اسم الله المؤمن

اسم الله المؤمن

اسم الله المؤمن



المؤمن اسم من أسماء الله الحسنى


من أسماء الله -تعالى- الحسنى اسم الله: المؤمن، وقد ورد اسم الله المؤمن في كتاب الله -تعالى-: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾[الحشر: 33].

بعض معاني اسم الله: المؤمن


وقد ورد اسمه معنى "المؤمن" بمعاني كثيرة؛ منها: قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: "المؤمن أي من أمن خلقه من أن يظلمهم وتأمينه سبحانه وتعالى الخائفين بإعطائهم الأمان، قال سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ﴾[قريش: 3]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا﴾[النساء: 40]، وقوله سبحانه: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾[الكهف 49]، فكل خائف يصدق في لجوئه إلى الله فإن الله يؤمنه من الخوف والفزع، فأمن العباد وأمن البلاد بيده سبحانه وتعالى"، وقال زيد: "المؤمن أي صدق عباده المؤمنين في إيمانهم به فهو سبحانه يصدق المؤمنين إذا وحدوه؛ لأنه الواحد الذي وحد نفسه، فقال تعالى: ﴿شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾[آل عمران: 18].

وقال القرطبي في تفسيره: "المؤمن أي المصدق لرسله بإظهار معجزاته عليهم، ومصدق المؤمنين ما وعدهم به من الثواب، ومصدق الكافرين ما أوعدهم به من العقاب، فهو سبحانه يصدق مع عباده المؤمنين في وعده، ويصدق ظنون عباده الموحدين، ولا يخيب آمالهم، قال سبحانه: ﴿ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاء وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ﴾[الأنبياء: 9]، وعند البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: "يقول الله -تعالى-: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء".

وقيل: المؤمن هو الذي يؤمن عباده يوم الفزع الأكبر من مخاوف يوم القيامة، ومن عذاب النار، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ﴾[الأنبياء: 101-103]، وأنه سبحانه يؤمن عباده المؤمنين عند نزول الموت حال الاحتضار فإنه يسمع الملائكة وهي تبشرهم؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ* نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ﴾[فصلت: 30-32].

بعض آثار الإيمان باسم الله: المؤمن


إن الإنسان في الحياة الدنيا يبحث عن الأمن والطمأنينة مما يجعله يتخذ الأسباب فيذهب إلى من يرى فيه القدرة على منحه الأمان، ولهذا يجب أن يعتقد الإنسان: أن الأمان والطمأنينة من مالك الأمن والأمان، وهو الله -سبحانه وتعالى-، وهذا ما يؤخذ من صفة الله: "المؤمن"، فهو الذي يطمئن، ويؤمن الخائفين.

وكذلك من آثار اسم الله: "المؤمن": يقين الإنسان أن الله لا يظلم أحداً من خلقه، وأنه سينصر المظلوم ولو بعد حين، فينبغي أن يثق المؤمن ويلجأ إلي الله في كل أموره، فهو المؤمن للمؤمنين من كل شر ومكروه، والله -سبحانه وتعالى- هو المعروف لرسله في عبادتهم وسيعطيهم ما وعدهم؛ لأنه الصادق سبحانه وتعالى فيما وعد به.

نسأل الله أن يؤمن خوفنا في الدنيا والآخرة، كما نسأله سبحانه أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.

المرجع :

أكثر من الصلاة على النبي يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
0

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية