كيف أنظف قلبي من الذنوب

كيف أنظف قلبي من الذنوب

الأسباب المعينة على الخلاص من الذنوب


الذنوب والمعاصي قيود تعيق عن طاعة الله


كثيرًا ما يسأل من كبَّلتهم الذنوب، وأرَّقتهم الخطايا، والمعاصي وأعاقتهم عن سلوك سبيل طاعة الله -جل وعلا- عن الأسباب المعينة لهم على الخلاص من الذنوب، والفكاك منها.

وكذلك مثل هؤلاء من تنازعهم نفوسهم لفعل الذنوب والمعاصي بسبب كثرة المغريات، وتنوّع دواعي الشهوات.

وهذه وقفة فيها بيان لبعض الأمور المعينة لعبد الله المؤمن على الخلاص من الذنوب، والفكاك منها.

بعض الأمور المعينة على الخلاص من الذنوب والفكاك منها


  • من أعظم المعينات: الحياء من الله -جل في علاه-، فإن العبد إذا علم بنظر الله إليه، واطلاعه عليه، وأنه من الله بمسمع ومرآى، وأن الله -عز وجل- لا تخفى عليه خافية، استحيا من الله أن يراه حيث نهاه، وأن لا يراه حيث أمره.

  • ومن المعينات : محبة الله -جل وعلا- الذي يجب أن تعمر بها القلوب، فإن هذه المحبة من أعظم الروادع، وأشدها دفعًا للذنوب، فإن المحب لمن أحب مطيع.

  • ومن المعينات على الخلاص من الذنوب: الخوف من الله -جل وعلا-، ويحرك هذا الخوف في القلب: أن يكون على معرفة بالله وعظمته جل في علاه، وشدة انتقامه، ووعده ووعيده، ودار جزائه، وما أعد فيها من أنواع العقوبات.

  • ومن الأمور المعينة للعبد على الخلاص من الذنوب: معرفة نعم الله -عز وجل-؛ فإن نعم الله -جل وعلا- تتتالى على العبد، وتتوالى عليه في كل وقت وحين، فلا يليق بعبدٍ نعم الله عليه تتتالى أن يقابل هذه النعم بذنوبٍ تسخط المنعَم، وتزيل النعم.

  • ومن الأمور المعينات على الخلاص من الذنوب: النظر في عواقبها الوخيمة، ومآلاتها الأليمة، وأضرارها المتنوعات في الدنيا والآخرة.

  • ومن المعين على الخلاص من الذنوب: شرف النفس وزكائها ورفعتها وعلوها، فلا يليق بصاحب نفسٍ شريفة أن يدنِّسها ويحقرها ويلوثها بأوضار الذنوب والمعاصي: ﴿بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ﴾[الحجرات: 11].

  • ومن الأمور المعينة على الخلاص من الذنوب: قصر الأمل، وأن يستحضر العبد أن مدة المقام في هذه الحياة الدنيا لا يطول، فإن الآخرة مقبلة والدنيا مدبرة، فلا أنفع للعبد من قصر الأمل، ولا أضر عليه من التسويف وطول الأمل.

  • ومن الأمور المعينة للعبد على الخلاص من الذنوب: تجنب الفضول؛ فضول المطعم والمشرب والمأكل والملبس وغير ذلك، فإن كثرة الفضول تمرض القلب، وتعيق عن الوصول.

  • ومن الأمور المعينات على الخلاص من الذنوب والفكاك منها: تجديد الإيمان؛ فإن الإيمان بحاجة إلى أن يُجدد، وفي الحديث المأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إِنَّ الإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ".

إذا تجدد الإيمان في القلب أبعد عن النفس تعلقها بالذنوب، وإقبالها على المعاصي، ودعاها إلى ما يقرب من الله ويدني من رحمته جل في علاه.

هذه المذكورات إنما هي وسائل وأسباب تعين العبد على الخلاص من الذنوب والنجاة منها، وهي لا تكفي وحدها، بل لا بد مع هذه الأسباب وبذل الوسع في الإتيان بها أن يستعين بالله، وأن يطلب المد والعون منه جل في علاه، وأن يصدق في الدعاء، وأن يحسن في الالتجاء، وأن يكثر من الإلحاح على الله -جل في علاه-، ومن عظيم الدعاء المأثور: "اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل".

لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية