الدفاع عن النبي ﷺ
حب رسول الله فرض على المسلم
في الدفاع عن رسول الله ﷺ حماية لديننا وعقيدتنا ، وفي ذلك تأكيد على حبنا لرسولنا الكريم ، وقد جعل الله سبحانه وتعالى حب رسول الله مقدمًا على حب النفس والولد والمال والأهل والعشيرة ، قال تعالى : ﴿قُل إِن كانَ آباؤُكُم وَأَبناؤُكُم وَإِخوانُكُم وَأَزواجُكُم وَعَشيرَتُكُم وَأَموالٌ اقتَرَفتُموها وَتِجارَةٌ تَخشَونَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إِلَيكُم مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَجِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأتِيَ اللَّهُ بِأَمرِهِ وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الفاسِقينَ﴾ [التوبة: ٢٤]وقال ﷺ : « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» رواه البخاري
نصرة النبي ﷺ
كما أن من أعظم دلائل اتباع السنة الدفاع عن النبي ﷺ ، لذا حرّم الله سبحانه وتعالى التخلف عن نصرة نبيه الكريم ، قال تعالى: ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾[الأعراف: ١٥٧]، وامتدح الله المهاجرين بنصرتهم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحشر: ٨].ونصرة النبي ﷺ تشمل نصرته بالقول والفعل ، نصرة له في ذات نفسه ، وحماية لعرضه ، وصونا لحرمته، وإرغامًا لأعدائه ومبغضيه، وانتصارًا له من كل من يؤذيه، وإجلالًا لمقام النبوة من أيِّ قدحٍ أو عيب.
حكم من تعرض لرسول الله ﷺ
وقد أجمع أهل العلم على وجوب قتل من سبَّ الرسول ﷺ أو عابَه أو ألحق به نقصًا في نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله، أو عرَّضَ به أو شبَّهه بشيءٍ على طريق السَّبِّ له والإزراء عليه أو التحقير لشأنه.فحكم من قام بفعل من هذه الأفعال أن يقتل بلا استتابة ، فهو قد آذى النبي ﷺ وبذلك يستوجب إهدار دمه إن كان مسلما، ونقض عهده وقتله ان كان كافرا .
ترك المسلم النصرة لرسول الله ﷺ
ترك النُّصرة لرسول الله ﷺ ودينه، والتخاذل عنها ، تمكين لأعداء الإسلام من الطعن فيه، وتشويهه، وإضعاف شوكته، وانتهاك حرماته، وإذهاب هيبة النبي ﷺ من النفوس.لذا فإن الإنتصار لرسول الله ﷺ واجب على كل من آمن بالله تعالى واتبع نبيه ﷺ وادعى حبه ، وكان الصحابة رضي الله عنهم خير مثال في حب رسول الله ﷺ ، وفدائه بأموالهم وأولادهم وأنفسهم ، ولنتأمل قول أنس بن النضر رضي الله عنه يوم أحد ، لما هزم الناس وانكشف جيش المسلمين : « اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ – يَعْنِي: أَصْحَابَهُ – وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ – يَعْنِي: الْمُشْرِكِينَ – ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ! الْجَنَّةَ، وَرَبِّ النَّضْرِ إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ. قَالَ سَعْدٌ رضي الله عنه: فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا صَنَعَ. قَالَ أَنَسُ بنُ مالك رضي الله عنه: فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ، أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ، أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ، وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ، فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلاَّ أُخْتُهُ بِبَنَانِه » رواه البخاري
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : « لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ ﷺ مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رضي الله عنه رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ الْقِدِّ، يَكْسِرُ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجَعْبَةُ مِنَ النَّبْلِ؛ فَيَقُولُ: انْشُرْهَا لأَبِي طَلْحَةَ. فَأَشْرَفَ النَّبِيُّ ﷺ يَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ رضي الله عنه: يَا نَبِيَّ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لاَ تُشْرِفْ يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ»رواه البخاري
وعن قيس بن حازم رضي الله عنه قال : «رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ شَلاَّءَ، وَقَى بِهَا النَّبِيَّ ﷺ يَوْمَ أُحُدٍ» رواه البخاري
وسائل نصرة النبي ﷺ
على كل مؤمن يحب الله تعالى ورسوله ﷺ ويغار على دينه أن يسعى لنصرة نبيه و حبيبه محمد ﷺ ، كل من موقعه وحسب قدرته واستطاعته ، وفيما يلي سنذكر بعض يمكن للمسلم تطبيقها لنصرة النبي ﷺ:- محبته ﷺ فوق محبة الوالد والولد والنفس .
- اتباع سنته و تطبيقها والاهتداء بهديه وطاعته.
- تنشئة الأطفال والأجيال منذ الصغر على محبة الرسول ﷺ و الدفاع عنه والتآسي بسيرته والاقتداء به ، وقيام العلماء والدعاة والخطباء والمربين بدورهم في ذلك.
- تخصيص درس أو أكثر في الأسبوع عن السيرة تجتمع عليه الأسرة.
- اقتداء الزوج في معاملة أهل بيته بالرسول ﷺ.
- تشجيع الأبناء على حفظ الأذكار النبوية وتطبيق ذلك.
- تشجيع الأبناء على اقتطاع جزء من مصروفهم اليومي من أجل التطبيق العملي لبعض الأحاديث ، مثل : كفالة اليتيم , إطعام الطعام , مساعدة المحتاج.
- تعويد الأبناء عل استخدام الأمثال النبوية في الحديث مثل المؤمن كيس فطن , لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين , يسروا ولا تعسروا .
- إعداد برامج للتعريف بالنبي ﷺ ، سواء عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
- وضع المؤلفات التي تبين سيرة النبي ﷺ وسنته وهديه وشمائله ورحمته ، وبجميع اللغات.
- إنشاء مواقع على الشبكة العنكبوتية لنصرة النبي ﷺ.
- استنكار أي تعرض للنبي ﷺ ولو بالقلب فقد قال النبي ﷺ : «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الايمان». حديث صحيح
- تعلم سنته ﷺ ، بقراءة ما صححه أهل العلم من الأحاديث المروية عنه ﷺ ، مع محاولة فهم تلك الأحاديث ، واستحضار ما تضمنته تلك التعاليم النبوية من الحكم الجليلة والأخلاق الرفيعة والتعبد الكامل لله تعالى ، والخضوع التام للخالق وحده .
- الحرص على الاقتداء به ﷺ في المستحبات ، ولو أن نفعل ذلك المستحب مرة واحدة في عمرنا ، حرصاً على الاقتداء به في كل شيء.
- بغض أي منتقد للنبي ﷺ أو سنته.
- محبة آل بيته ﷺ من أزواجه وذريته.
- محبة أصحاب النبي ﷺ وتوقيرهم واعتقاد فضلهم على من جاء بعدهم في العلم والعمل والمكانة عند الله تعالى.
لا تنس ذكر الله
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
0 / 100
إقرأ المزيد :
الفئة: رسول الله محمد ﷺ