رضا الزوجة من أهم شروط صحة النكاح

رضا الزوجة من أهم شروط صحة النكاح

رضا الزوجة من أهم شروط صحة النكاح


الحمدُ للهِ ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه، أرسلَه الله بين يدي الساعةِ بشيراً ونذيراً، اللهُمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسانٍ أفضلِ الناسِ أخلاقاً وأعمالاً وعِلماً ويقيناً.

أما بعد:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾، واشكروا نعمةَ ربِّكم بما شرَعَه لكم من الاتصال بعضكم ببعضٍ بسببِ عقدِ النِّكاحِ، الذي حثَّ اللهُ عليهِ وجعَلَهُ من سُنن المرسلين، وعقدُ النكاحِ من أهمِّ العُقود، فبهِ يُباحُ الفَرْجُ، ويُلحقُ النَّسَب، ويُثبتُ الميراث.

ألا وإنَّ أركان الزواجِ ثلاثة: وُجودُ الزوجين الخاليينِ من الموانع، والإيجابُ والقَبُول.

ألاَ وإنَّ من شُروطِ النِّكاحِ:

تعيين كلٍّ من الزوجين، ورِضا كُلٍّ منهما بالآخر، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ تُنْكَحُ الأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ، وَلاَ تُنْكَحُ البِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ: «أَنْ تَسْكُتَ») متفقٌ عليهِ، فصرَّح النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأن البِكْرَ يستأمرها أبوها، وأنه لا بُدَّ من إذنها، حتى ولو كان الذي زوَّجها أبوها، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (أَنَّ جَارِيَةً بِكْرًا أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَتْ أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ فَخَيَّرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رواه الإمام أحمد وصحَّحه مُحقِّقُو المسند.

والثالثُ من شروط النكاح:

أن يَعْقِدَ لها ولِيُّها، وهو العاصبُ الأقربُ فالأقربُ، فالآباءُ وإن عَلَوا يُقدَّمون على الأبناءِ وإن نزلُوا، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَإِنْ دَخَلَ بِهَا فَلَهَا المَهْرُ بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْ فَرْجِهَا، فَإِنْ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لا وَلِيَّ لَهُ) رواه الترمذي وحسَّنه، وصحَّحه الذهبي، وعلى الولي أن يختار لموليته الكفء في دينهِ وخُلُقِه، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ المُزَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ؟ قَالَ: «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ»، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) رواه الترمذي وحسَّنه ووافقه الألباني.

والرابع: الشهادة على النكاح، قال صلى الله عليه وسلم: (لا نِكَاحَ إلا بِوَلِيٍّ وشاهِدَيْنِ) رواه الطبراني وصحَّحه الألباني.

فاتقوا الله عباد الله، فولايةُ النكاح أمانةٌ وذِمَّةٌ فأدُّوا الأمانة، واحفظوا الذمة، واسمعوا قول الله ربكم تبارك وتعالى: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية: إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عبدُهُ ورسولُهُ.

أمَّا بعدُ:

(فإنَّ خَيْرَ الحديثِ كِتابُ اللهِ، وخيرُ الْهُدَى هُدَى مُحمَّدٍ، وشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وكُلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ)، و (لا إيمانَ لِمَن لا أَمانةَ لَهُ، ولا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ).

أمَّا بعدُ: ومن الأمور المتعلِّقة بالزواج:

استحباب الزواج في هذا الشهر شهرِ شوال إذا ظهرت بدعة التشاؤم بالزواج فيه في بلدٍ ما، فيُستحبُّ حينئذ قصد الزواج في شوال مخالفة لأهل البدع، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (تزوَّجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بي في شوال، فأيُّ نساءِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عندهُ منِّي؟ قال: وكانت عائشةُ رضي الله عنها تستحبُّ أن تُدخلَ نساءَها في شوالٍ) رواه مسلم.

قال النووي:

(وقصدَت عائشةُ بهذا الكلام: رَدَّ ما كانتِ الجاهليةُ عليهِ، وما يَتخيَّلُه بعضُ العَوَامِّ اليومَ من كراهةِ التزوُّجِ والتزويجِ والدُّخولِ في شوالٍ، وهذا باطلٌ لا أصلَ له، وهو من آثارِ الجاهليةِ، كانوا يتطيَّرون بذلك لِما في اسم شوالٍ من الإشالةِ والرفع) انتهى.

اللهم أسبل علينا العفو والعافية والمعافاة في الدُّنيا والدين، وأتمَّ علينا نعمتك بنصر المؤمنين، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، اللهم وارفع عنا الغلا والوبا والبلاء والجلاء والجدب والقحط والمحن، والزلازل والفتن، عن بلدنا وعن بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين، اللهم وانصر جُنودنا، واحفظ حدودنا، وأصلح ووفِّق وُلاة أمورنا، واشف مرضانا، وارحم موتانا، وعاف مبتلانا، يا أرحم الراحمين، (سُبحانَ اللهِ وبحمْدِهِ، سُبحانكَ اللهُمَّ وبحمْدِكَ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ أنتَ، أستَغْفِرُكَ وأتُوبُ إليكَ)، اللهُم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه.

لا تنس ذكر الله
سبحان الله العظيم
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية