محتويات المقال
الترحم على غير المسلم ( الملكة اليزابيت )
أعمال الملكة اليزابيت الخيرية
ترعى إليزابيث أكثر من 600 منظمة وجمعية خيرية. قدرت مؤسسة شاريتيز إيد أن إليزابيث ساعدت في جمع أكثر من 1.4 مليار جنيه إسترليني للأعمال الخيرية خلال فترة حكمها، ولكن على الرغم من ذلك لا يجوز للمسلم الترحم عليها.رغبة الناس في الترحم على غير المسلم الجيد
دائما ما تثار قضية الترحم على غير المسلم عند موته، عندما يموت إنسان غير مسلم له نضال معروف ضد الظلم، أو جهاد مشهور ضد البغي، أو يكون له من أعمال الخير يبدأ انتشار كثير من الشفقة عليه، والتعاطف معه، محبة أن ينجيه الله من عذاب جهنم لجهاده المشكور وبره الموفور، فيبدأ كثير من المسلمين بالدعاء له بالرحمة والمغفرة وفي ظنهم أن هذا نافعه، وأنه من الممكن أن يرحمه الله لما سلف له من أعمال خير وبر. وهم ما فعلوا ذلك إلا استعظاما ان يعذب الله عز وجل مثله، مع ما له من كل هذه الأعمال الجليلة، وفي غمرة هذا التعاطف ينسون أن الترحم على غير المسلم إذا مات لا يجوز؛ لأنه يناقض العقيدة، ويصادم القرآن، ولكنهم لا يأبهون لهذا فيؤولون آيات القران الكريم لتوافق ما ذهبوا إليه، ويلوون أعناق النصوص لتؤيد ما يتوهمون أنه الصواب. وما ساقهم إلى ذلك إلا الشفقة والعطف.لكن عند الحقيقة نجد أن هؤلاء وهؤلاء قد جانبهم الصواب فيما ذهبوا إليه، وأن الترحم على غير المسلم لا تجوز ، وهذا ما ذهب إليه كافة العلماء.
أدلة تحريم الترحم على غير المسلم
الأدلة على ذلك كثيرة، والبراهين عليه موفورة، فمن هذه الأدلة:- قوله تعالى: ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾ فهذه الآية دليل قاطع على عدم جواز الترحم على غير المسلم؛ لأن هذه الآية نزلت في نهي النبي ﷺ أن يستغفر لعمه أبي طالب ، ومن هو عمه أبو طالب؟ إنه الذي رباه صغيرا، وكفله يتيما واعتنى به شابا، فكان في مقام أبيه، واستمر هذا البر من أبي طالب إلى ما بعد بعثته، فقد كان يحميه من أذى المشركين، ويمنعه من عدوانهم، ومع كل هذه الأيادي البيضاء على النبي ﷺ ، لما مات كافرا نهاه الله -عزو جل- أن يطلب له المغفرة والرحمة، فكيف بمن هو دون أبي طالب من عامة غير المسلمين ولم يقدموا للإسلام ورسول الإسلام ما قدمه ابو طالب؟ ولو كان طلب الرحمة والمغفرة لغير المسلم جائزة لكان أبو طالب أولى الناس بها .
- وجاء في الحديث النهي عن الإستغفار لمن مات على غير ملة الإسلام ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أنْ أسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، واسْتَأْذَنْتُهُ أنْ أزُورَ قَبْرَها فأذِنَ لِي». صحيح مسلم
- تبرأ سيدنا ابراهيم عليه السلام من أبوه لما مات كافرا ، بعد أن وعده أن يستغفر اللهَ عز وجل له. قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴾ لقد كان الوعد من إبراهيم بالاستغفار لأبيه حال حياته وهذا جائز عند كافة العلماء، بمعنى أن يهديه الله عز وجل للإيمان، فيغفر له الشرك بعد أن يتوب منه، لكن لما مات كافرا تبرأ منه، وانقطع عن الدعاء له، ولو كان الدعاء بالرحمة والمغفرة جائزا بعد الموت لدعا إبراهيم عليه السلام لأبيه، ولم يعلن البراءة منه ومن كفره.
- وسيدنا نوح عليه السلام لما مات ولده كافرا، عندما أبى أن يركب معه السفينة، فمات غرقا، أخذت نوحا الشفقة على ولده، والعطف عليه، فنادى ربه أن ينجيه من العقاب، وأن يرحمه من العذاب . قال تعالى: ﴿وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ﴾ هنا رد الله-عز وجل- عليه ردا حاسما ﴿ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ يعنى لا تدعو له، ولا تأخذك شفقة به، فهو ليس من أهلك على الحقيقة، وإنما أهلك هم من آمنوا بك، وصدقوا برسالتك ، وهل هناك أغلى عند الوالد من ولده، فلذة من كبده، وقطعة من نفسه؟ ومع ذلك نهى الله- عز وجل- نوحا أن يدعو له؛ لأنه مات كافرا غير مؤمن.
عدم جواز الترحم على الملكة اليزابيت
مما سبق يتبين قوة الأدلة على عدم جواز الترحم على الملكة اليزابيت ؛ لذلك ذهب كافة العلماء إلى ذلك، قال النووي رحمه الله : "الصلاة على الكافر والدعاء له بالمغفرة حرام بنص القرآن والإجماع ." . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : "فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنَّة والإجماع ."عدم جواز الحكم على غير المسلم بأنه من أهل النار
ويبقى تنبيه يجدر الإشارة إليه، وهو أن عدم ترحمنا على غير المسلم ليس معناه أن نحكم عليه بأنه من أهل النار قطعا، فهذا لا يجوز وقد ذهب جمهور العلماء إلى عدم الحكم على غير المسلم بأنه من أهل النار، إلا من ثبت بالوحي أنه من أهل النار فعلا، كفرعون وأبي جهل وأبي طالب وغيرهم ممن ذكرهم الوحي، أما غير هؤلاء فلا نحكم عليهم بجنة ولا نار؛ لأنه حكم بما لا علم لنا به، فالجنة والنار ملك لله عزو جل يدخل الجنة من يشاء برحمته، ويدخل النار من يشاء بعدله؛ لأنه دائما ما يحدث خلط بين عدم جواز الترحم على غير المسلم، والحكم بأنه من أهل النار، فيظن الظان أن عدم ترحمنا عليه هو حكم عليه بدخول النار وهذا طبعا خطأ، عدم ترحمنا عليه مع الحكم بكفره فيما يظهر لنا هو حكم شرعي يتعلق بتعاملنا مع غير المسلم في الدنيا أما في الآخرة فنفوض الأمر في مصيره إلى الله- عز وجل- مع اعتقادنا الجازم بعدل الله، وأنه لا يظلم أحدا.لا تنس ذكر الله
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
0 / 100
إقرأ المزيد :
الفئة: مواضيع دينية منوعة