام الذكية أثبتت كفاءتها العالية، كما أنها أقل تكلفة وأسرع في التركيب والإزالة.
الحج عبادة متساوية للجميع
الحج هو شعيرة توحِّد المسلمين، ويُفترض أن الكل سواسية فيه، غنيهم وفقيرهم.
لو بُنيت أبراج فخمة، لأصبح الأغنياء يسكنونها ، والفقراء في خيام عادية، مما يُخل بمبدأ المساواة.
الخيام تُعزز مبدأ البساطة والتواضع ، وتُشعر الجميع بأنهم في عبادة خالصة لله، لا في رحلة سياحية.
قد تبدو الأبراج أكثر راحة من الخيام، لكن حين نتأمل أبعاد الحج ومعانيه، ندرك أن الخيمة في منى ليست مجرد مأوى… بل شعيرة بحد ذاتها.
لا تنس ذكر الله