محتويات المقال
جزاء الزوج الظالم
طاعة الزوجة لزوجها
طاعة المسلمة لزوجها سبيلٌ من سبل النجاة والفوز بالجنة، فكذلك عصيانها سبيلٌ للعقاب.فعَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ: " أَنَّ عَمَّةً لَهُ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ، فَفَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ ﷺ : أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ.قَالَ: كَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟ قَالَتْ: مَا آلُوهُ إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ.قَالَ: فَانْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ .
الزوج معرض للعقوبة إذا ظلم زوجته
قال رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: « إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ»
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
" فهو دليل على تساوي الشقيقين ، وتشابه القرينين ، وإعطاء أحدهما حكم الآخر " انتهى
مما سبق نستنتج أن الزوج معرض للعقوبة إذا أهمل واجباته الزوجية، أو تعدى بالظلم على زوجته ، كالزوجة المعرضة للعقوبة بسبب تقصيرها في أداء واجباتها الزوجية.
أشكال ظلم الزوج لزوجته
- يمنعها من صداقها ومهرها.
- الأخذ من مالها رغما عنها.
- لا ينفق عليها.
- هجها وضربها من دون سبب شرعي.
- إجبارها على العمل.
- حرمانها من صلة رحمها.
- إهانتها والتقليل من شأنها.
حسن معاملة الزوجة
قال الله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾[ النساء:١٩]
فالزوج تباح له زوجته بعقد يستوجب المعاملة الحسنة بالمعروف.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:
" ثم قال: ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) وهذا يشمل المعاشرة القولية والفعلية، فعلى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، من الصحبة الجميلة، وكف الأذى، وبذل الإحسان، وحسن المعاملة، ويدخل في ذلك النفقة والكسوة ونحوهما، فيجب على الزوج لزوجته المعروف من مثله لمثلها في ذلك الزمان والمكان، وهذا يتفاوت بتفاوت الأحوال " انتهى
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: " وقوله: ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )، أي: طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم، وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحب ذلك منها، فافعل أنت بها مثله، كما قال تعالى: ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ )، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي )، وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جميل العشرة؛ دائم البشر، يداعب أهله، ويتلطف بهم، ويوسعهم نفقته، ويضاحك نساءه " انتهى.
ميثاق الزواج ميثاق غليظ
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ، وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾[النساء:٢٠-٢١]
وصف الله سبحانه وتعالى عقد الزوجية بـ "الميثاق الغليظ" ، تحذيرا للأزواج من الإخلال بواجباته.
قال الطبري رحمه الله تعالى: " ... الميثاق الذي عُني به في هذه الآية: هو ما أخذ للمرأة على زوجها عند عُقْدة النكاح، من عهدٍ على إمساكها بمعروف، أو تسريحها بإحسان، فأقرَّ به الرجل. لأن الله جل ثناؤه بذلك أوصى الرجالَ في نسائهم " انتهى
فإذا أخل الرجل بواجباته الزوجية فلم يقم بها ، أو ظلم زوجته ، وأكل عليها حقوقها ، فإنه متوعد بعذاب جهنم ، لأنه عصى أمر الله سبحانه وتعالى : ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾[ النساءء:١٤]
واجب الزوج تجاه زوجته
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:
" فالمؤمن يعتني بزوجته ويكرمها، ويحسن عشرتها ولا يظلمها، هذا هو الواجب عليه، ألا يظلمها لا في نفسها، ولا في مالها، ولا في عرضها، فإذا ظلمها، خَصْمه الله، خصم الظالمين الرَّب عز وجل، هو الذي يجازيهم بما يستحقون، كما قال عز وجل: ﴿ وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا﴾، قال سبحانه: ﴿ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾، وقال النبي ﷺ :« يقول الله عز وجل: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، رجل أعطى بي ثم غدر- يعني عاهد ثم غدر- ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه، ولم يعطه حقه».
وهكذا يكون الزوج خصما لزوجته إذا ظلمها بغير حق . فالله خصمه يوم القيامة، ومن كان الله خصمه فهو مخصوم، فالواجب على كل مسلم أن يحذر ظلم زوجته، أو ظلم أهل بيته من أولاد، ذكور أو إناث.
لا تنس ذكر الله
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
0 / 100