الذكر في أيام التشريق

الذكر في أيام التشريق

الذكر في أيام التشريق




أعظم ما تحيا به الروح

إن من أعظم ما تحيا به الروح وتسعد ذكرَ خالقِها العليِّ الأعلى؛ فهو معراجها الذي فيه تترقى، وزينتها التي بها تتحلى، وعُدَّتُها التي بها تتقوى؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41، 42].

إن ذكر الله عز وجل هو الدواء الذي يطهر القلب، والنعمة العظمى، والمنحة الكبرى، به تُستدفَع النِّقَم، وتُجلَب النعم، وتُنال أعلى الدرجات، إنه قوت القلوب، وقرة العيون، وحياة الروح، وروح الحياة، فمتى فارق القلوب، صارت الأجساد لها قبورًا.

ذكر الله في أيام التشريق

أيها المؤمنون : ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [البقرة: 203]؛ يأمر تعالى بذكره في الأيام المعدودات؛ وهي أيام التشريق الثلاثة بعد العيد؛ لمزيتها وشرفها، وكون بقية أحكام المناسك تُفعَل بها، ولكون الناس أضيافًا لله فيها؛ ولهذا حرم صيامها، فللذكر فيها مزية ليست لغيرها؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: « ألا وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل » [رواه أبو داود، وصححه الألباني]، ويدخل في ذكر الله فيها ذكره عند رمي الجمار، وعند الذبح، والذكر المقيد عقب الفرائض.

الذكر خير الأعمال وأزكاها

الذكر خير الأعمال وأزكاها عند الله؛ فعن أبي الدرداء قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: « ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى، قال معاذ بن جبل: ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله » [رواه الترمذي، وصححه الألباني].

فانظر إلى هذه المقارنة الملموسة بأعمال معروفة بعظمتها وكثرة أجرها، وقد جعل الذكر أكثر منها أجرًا.

دعاء

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، وعافِ مبتلانا، ربنا اغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].

لا تنس ذكر الله
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية