صفات المرأة المسلمة

صفات المرأة المسلمة

صفات المرأة المسلمة


تكريم الإسلام للمرأة


إنَّ الإسلام كرَّم المرأة وصانها وأعطاها مكانتها اللائقة بها؛ فرفعها عمَّا كانت عليه في الجاهلية، وجعل لها حقوقاً على زوجها وعلى ابنها وعلى والدها وعلى أخيها، وجعل لها حقاً في الميراث، وجعل لها حقاً في الموافقة على الرجل الذي تقدم لخطبتها، وجعل لها حقاً خالصاً يدفعه الزوج لها وهو الصداق، وجعل لها أن تشترط عليه ما ترغب اشتراطه مالم يكن إثماً، وجعل لها حقَّ النفقة؛ فالرجل ملزمٌ بالإنفاق عليها، وأكَّد أحقيتها في برِّ ابنها وابنتها مُقدَّماً على حقِّ الأب؛ للحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: "أُمُّكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أُمُّكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أُمُّكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَبُوكَ».

قال النووي -رحمه الله-: "قَالَ الْعُلَمَاءُ وَسَبَبُ تَقْدِيمِ الْأُمِّ كَثْرَةُ تَعَبِهَا عَلَيْهِ وَشَفَقَتُهَا وَخِدْمَتُهَا وَمُعَانَاةُ الْمَشَاقِّ فِي حَمْلِهِ ثُمَّ وَضْعِهِ ثُمَّ إِرْضَاعِهِ ثُمَّ تَرْبِيَتِهِ وَخِدْمَتِهِ وَتَمْرِيضِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ".

المؤامرة التغريبية على المرأة وأهدافها


إنَّ كثرة الكلام عن المرأة، ما كان ليكون إلا للهجمة الشرسة عليها من الأعداء؛ فقد تدخَّلوا في شأنها إعلامياً وسياسياً واقتصادياً، في مؤامرة تغريبية تهدفُ إلى إفساد المرأة وابتذالها ورميها في وحل الفساد والرذيلة؛ بكسر حاجز الحياء الذي هو من أعزِّ صفاتها، ومن ثَمَّ خلعَ حجابها باسم الحرية، ورفعَ ولاية الرجل عليها وإبطالَ قوامته عليها، واختلاطَها بالرجال وخلوتَها بهم! يريدونها جريئةً سافرةً خرَّاجةً ولاجة، وليست مطالب المؤامرة التغريبية على المرأة لأجل حفظ حقوقها فقد كذبوا في قولهم، ولبَّسوا في أمرهم؛ فإنَّما هم يريدون إذلالَها، وأخذَ حقوقها، واستعبادَها لشهواتهم ونزواتهم الشيطانية كما فعلوا بالمرأة الغربية عندهم؛ فهي تعيش عيشة تتمنى الخلاصَ منها، وتتمنى أن تعيش كما تعيشه المرأة المسلمة مصونة معززة مكرمة.

صفات المرأة المسلمة


إنَّ من صفات المرأة المسلمة:
  1. تعي ما يقوم عليه التغريب من سعيه لتغيير ما هي عليه من صفات فاضلة وأخلاق زاكية وحياء لا نظير له؛ فالمرأة المسلمة تحذرُ أشدَّ الحذر من الوسائل التغريبية التخريبية الهادمة للفضائل والأخلاق الحسنة، وكذلك تُحذِّر غيرها من الوقوع فيما وقع فيه من اغتررن بالتغريب وانسقن خلفه، وتعمل على نصحهن وإرشادهن.

  2. التزامها بحجابها الكامل الطويل الواسع وتجنبها الضيق الفاتن اللافت للنظر إليها، ولا تكشِف شيئاً من بدنها، وأذن لها بنقاب صغير، لترى به الطريق إذا احتاجت إلى ذلك، والنقاب قد توسع فيه بعض النساء هذا الزمان، فاصحبن يُخرجن شيئاً من جباههنَّ وحواجبهنَّ وشيئاً مما تحتَ عيونهنَّ وشيئاً من وجوههنَّ، والواجب أن يكون النقاب على قدر حجم العين فحسب، لا يزيد عليه شيئاً، قال الإمام ابن عثيمين -رحمه الله-: "النساء في عهدنا توسَّعنَ فصرنَ لا يقتصرنَ على خرقٍ يسيرٍ تنظر به المرأة، وإنما توسعن حتى فتحن فتحة تُرى منها الحواجب وربما بعض الجبهة وربما الوجنة مع تجميل العيون بالكحل، لما توسعن بذلك أمسكتُ عن الإفتاء بجوازه، فنحن لا نفتي بجوازه بناء على ما يترتب عليه من الفتنة والاتساع" ا.هـ.

  3. أنَّها تمشي على حافة الطريق إذا كان في الطريق رجال، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَيْسَ لِلنِّسَاءِ وَسَطُ الطَّرِيقِ»

    وعَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، -رضي الله عنه- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: وَهُوَ خَارِجٌ من المسجد فاختلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطرِيقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِلنِّسَاءِ: «اسْتَأْخِرْنَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ" فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ». ؛ فعلى المرأة عدم مزاحمة الرجال في الطريق وإفساح الطريق له ليمشي وسَطَه.

  4. محافظتها على صلاتها فلا تؤخرها إلى أن يخرج وقتها، ولا تُقدِّم على صلاتها أي عمل آخر، لأنَّ تأخير الصلاة إلى خروج وقتها من كبائر الذنوب، فانصحوا من يؤخرها من نسائكم، بأن يصلوها في أول وقتها، فإنَّ ذلك من أفضل الأعمال، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله ﷺ: أي العمل أفضل؟ قال: «الصلاة في أول وقتها»

  5. طاعتها لزوجها وتأدية حقوقه كاملة فيما يرضي الله تعالى، فحق الزوج على زوجته عظيم، فالواجب عليها أن تطيعه إذا أمرها مالم يأمرها بإثم وأن تحفظه في نفسها وماله وولده، وأن تحترمه عند كلامها معه، قَالَتِ امْرَأَةُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: «مَا كُنَّا نُكَلِّمُ أَزْوَاجَنَا إِلَّا كَمَا تُكَلِّمُوا أُمَرَاءَكُمْ».انتهى ما قالته رحمها الله، وكذلك فإنَّ المرأة لا تصوم نافلة وزوجها شاهد إلا بإذنه، قال ﷺ : «لاَ تَصُومُ المَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ»

  6. حسن تربيتها لأبنائها، فتربيهم على محاسن الأخلاق، ليصبحوا لَبناتٍ صالحة في المجتمع.

  7. قرارها في بيتها، وعدم خروجها منه إلا لحاجة، مثل صلة رحم وعيادة مريض وتعلُّمٍ وتعليم مع أمن الفتنة ولبس لباس الحشمة وعدم التطيب وهي تعلم أنها تمر بالرجال الأجانب حتى ولو كانت خارجة إلى المسجد، عَنْ زَيْنَبَ، امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ بن مسعود رضي الله عنهما، قَالَتْ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ : «إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ فَلَا تَمَسَّ طِيبًا». ، وقال ﷺ : «أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ»

  8. غَضُّ بصرها عما حرَّم الله من النظر إلى ما لا يحل من النظر إلى العورات والرجال بشهوة، فعلى المرأة أن تحفظ بصرها ولا تبدي زينتها ولا ترفع صوتها عند غير محارمها.

  9. كتمان أسرار بيتها؛ فلا تخبر فلانة ولا فلاناً بأخبار بيتها، ولا فيما يدور بينها وبين زوجها وأبنائها وبناتها، ولا تُخرج ما يحصل من الخلاف والمشكلات؛ فكلُّ بيتٍ لا يخلو من ذلك، والمرأة العاقلة تكتم وتعالج ذلك بالحكمة والرفق؛ فإنَّ بعضاً من الناس إذا علموا عمَّا يدور في البيت أخذوا يُخبِّبون النساء على أزواجهن؛ فيزيدون المشاكل إضراماً، ويتسببون في خراب البيوت وتفريق شمل الأسرة وتشتيت الأبناء والبنات، قال ﷺ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا»

  10. كثرة ذكر الله؛ اغتناماً للأوقات بتحصيل الأجور والحسنات، وكذلك فإنَّ الذاكرة لله كثيراً لا تنشغل بقيل وقال، قالت فلانة وفعلت، فلانة يحبها زوجها وفلانة يبغضها، وغير ذلك من الكلام الذي تأثم به، فإذا أشغلت نفسها بذكر الله، وحفظت لسانها عمَّا حرَّم الله من الكلام فالبشرى لها بصلاح الحال والمآل.

المرجع : من خطبة الشيخ عمر بن عبدالله بن مشاري المشاري حفظه الله

لا تنس ذكر الله
الله أكبر
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية