هذا الحبيب « الجزء ٣٧ »
السيرة النبوية العطرة (تجديد بناء الكعبة المشرفة ، الجزء الثاني)
الآن قريش ، يريدون أن يجددوا بناء الكعبة ، وينزلون كل حجارتها على الارض ، ثم يرجعوا ، و يرفعون جدران الكعبة من جديد
فخافوا أن يصيبهم ما أصاب أبرهة وجيشه ، من الله لما اقتربوا على الكعبة
فأخذوا يفكروا ...... ماذا نفعل ؟؟
فبعث الله ثعبان وسكن داخل البئر الذي فيه الكنز
وكانت أفعى عظيمة رأسها على شكل الجدي
بطنها أبيض وظهرها أسود
يقولون :_ كانت تخرج صباحاً كل ثلاثة أيام .. تشرق على جدار الكعبة
[[ومعنى تشرق تعرض جسدها لشروق الشمس]]
يقول أهل مكة:_ كانت إذا خرجت تضع رأسها عند الحجر الاسود ثم تمد جسدها وتلتف حول الكعبة فيلتقي ذيلها برأسها [[هذا هو حجمها كبيرة جداً ]]
كان شكل رأسها كالجدي إذا إقترب منها أحد إخذئلت
[[ إخذئلت ، يعني رفعت ذيلها مثل كأنها مستعدة للهجوم]]
وكشت
[[يعني قبضت جسدها وفردته ]]
وصارت تخرج أصوات مرعبة ، فلا أحد يتجرأ أن يطوف بالبيت ، خوفاً منها حتى تبتعد هذه الأفعى
ولم يكن عندهم مواد البناء لتجديد بناء الكعبة
فجعل الله لهم الأسباب
سمعوا أن هناك سفينة أرسلها قيصر الروم ، ومعها فنان بالبناء وكان نجار ماهر
كان قد أرسلها قيصر الروم ، من أجل ترميم كنيسة بالحبشة حرقها الفُرس
فلما كانت قريبة من شاطئ جدة ، أرسل الله عليها ريح فدفعتها إلى الساحل رغم أنف قبطانها
وتحطمت على الساحل ، وسقطت كل الأمتعة التي تحملها
فوصل الخبر لأهل مكة .. فخرجوا مسرعين حتى إلتقوا بهذا النجار .
فحدثوه بالموضوع
فقال لهم :_ السفينة تحطمت ومن الصعب أن أكمل المشوار وهذا عذري عند قيصر الروم
قالوا له :_ نشتري منك هذه الأخشاب وتذهب معنا إلى مكة لنجدد بناء الكعبة
وتكون انت المشرف ، على بناء الكعبة
واتفقوا معه ورجعوا !!
وهنا صاروا يفكرون !!
كيف نبدأ بتجديد بناء الكعبة ، وهذه الافعى موجودة ؟!!
فأرسل الله طير كبير أعظم من النسر ، حتى إذا خرجت هذه الأفعى تتشرق على جدار الكعبة ، نزل عليها وغرز مخالبه فيها وإنتشلها وطار بها في السماء ، ولم يعلموا أين ذهب بها
فلما رأت قريش ذلك !!!!!
وقفت قريش كعادتها تصفق وتصفر من الفرحة ، كما وصفهم الله عزوجل {{ وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً }}
المكاء [[ التصفير ]]
والتصدية [[ التصفيق ]]
يعني صورة ، عن مهرجانات المسلمين هذه الأيام ، وحفلات الطرب
هكذا كانت صلاتهم مكاء وتصدية
فقاموا يعبروا عن فرحتهم ، وعرفوا أن الله يريد تجديد بناء الكعبة .
شرعوا قريش بتجديد بناء الكعبة
فقسموا الكعبة أجزاء
1_ الجدار الذي فيه باب الكعبة المعروف عندنا ليومنا هذا
اخذته قبيلة {{ بني عبد مناف }}
قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم
٢_ الجدار الذي فيه حِجر إسماعيل [[ طبعا ما كان في حِجر كانت كلها كعبة، سنُفصل ذلك ، وهناك صورة في التعليقات كيف كانت الكعبة قبل التجديد ]]
الجدار الذي فيه حِجر اسماعيل أخذته قبيلة
{{ بني عبد الدار }}
٣_ الجدار الذين بين الركن اليماني والحجر الأسود
أخذته قبيلة {{ بني مخزوم }}
____________________________
٤_ الجدار الرابع وهو ظهر الكعبة [[ أي خلف باب الكعبة مباشرة]] أخذوه باقي عشائر قريش
____________________________
فأنزلوا حجارة جدران الكعبة على الأرض ، حتى وصلوا لقواعد إبراهيم
وأزالوا الغبار عنها فوجدوها حجارة خضراء ما كانت سوداء مثل حجارة الكعبة .، وحتى شكلها يختلف عن كل الحجارة التي يعرفوها الناس ، كان لونها أخضر كالربيع تماماً
وأشكالها كأسنمة البخت يعني [[محدّبة وداخله ببعضها البعض مثل تشابك الأصابع]]
قالوا :_ هذه قواعد إبراهيم !!!
فأراد واحد منهم أن يمتحن صلابتها ، فوضع العتله بين حجرين وأراد أن يهز العتله من أجل ان يخلع حجر
فخرج منها برق وشرار ، كاد أن يخطف أبصارهم
يقول أهل مكة : _فأهتزت مكة كلها كأنه زلزال ، حتى خافوا أن تقع الجبال عليهم
فصاحوا :_ إتركوا قواعد إبراهيم .. لا تقربوا قواعد ابراهيم
هذه القواعد تنسب لسيدنا إبراهيم عليه السلام
ولكن ليس سيدنا ابراهيم من وضعها
ابراهيم عليه السلام ، هو الذي جدد البناء عليها
قال تعالى {{ وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل}}
يرفع القواعد مع إبنه إسماعيل يعني رجل يساعده بالبناء .. والله عزوجل أخبرنا
لما جاء إبراهيم إلى مكة بطفله الرضيع مع أمه هاجر ، ماذا قال إبراهيم {{ ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم }}
و تعطل بناء الكعبة
[[ لأنه مستحيل يتم بنائها حتى يضعوا الحجر الأسود مكانه ]]
فلما طال الخلاف بينهم ، ولم تتنازل أي قبيلة للأخرى ، عن هذا الشرف العظيم
فذهبت قبيلة {{ بني مخزوم}}
إجتمعوا مع بعضهم بالسر ، ثم ذبحوا جدي ولما نزل دمه غمسوا أيديهم بالدم وصاروا يلحسوا أصابعهم من الدم
وقالوا :_ نحن لعقة الدم [[يعني كلنا فرسان الذي يقرب من الحجر الأسود ، سنشرب من دمه ]]
وقالوا :_ نعاهد ربّ هذه البرية بأننا سنضع الحجر غداً في مكانه وإن إقترب منه أحد قطعنا عنقه
أما {{ بني عبد مناف }} ابناء هاشم قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم
إجتمعوا مع بعضهم بالسر وأحضروا وعاء فيه مسك وخرجوا إلى الكعبة في منتصف الليل وطيبوا الحجر بالمسك
وقالوا :_ نحن المطيبين الطيبون ، نعاهد الله أن لا يضع الحجر مكانه غيرنا
وقال لهم كبيرهم أبو طالب :_ إذا ذهبتم غداً إلى العمل فأحملوا أكفانكم على رؤوسكم وشدوا أيديكم على سيوفكم وإذا إقترب أحد على الحجر قطعنا عنقه
في اليوم الثاني كل قبيلة إتجهت للكعبة
ولا أحد يعلم بنوايا الآخر
فوقفت قبيلة مخزوم
وقال كبيرهم :_ نحن فعلنا كذا وكذا والذي يقترب من الحجر قطعنا عنقه
ووقف أبو طالب وقال :_ نحن فعلنا كذا وكذا من يقترب من الحجر قتلناه بالسيف
ووقفوا كل القبائل ماسكين سيوفهم ، وبدأ النزاع واشتد الغضب
فقام كبيرهم بالسن [[ أكبر واحد بقريش .. وكانوا يحترموا الكبير بالسن كثيراً ]]
وقف بينهم ورفع يده ، وصرخ في وجوههم
وقال :_ لما التفاني يا قريش؟؟!!!
[[ يعني يا قريش لماذا تذبحوا بعضكم البعض ]]
يريد أن يبعد عنهم الشر ويحقن الدماء
قالوا له :_ بما تشير علينا ؟
قال لهم :_ نجلس جميعاً وننظر إلى باب بني شيبة وأول رجل يدخل منه رضينا بحكم [[ باب بني شيبة هذا باب جهة المسعى ، الناس تدخل منه إلى البيت الحرام للطواف]]
فأول داخل منه نرضى بحكمه كيف ما كان
[[مهما كان حكمه الكل يجب أن يرضى]]
فقالوا جميعهم بصوت واحد :_ رضينا
[[ هل لاحظتم عقول الجاهلية ؟؟ رجال شرسين ويلعقوا الدماء .. وعقولهم عقول عصافير !!! أنتم لا تعرفون من سيدخل لنفرض دخل رجل عقله صغير ؟؟؟ ]]
ولكن الله يريد أن يريهم
{{ قدر هذا النبي العظيم قبل أن يبعثه للناس }}
وكان صلى الله عليه وسلم ملازم بيته
وحضرت ولادت السيدة خديجة في بطنها الرابع ، فحضر النساء لعند خديجة لأنها حالة ولادة
وكان صلى الله عليه وسلم يستحي فترك البيت من أجل أن ياخذوا راحتهم
وخرج يستطلع أخبار قريش مالذي حدث معهم
قريش وكل القبائل والرجال جلسوا على الأرض ، والكل يراقب
من سيدخل أول واحد من باب بني شيبة ، من أجل ان يحكم بينهم
{{ فإذا بهم ، بالطلعة المحمدية ، وإذا وجه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، بوقاره وهدوئه يطل عليهم من باب بني شيبة }}
فوثب الجميع كبيرهم وصغيرهم ، و وقفوا على أقدامهم فرحين وصرخوا بصوت واحد
محمد !!!!
هذا ابن سيد قومه !!!!
هذا الصادق الأمين !!!
كلنا نرضى بحكمه !!!
وأقبلوا إليه يحدثوه
و قالوا :_ أيها الصادق الأمين لقد بلغ من القوم كذا وكذا .. فاتفقنا أن أول من يدخل علينا أن يحكم بيننا ..
فقال لهم :_ وكلكم تسمعون حكمي ؟؟
قالوا :_ نرضى بما تحكم
فقام صلى الله عليه وسلم ولم يشاور أحد منهم ولم يتكلم بأي كلمة ولم يعرض عليهم خطته
فنزع ثوبه عن كتفيه [[ثوب يشبه العبايه ]]
فنزع ثوبه عن كتفيه ومشى صلى الله عليه وسلم بينهم لا يلتفت لا يمين ولا يسار والكل ينظر إليه
ووضع ثوبه على الأرض ومدّه .. وحمل الحجر بيديه الشريفتين صلى الله عليه وسلم ووضعه على الثوب
ثم نظر بقريش كلها وهم مجتمعين ثم أصدر الأمر
فليقم إليّ شيخ كل قبيلة فيكم
فقاموا كأنهم جنود أو خدم بين يديه
قال :_ ليأخذ كل واحد منكم بطرف من أطراف الثوب [[فأمسك كل شيخ قبيلة بطرف الثوب ]]
فقال لهم :_ إنهضوا به جميعاً وإقتربوا بالحجر إلى البيت فلما إقتربوا أخذ الحجر صلى الله عليه وسلم بيديه الشريفتان ووضعه مكانه
فصاح القوم كلهم وهم فرحيين بأعلى صوتهم
بوركت يا محمد
بوركت يا محمد ، بوركت من عاقل
بوركت أيها الصادق الأمين
لقد فطم الله على يديك الشر
وأصبح له فضل على قريش كلها صلى الله عليه وسلم ، هذا الكلام قبل أن يوحى إليه في غار حراء بخمس سنين عمر نبينا الآن 35 سنة
ثم عاد صلى الله عليه وسلم إلى بيته ، فوجد السيدة خديجة قد ولدت بنت
فأمسك بها صلى الله عليه وسلم ثم ضمها إلى صدره ثم قبلها ثم شمها وقال هذه ريحانة [[ هذه أخلاق نبينا في مجتمع يكره البنات]]
وسماها فاطمة .. لأن الله {{ فطم }} الشر بين القوم ساعة مولدها رضي الله عنها وأرضاها .
______الأنوار المحمدية______
______صلى الله عليه وسلم _____
لا تنس ذكر الله
سبحان الله الحمدلله لا إله إلا الله الله أكبر
0 / 100