التقليد الأعمى بلا هدف

التقليد الأعمى بلا هدف

التقليد الأعمى بلا هدف


هذه تقلد أمها في تقطيع اللحم فسألها ولدها: لماذا لم تتركي اللحـم قطعـة واحدة ؟ فقالت: أمي كانت تفعل هذا .
ثم ما لبث أن سأل جدته فقالت : أنها رأت أمها تفعل هذا.
ولما اتصلوا بالجدة الكبيرة وسألوها لماذا تقطعين اللحم قطعـا صـغيرة ؟ أجابتهم لأني لا أملك إلا فرنا صغيرا ، هذه القصة سمعتها من أحد المحاضرين واسمه ( زيغلر ) .

نعم إن للجدة الكبيرة سببا مقنعا فيما تفعله لكن من تبعها لا أسباب لديه ولا أهداف ، بل قلدوا بلا استفسار عن السبب ولا يزال الكثير من الناس يقلـد بـلا أو هدف .

لابد أن أفعالك جميعها هل أنت مقلد أم مبتكر وحـتى إذا تراجع قلدت من سبقك هل تعرف لماذا قلدته وهل جربت طريقة أجمل وأجود مما لديك ؟

كل هذه التساؤلات تجعل منا أناسا قادرين على أن نعيش الحياة براحة وفهم ، لقد كان كثير من الفلاحين في الأرياف ولا زالوا يصنعون ما صنع آباؤهم وقلــدوهـم ولكني رأيت الآن أن أشد الناس حاجة هم الفلاحون ، مع امتلاك الأرض والطاقـة لم يتطور أحدهم من طور الاستهلاك أكثر من الانتاج إلى الانتـاج أكثـر مـن الاستهلاك ، نظرت فيهم فوجدتهم يقلدون آباءهم فقط ولا يتقدمون وليس هـذا استصغارا لهم بل إني في كل مجلس أقول لهم لابد أن تعالجوا هذا وكانوا يزرعـون القطن والشمندر والقصب .

وفي يوم ذكر لي صاحبـي وكان فلاحا أنه سيجري زراعة الحمص ، انتقده الكثير من الناس وخاصة الفلاحين المتمسكين بمهنة آبائهم ، فلما زرع الحمص وحصده كان له مردود يشبه مردوده من الحنطة أو أقرب لكنه كان سعيدا لأنها كانت أول تجربة ولم يخسر فيها فكيف لو جرب مـرة أخـرى وتلافى الأخطاء التي ارتكبها من قبل ؟

آباؤنا في زمانهم لم يكن لديهم الآليات التي توفر جهودا وتزيد انتاجاتنا ولقد كانت من نعم الله أن رزقنا هذه التكنولوجيا ولكنا إذا لم نغير أنفسنا ونتســاءل دوما لكل فعل نفعله لماذا فعلناه ولماذا صار كذا وكذا .. ؟ فإننا لن نـزدد انتاجـا ولن نسد فجاجا .

من كتاب : مهارات الحياة
لا تنس ذكر الله
سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية