المسائل العَقَدية المتعلقة بالحَوضِ والكَوثَر

المسائل العَقَدية المتعلقة بالحَوضِ والكَوثَر

المسائل العَقَدية المتعلقة بالحَوضِ والكَوثَر


التَّوحيدَ الذي دَعَتْ إليهِ رُسُلُ اللهِ

إنَّ التَّوحيدَ الذي دَعَتْ إليهِ رُسُلُ اللهِ، ونَزَلَتْ بهِ كُتُبُهُ: نَوْعَانِ: تَوْحيدٌ في الْمَعْرِفَةِ والإثباتِ، وتَوْحِيدٌ في الْمَطْلَبِ والْقَصْدِ، قال ابنُ القيِّم: (بلْ كُلُّ سُورَةٍ في القُرآنِ فهِيَ مُتَضَمِّنَةٌ لنَوْعَيِ التوحيدِ، بلْ نقولُ قَوْلاً كُلِّيَّاً: إنَّ كُلَّ آيةٍ في القُرآنِ فهِيَ مُتَضَمِّنَةٌ للتوحيدِ، شاهدَةٌ بهِ، داعيةٌ إليهِ).

ومن أجَلِّ سُوَرِ القُرآنِ: سورة الكوثر، قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمه الله: (سُورَةُ الكَوْثَرِ: ما أَجَلَّها مِن سُورَةٍ، وأغْزَرُ فَوائِدها على اختصارِهَا).

وهيَ سُورةٌ مكيَّةٌ، وهيَ أقْصَرُ سُوَرِ القُرآنِ، وقد قرَّرَ بعضُ العُلَماءِ أنَّ إعجازَ القُرآنِ يتجلَّى فيها، قال الزركشيُّ: (فهذهِ سُورَةُ الكوْثَرِ ثلاثُ آياتٍ، وهيَ مُعْجِزَةٌ إعجَازَ سُورةِ البَقَرَةِ).

وعن أنسٍ رضي الله عنه قالَ: بَيْنَا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذاتَ يومٍ بينَ أَظْهُرِنَا، إذْ أَغْفَى إغْفَاءَةً ثمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّماً، فقُلْنا: ما أَضْحَكَكَ يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: «أُنْزِلَتْ علَيَّ آنِفاً سُورَةٌ»، فقَرَأَ: بسمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 1 - 3]، ثمَّ قالَ: أَتَدْرُونَ ما الْكَوْثَرُ؟ فقُلْنا: اللهُ ورسُولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ ربِّي عزَّ وجَلَّ، عليهِ خَيْرٌ كَثيرٌ) الحديثُ رواهُ مُسْلِمٌ.

وعنه رضي الله عنه: أنَّ رَجُلاً سَأَلَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ما الْكَوْثَرُ؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: هُوَ نَهَرٌ أَعْطَانِيهِ اللهُ في الجنَّةِ، أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، فيهِ طُيُورٌ أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْجُزُرِ -أي الإبل- فقالَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ: إنَّها لَنَاعِمَةٌ يا رسولَ اللهِ، قالَ: فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: آكِلُوهَا أَنْعَمُ مِنْهَا. رواه الإمام أحمد وصحَّحه مُحقِّقُو المسند.

ولقد اهتمَّ العلماء بالكلام على نهْرِ الكوثر الذي أعطاه الله نبيَّنا محمداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم اهتماماً بالغاً، واحتفوا به احتفاءً عظيماً، وتنوَّعت وسائلهم في ذلك، ومِن أبرز وسائلهم:

بيان صحة أحاديث الكوثر والحوض وتواترهما

قال أبو عمروٍ الداني: (والكوثرُ نهرٌ في الجنةِ أُعطيهِ نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، بذلكَ تواترتِ الأخبارُ، وصحَّت الآثارُ) انتهى، وقال ابن عبد البر: (الأحاديث في حوضه صلى الله عليه وسلم متواترةٌ صحيحةٌ ثابتةٌ كثيرة).

ومن أبرز وسائلهم: ذِكْرُهُم للكوثرِ والحوض ضِمْنَ العقائد: قال أبو عَوانةَ رحمه الله في رَدِّهِ على الجهميةِ: (وأنَّ الكوثرَ الذي أُعطيَ محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ هو مَخلوقٌ وموجودٌ، وهو نَهْرٌ مِن ماءٍ تُرابُهُ الْمِسْك)

وقال سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ: (السُّنَّةُ عَشَرَةٌ، فمَنْ كُنَّ فيهِ فقدِ استكْمَلَ السُّنَّةَ، ومَن تَرَكَ منها شيئاً فقدْ تركَ السُّنَّةَ: إثباتُ القَدَرِ، وتَقْدِيمُ أبي بكْرٍ وعُمَرَ، والحَوْضُ، والشَّفاعةُ، والْمِيزانُ، والصِّراطُ، والإيمانُ قوْلٌ وعَمَلٌ، والقُرآنُ كلامُ اللهِ، وعذابُ القَبْرِ، والبَعْثُ يومَ القيامَةِ، ولا تَقْطَعُوا بالشَّهادَةِ على مُسْلِمٍ) رواه اللالكائي.

ومن أبرز وسائلهم: التأليف في تفسيرهما وجمع أحاديثهما، ككتاب (ما رُوي في الحوض والكوثر) لبقي بن مخلد، وتفسير الكوثر لابن المري، وعقد الجوهر في الكلام على سورة الكوثر للأصبهاني، وغيرهم.

عبادَ اللهِ: إنَّ الكوثر نَهْرٌ في الجنةِ أعطاهُ الله نبيَّنا محمداً صلى الله عليه وسلم، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «بيْنَمَا أَنا أَسِيرُ في الجنَّةِ، إذا أَنَا بنَهَرٍ، حافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ، قُلْتُ: ما هذا يا جبْرِيلُ؟ قالَ: هذا الكَوْثَرُ الذي أَعْطَاكَ رَبُّكَ» رواه البخاري

وعنْ أبي عُبَيْدَةَ عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالَ: سَأَلْتُهَا عنْ قولِهِ تعالى: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾، قالتْ: «نَهَرٌ أُعْطِيَهُ نبيُّكُمْ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، شَاطِئَاهُ عليهِ دُرٌّ مُجَوَّفٌ، آنِيَتُهُ كَعَدَدِ النُّجُومِ. رواه البخاري

وهو مما فُضِّلَ بهِ نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على سائرِ الأنبياءِ عليهم السلام: قال صلَّى الله عليه وسلَّم في حديث المعراج: (ثمَّ مَضَى بهِ في السَّمَاءِ، فإذا هُوَ بنَهَرٍ آخَرَ عليهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدٍ، فَضَرَبَ يَدَهُ فإذا هُوَ مِسْكٌ أَذْفَرُ، قالَ: ما هذا يا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هذا الكَوْثَرُ الذي خَبَّأَ لَكَ رَبُّكَ) الحديث رواه البخاري، وقال صلَّى الله عليه وسلم: (أُعْطِيتُ الكوثرَ، فإذا هو نَهَرٌ يَجْرِي، ولم يُشَقَّ شَقَّاً، فإذا حَافَتَاهُ قِبابُ اللُّؤْلُؤِ، فضَرَبْتُ بيدِي إلى تُرْبَتِهِ، فإذا مِسْكَةٌ ذَفِرَةٌ، وإذا حَصَاهُ اللُّؤْلُؤُ) رواه الإمام أحمد وصحَّحه مُحقِّقو المسند

وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «وأَعْطَاني الكوثرَ، فهوَ نَهْرٌ من الجنَّةِ يَسِيلُ في حَوْضِي» رواه الإمام أحمد وحسَّنه ابنُ كثير.

فالكوثرُ في الجنةِ، وأمَّا الحوضُ فهوَ في الموقفِ قبلَ الصراطِ، لأنَّ الناسَ يَرِدُون الموقف عِطاشاً، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «إنِّي فَرَطُكُمْ على الحَوْضِ، مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، ومَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَداً، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُوني، ثمَّ يُحَالُ بَيْني وبَيْنَهُمْ» رواه البخاري ومسلم.

ولكلِّ نبيٍّ حوض، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ لكُلِّ نَبيٍّ حَوْضاً، وهوَ قائمٌ على حَوْضِهِ بيَدِهِ عَصَاً يَدْعُو مَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّتِهِ، إلاَّ أنَّهُمْ يَتَبَاهَوْنَ أيُّهُمْ أكْثَرُ تَبَعَاً، وإني لأَرْجُو أن أكونَ أكْثَرَهُمْ تَبَعَاً) رواه ابن أبي الدُّنيا عن الحسن مُرسلاً، وصحَّح إسناده ابن حجر.

الإيمانَ بالكوثرِ والحوض

إن الإيمانَ بالكوثرِ والحوض أحدُ مُفْرَداتِ الإيمانِ باليوم الآخر، فكوْثَرُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ في الجنة، وقد جاءت السُّنةُ الصحيحة بإثبات الحوض، وتعداد أوصافه، وهذا ما جَعَلَ أهلَ العلم يعتنون بذكر مسألة ثبوته والقضايا المتعلِّقة به في كُتب الاعتقاد، ولم تَخْلُ مُصنَّفات المحدِّثين غالباً من جمع الأحاديث الواردة في ذلك، في كُتُبٍ خاصَّةٍ، أو مُبَوَّبة في بعض التأليف.

أخي القارئ، إن الحوضَ حقيقيٌّ عظيمٌ، وموردٌ كريمٌ، وهو مخلوقٌ موجودٌ اليوم، يكون في عَرَصَات يوم القيامة، يُمدُّ الحوضُ من نهر الكوثرِ، ماؤهُ أشدُّ بياضاً من اللَّبنِ، وأحلَى من العَسَلِ، وأطيبُ ريحاً من المسك، وهو في غايةِ الاتساع، عرضه وطوله سواء.

قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «إنَّ حَوْضي أبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ مِنْ عَدَنٍ، لَهُوَ أشَدُّ بَيَاضَاً منَ الثَّلْجِ، وأحْلَى مِنَ الْعَسَلِ باللَّبَنِ، ولآنِيَتُهُ أكْثَرُ من عَدَدِ النُّجُومِ، وإني لأَصُدُّ الناسَ عنهُ، كَمَا يَصُدُّ الرَّجُلُ إبلَ الناسِ عنْ حَوْضِهِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ أتَعْرِفُنا يوْمَئِذٍ؟ قالَ: نعَمْ، لَكُمْ سِيمَا ليسَتْ لأَحَدٍ منَ الأُمَمِ، تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرَّاً مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الوُضُوءِ» مسلم، وأيلة: بلدة في شَمَال بلاد العرب،

وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي» رواه البخاري،

وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «أَلا لَيُذَادَنَّ رِجالٌ عنْ حَوْضِي كمَا يُذَادُ البَعِيرُ الضَّالُّ، أُنادِيهِمْ: أَلا هَلُمَّ، فيُقَالُ: إنهُمْ قدْ بَدَّلُوا بعْدَكَ، فأقُولُ: سُحْقاً سُحْقاً» رواه مسلم،

وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «بيْنَا أَنا قائمٌ إذا زُمْرَةٌ، حتى إذا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْني وبَيْنِهِمْ، فقالَ: هَلُمَّ، فقُلْتُ: أينَ؟ قالَ: إلى النَّارِ واللهِ، قُلْتُ: وما شَأْنُهُمْ؟ قالَ: إنهُمُ ارْتَدُّوا بعْدَكَ على أَدْبَارِهِمْ القَهْقَرَى، ثمَّ إذا زُمْرَةٌ، حتى إذا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْني وبَيْنِهِمْ، فقالَ: هَلُمَّ، قُلتُ أينَ؟ قالَ: إلى النَّارِ واللهِ، قُلْتُ: ما شأْنُهُم؟ قالَ: إنهُمُ ارْتَدُّوا بعدَكَ على أدبارِهِم القَهْقَرَى، فلا أُرَاهُ يَخْلُصُ منْهُم إلاَّ مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ» رواه البخاري، وهَمَلُ النَّعَم: هي الإبل بغير راع،

وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «إنَّ قَدْرَ حَوْضِي كَمَا بينَ أَيْلَةَ وصَنْعَاءَ مِنَ اليَمَنِ، وإنَّ فيهِ منَ الأباريقِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ» متفق عليه،

وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «تُرَى فيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَبِ والفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ» رواه مسلم،

وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، وزَوَايَاهُ سَوَاءٌ، ومَاؤُهُ أبْيَضُ مِنَ الْوَرِقِ، ورِيحُهُ أطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وكِيزَانُهُ كنُجُومِ السَّمَاءِ، فمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فلا يَظْمَأُ بعدَهُ أَبَداً» رواه مسلم،

وعن أبي ذَرٍّ قالَ: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ما آنِيَةُ الحَوْضِ؟ قالَ: والذي نَفْسُ محمَّدٍ بيَدِهِ لآنِيَتُهُ أكْثَرُ مِنْ عدَدِ نُجُومِ السَّماءِ وكَوَاكِبِها، ألا في اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ الْمُصْحِيَةِ، آنِيَةُ الجَنَّةِ مَنْ شَرِبَ مِنها لم يَظْمَأْ آخِرَ ما عليهِ، يَشْخَبُ فيهِ مِيزَابانِ مِنَ الجنَّةِ، مَنْ شَرِبَ منهُ لم يَظْمَأْ، عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ، ما بينَ عَمَّانَ إلى أَيْلَةَ، ماؤُهُ أشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ، وأحْلَى مِنَ الْعَسَلِ . مسلم

وعن ثوبانَ أنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: «إنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضي أَذُودُ الناسَ لأَهْلِ اليَمَنِ، أَضْرِبُ بعَصَايَ حتى يَرْفَضَّ عليهِم، فسُئِلَ عنْ عَرْضِهِ؟ فقالَ: مِنْ مَقَامي إلى عَمَّانَ، وسُئِلَ عنْ شَرابهِ؟ فقالَ: أَشَدُّ بَيَاضَاً من اللَّبَنِ، وأحْلَى مِنَ العَسَلِ، يَغُتُّ فيهِ مِيزابانِ يَمُدَّانِهِ من الجنَّةِ، أَحَدُهُما مِنْ ذَهَبٍ، والآخَرُ مِنْ وَرِقٍ» رواه مسلم

وفي الحديث فضيلةٌ لأهلِ اليمنِ، والأنصارُ من أهل اليمن، يَدْفَعُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الناسَ عنهم بعصاه ليشربوا، لأنهم دافعوا عنه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

ولنحذر من الأعمال التي تَمْنَعُنا من وُرُود حوضه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وهيَ كما في الأحاديثِ السابقة وغيرها: النفاقُ والرِّدَّة، والإحداث في الدِّين، والظُّلم والمجاهرة بالمعاصي.

ولِعِظَمِ أَمْرِ الحوضِ، فقد كان بعض الصحابة يذكره في دعائه للميِّت في صلاةِ الجنازة، (عن ابنِ عُمَرَ أنهُ يُكَبِّرُ على الجِنازةِ ويُصَلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ثمَّ يقولُ: اللَّهُمَّ بارِكْ فيهِ، وصَلِّ عليهِ، واغفِرْ لهُ، وأَوْرِدْهُ حَوْضَ نبيِّكَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) رواه ابنُ أبي عاصم في فضل الصلاة على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وصحَّحه الألباني.

بل كانت الصحابياتُ رضيَ اللهُ عنهنَّ يسألنَ اللهَ أنْ يُوردهُنَّ حوضَ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في كُلِّ صلاةٍ، قال أنسُ بنُ مالكٍ رضيَ اللهُ عنهُ: «لقدْ أَدْرَكْتُ عَجائزَ بالمدينةِ، لا يُصَلِّينَ صلاةً إلاَّ سَأَلْنَ اللهَ تعالى أنْ يُورِدَهُنَّ حَوْضَ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم» رواهُ الإمام ابنُ أبي عاصمٍ في السُّنةِ وصحَّحه إسناده ابن حجر.

فمَنْ مِنَّا يَفعلُ ذلكَ في صلاتهِ، أو دعائه لوالديه وأمواتهِ، والله المستعان.

لا تنس ذكر الله
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية