مكفرات الذنوب

مكفرات الذنوب

مكفرات الذنوب


تفضل الله سبحانه على عباده بأن جعل أداء العبادات بشروطها سببا للمغفرة، وكان النبي ﷺ يرغب الناس في الطاعات والعبادات بذكر الأجر والثواب عليها.

وفيما يلي أحاديث بيَّن النبي ﷺ فيها أعمال لها فضل عظيم في تكفير الذنوب.

  • إسباغ الوضوء :

    قال رسول الله ﷺ :« مَن تَوَضَّأَ فأحْسَنَ الوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِن جَسَدِهِ، حتَّى تَخْرُجَ مِن تَحْتِ أَظْفَارِهِ».

    وفي هذا الحديث :

    يخبر رسول الله ﷺ أن من توضأ وأجاد الوضوء مع مراعاة سننه وآدابه، خرجت جميع ذنوبه التي اكتسبها من تحت أظفار يديه ورجليه، وهذا خاص بالصغائر؛ وذلك أن الذنوب الكبائر يشترط لها التوبة.

  • التوبة النصوح :

    قال رسول الله ﷺ :«مَنْ تابَ قبلَ أنْ تطْلُعَ الشمسُ مِنْ مَغْرِبِها ، تابَ اللهُ عليْهِ».

    في هذا الحديث:

    حَثَّ النَّبيُّ ﷺ على الإسراعِ والمُبادَرَةِ بالتَّوبةِ النَّصوحِ قَبْلَ أن يَأتيَ وَقْتٌ لا تُقْبَلُ فيه التَّوبةُ. وفيه رَدعٌ عن اليأسِ والقُنوطِ، وأنَّ الذُّنوبَ وإنْ جَلَّت فإنَّ عَفْوَ اللهِ سُبحانه أجَلُّ، وكَرمُه أعظَمُ.

    شُروطٌ التوبة :
    1. الإقلاعُ عن المعصيةِ.
    2. النَّدمُ على فِعلِها.
    3. العزمُ على ألَّا يَعودَ إليها أبدًا، هذا إنْ كانت في حُقوقِ اللهِ تَعالَى، وإنْ كانت مُتعلِّقةً بحقٍّ مِن حُقوقِ العبادِ، فيُشترَطُ لصِحَّةِ التَّوبةِ أنْ يُؤدِّيَ ذلك الحقَّ إلى صاحبِه، أو يَعفُوَ عنه صاحبُ الحقِّ.

  • ذكر الله عقب الفرائض:

    قال رسول الله ﷺ : «مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ».

    وفي الحديثِ:

    بيانُ فَضيلةِ الذِّكرِ المَسنونِ بعدَ الصَّلواتِ المكتوباتِ وأنَّ هذا الذِّكرَ يكونُ سببًا لغُفرانِ الذُّنوبِ.

  • كثرة الخطا إلى المساجد :

    قال رسول الله ﷺ : « أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ. وليسَ في حَديثِ شُعْبَةَ ذِكْرُ الرِّباطِ. وفي حَديثِ مالِكٍ ثِنْتَيْنِ فَذَلِكُمُ الرِّباطُ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ».

    وفي الحديث :

    الإكثارُ مِنَ الذَّهابِ إلى المَساجِدِ لإدراكِ الجَماعاتِ سببٍ منَ الأسبابِ التي يُغفَرُ ويُمحى بها الذُّنوبُ والمَعاصي، ويكونُ أيضًا سَببًا في عُلُوِّ المَنزِلةِ في الدُّنيا والآخِرةِ.

  • صيام رمضان إيماناً واحتساباً:

    قال رسول الله ﷺ : «مَن صامَ رمضانَ وقامَهُ ، إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ».

    وفي هذا الحديث :

    مَن صام رمضانَ على الوجهِ المطلوبِ شرعًا مؤمِنًا بالله وبما فرَضه اللهُ عليه، ومحتسِبًا للثَّوابِ والأجِر مِن اللهِ- فإنَّ المَرْجُوَّ مِن اللهِ أن يغفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذنوبِه.
    وفيه : أنَّ مَن أحيَا ليلة القدر بالصَّلاةِ وتلاوةِ القرآنِ، غفَر اللهُ له ذنوبَه السَّابقةَ غيرَ الحقوقِ الآدميَّةِ؛ لأنَّ الإجماعَ قائمٌ على أنَّها لا تسقُطُ إلَّا برِضاهم.

  • قول سبحان الله وبحمده مائة مرة :

    قال رسول الله ﷺ :«مَن قال: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ حُطَّتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ».

    في هذا الحَديثِ :

    دَلَّ رَسولُ اللهِ ﷺ المسلِمَ على أن التسبيح تُوضَعُ به خَطايا العَبدِ وذُنوبُه وتُمْحَى ، والذُّنُوبُ التي تُحَطُّ بالتَّسبيحِ هي الصَّغائرُ -وقيل: يُحتَملُ الكبائِرُ- التي تَتَعَلَّقُ بِحُقوقِ اللهِ تعالَى لا بِحُقوقِ العِبادِ؛ لأنَّ حُقوقَهم لا تَنحَطُّ إلَّا باسترضائِهِم.

  • إتباع السيئة الحسنة :

    عن عبدالله بن مسعود قال : «أنَّ رَجُلًا أصابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فأتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخْبَرَهُ فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ، إنَّ الحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ} [هود: 114] فقالَ الرَّجُلُ: يا رَسولَ اللَّهِ ألِي هذا؟ قالَ: لِجَمِيعِ أُمَّتي كُلِّهِمْ». المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
    الصفحة أو الرقم: 526 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
    التخريج : أخرجه مسلم (4687)

    في هذا الحديث :

    إنَّ الأعمالَ الصَّالحةَ مِن الصَّلاةِ وغَيرِها تُكفِّرُ صَغائرَ الذُّنوبِ ، وهذا التَّكفيرُ للذُّنوبِ خاصٌّ بالصَّغائِرِ، أمَّا الكَبائِرُ فإنَّها تَحتاجُ إلى تَوبةٍ تامَّةٍ، بشُروطِها.

  • صلاة ركعتين إذا أذنب ذنباً :

    قال رسول الله ﷺ :«ما مِن رجلٍ يُذْنِبُ ذنبًا فيتَوضَّأُ فيُحسِنُ الوُضوءَ قال مِسْعَرٌ فيصلِّي وقال سُفيانُ ثمَّ يُصلِّي رَكعَتينِ فيستغفرُ اللهَ عزَّ وجلَّ إلَّا غفَرَ لهُ».

    وفي الحديث :

    ما مِن عَبدٍ يُذنِبُ ذَنبًا صغيرًا كانَ أو كبيرًا، فيُحسن الوُضوءَ، ثم يقومُ فيصلِّي رَكعتَينِ بِنيَّةِ التوبةِ عن ذَنبهِ هذا، ثم يَستغفِرُ اللهَ لذلكَ الذنبِ، إلَّا غَفر اللهُ له.

  • كفارة المجلس :

    قال رسول الله ﷺ : «مَن جلسَ في مجلِسٍ فَكَثرَ فيهِ لغطُهُ ، فقالَ قبلَ أن يقومَ من مجلسِهِ ذلِكَ : سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ ، إلَّا غُفِرَ لَهُ ما كانَ في مجلِسِهِ ذلِكَ».

    في هذا الحديثِ:

    يُرشِدُنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم إلى دُعاءٍ يَقولُه المسلِمُ عندَما يقومُ مِن مَجلِسِه، يكون كفَّارةً لِما أحدَثه في مجلِسِه من إثمٍ وذنب

  • العمـــــــــــــرة :

    قال رسول الله ﷺ : «العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا».

    وفي هذا الحديث :

    أن مَن اعتَمَر عُمَرتَينِ مُتتابعتَينِ كانَتِ العُمرتانِ سَببًا في تَكفيرِ ما بيْنَهما مِن الصَّغائرِ.

  • الحـــج :

    قال رسول الله ﷺ : «مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ».

    وفي هذا الحديث :

    بَيانُ فضْلِ الحجِّ، وأنَّ الحجَّ المُستوفيَ لشُروطِه مُكفِّرٌ للذُّنوبِ جَميعِها صَغائرَ وكَبائرَ، إلَّا ما وَرَدَ في حُقوقِ العِبادِ.

  • الصلاة المفروضة :

    قال رسول الله ﷺ : «الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ».


    في الحَديثِ:

    بَيانٌ لسَعةِ رحمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ وتَفضُّله بالمَغفِرةِ وإعطاءِ الأجرِ العَظيمِ على العَملِ القَليلِ. وفيه: بيانُ فضلِ الصَّلاةِ والصِّيامِ في تَكفيرِ الذُّنوبِ.

  • الترديد وراء المؤذن :

    قال رسول الله ﷺ :«من قالَ حينَ يسمعُ المؤذِّنَ وأنا أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ رضيتُ باللَّهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمَّدٍ نبيًّا غفرَ لَهُ ذنبُهُ».

    وفي الحديث :

    مَن قالَ هذا الدُّعاءَ غُفِرَ له ذَنْبُه، أي: منَ الصَّغائرِ

  • الصدقة :

    قال رسول الله ﷺ : «والصَّدقةُ تُطفِئُ الخَطيئةَ كما يُطفِئُ الماءُ النَّارَ».

  • صيام يوم عرفة وعاشوراء :

    سُئِلَ رسول الله ﷺ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ، فَقالَ:« يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ. قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ».

    في هذا الحديث :

    أخبَرَ ﷺ أنَّ مَن صامَ يوم عرفة يَغفِرُ اللهُ له ذُنوبَ سَنتينِ: السَّنةِ الماضيةِ والسَّنةِ الآتيةِ، وهذا الصَّومُ يكونُ لغَيرِ الحاجِّ؛ وأنَّ صِيامَ يوم عاشوراء يَغفِرُ اللهُ به ذُنوبَ السَّنةِ الماضيةِ.
    وهذا التَّكفيرُ يَشمَلُ صَغائرَ الذُّنوبِ دونَ كَبائرِها، وأمَّا الكَبائرُ فلَا يُكَفِّرُها إلَّا التَّوبةُ، أو رَحمةُ اللهِ، أو يُرْجَى تَخفِيفُ الكَبائرِ، وقيل: تَكْفيرُ السَّنةِ الآتِيةِ أنْ يَحفَظَه مِن الذُّنوبِ فيها، وقيلَ: أنْ يُعطِيَه مِن الرَّحمةِ والثَّوابِ قَدْرًا يكونُ كفَّارةً للسَّنةِ الماضِيةِ، والآتيةِ إذا جاءتْ ووقَعَ في ذُنوبٍ.

  • التهليـــل :

    قال رسول الله ﷺ : « مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ؛ كانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقابٍ، وكُتِبَتْ له مِئَةُ حَسَنَةٍ، ومُحِيَتْ عنْه مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وكانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطانِ يَومَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسِيَ، ولَمْ يَأْتِ أحَدٌ بأَفْضَلَ ممَّا جاءَ به، إلَّا أحَدٌ عَمِلَ أكْثَرَ مِن ذلكَ».

    في هذا الحديث :

    مَن قال ذلك في يومٍ مِئةَ مرَّةٍ، كانت له مِثلُ ثَوابِ عِتْقِ عَشَرةٍ مِنَ العَبيدِ المَملوكين، وكُتِبتْ له مِئةُ حَسنةٍ، ومُحِيَت عنه مِئةُ سَيِّئةٍ، وكان هذا الذِّكرُ تَحصينًا له مِنَ الشَّيطانِ طَوالَ يَومِه إلى المَساءِ، ولا يَكونُ أحدٌ أفْضَلَ عمَلًا مِنَ الَّذي قال هذا الذِّكْرَ، إلَّا مَن قال هذا الذِّكرَ أزيدَ مِن مِئةِ مرَّةٍ، ويَحتمِلُ أنْ تُرادَ الزِّيادةُ مِن غيرِ هذا الجنسِ مِن الذِّكرِ وغيرِه، أي: إلَّا أنْ يَزيدَ أحدٌ عمَلًا آخَرَ مِن الأعمالِ الصَّالحةِ.

  • موافقة تأمين المصلي لتأمين الملائكة :

    قال رسول الله ﷺ : « إِذَا أمَّنَ الإمَامُ، فأمِّنُوا، فإنَّه مَن وافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ المَلَائِكَةِ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ».

    وفي الحديث :

    يُبيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه إذا أمَّنَ الإمامُ في الصَّلاةِ الجَهريَّةِ عَقِبَ قِراءةِ الفاتحةِ بأنْ قال: آمِينَ -وهي بمعنى اللَّهمَّ استَجِبْ- فعلى المأمومِ أنْ يُتابِعَ الإمامَ في تَأمينِه حِين يَسمَعُه؛ فإنَّ مَن وافَقَ تَأمينُه تَأمينَ الملائكةِ في الوقتِ، وقيل: مَن وافَقَهُم في الصِّفةِ والخُشُوعِ والإخلاصِ، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ مِن ذَنْبِه.

  • الصبــر :

    قال رسول الله ﷺ : «ما مِن مُصِيبَةٍ تُصِيبُ المُسْلِمَ إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بها عنْه، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشاكُها».

    وفي الحديث :

    بيانُ فَضلِ اللهِ على عِبادِه المؤمِنينَ ورحمتِه بهم بغُفرانِ الذُّنوبِ بأقَلِّ ضَرَرٍ يُصيبُهم.


لا تنس ذكر الله
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية