محتويات المقال
القبر موعدنا
هل رأيت القبور؟ هل رأيت ظلمتها؟ هل رأيت وحشتها؟ هل رأيت شدتها؟ هل رأيت ضيقها؟ هل رأيت هوامها وديدانها؟
أما علمت أنها أعدت لك كما أعدت لغيرك؟
أما رأيت أصحابك وأحبابك وأرحامك نقلوا من القصور إلى القبور .. ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود .. ومن ملاعبة الأهل والولدان إلى مقاساة الهوام والديدان .. ومن التنعيم بالطعام والشراب إلى التمرغ في الثرى والتراب .. ومن أنس العشرة إلى وحشة الوحدة .. فأخذهم الموت على غرة، وسكنوا القبور بعد حياة الترف واللذة ، وتساووا جميعاً بعد موتهم في تلك الحفرة.
أتيــت القبور فساءلتــــــها
أين المعظم والمحتقر ؟!
وأين المــــذل بسلــــــطانه
وأين القوي على ما قدر؟!
تفانوا جميعاً فما مــــــخبر
وماتوا جميعاً ومات الخير!!
فيا سائلي عن اناس مضوا
أما لك فيما مضى معتبر؟!
تروح وتغدو بنات الــــثرى
فتمحو محاسن تلك الصور!
هول القبور
عن هانئ مولى عثمان قال:كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي ، وتبكي من هذا؟ فقال : إن الرسول ﷺ قال: «القبر أول منازل الآخرة، فإن ينج منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه» ثم قال: قال رسول الله ﷺ «ما رأيت منظراً إلا والقبر أفظع منه». أحمد والترمزي وحسنه الألبانيوفي حديث جابر بن عبدالله عن النبي ﷺ أنه قال : «لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد».أحمد وحسنه الهيثمي
تجهز إلى الأجداث ويحك والرمس
جهازاً من التقوى لطول ما حبس
فإنـــك ما تدري إذا كنت مصبحــاً
بأحسن ما ترجو لعلك لا تمســي
شيع الحسن جنازة فجلس على شفير القبر فقال : «إن أمراً هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله ، وإن أمراً هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره» .
ووعظ عمر بن عبد العزيز يوماً أصحابه فكان من كلامه أنه قال :«إذا مررت بهم فنادهم إن كنت منادياً ، وادعهم إن كنت داعياً، ومر بعسكرهم، وانظر إلى تقارب منازلهم .. سل غنيهم ما بقي من غناه؟ .. واسألهم عن الألسن التي كانوا بها يتكلمون، وعن الأعين التي كانوا للذات بها ينظرون .. واسألهم عن الجلود الرقيقة ، والوجوه الحسنة، والأجساد الناعمة، ما صنع بها الديدان تحت الأكفان؟! .. أكلت الألسن، وغفرت الوجوه، ومحيت المحاسن، وكسرت الفقار، وبانت الأعضاء ، ومزقت الأشلاء فأين حجابهم وقبابهم؟ وأين خدمهم وعبيدهم؟ وجمعهم وكنوزهم؟ أليسوا في منازل الخلوات؟ أليس الليل والنهار عليهم سواء ؟ أليسوا في مدلهمة ظلماء؟ قد حيل بينهم وبين العمل، وفارقوا الأحبة والمال والأهل.
فيا ساكن القبر غداً ! ما الذي غرك من الدنيا؟ أين دارك الفيحاء ونهرك المطرد؟ وأين ثمارك اليانعة؟ وأين رقاق ثيابك؟ وأين طيبك وبخورك؟ وأين كسوتك لصيفك وشتائك؟ .. ليت شعري بأي خديك بدأ البلى .. يا مجاور الهلكات صرت في محلة الموت .. ليت شعري ما الذي يلقاني به ملك الموت عند خروجي من الدنيا ..وما يأتيني به من رسالة ربي .. ثم انصرف رحمة الله فما عاش بعد ذلك إلا جمعة .
التفكر في الذين رحلوا
تفكروا في الذين رحلوا .. أين نزلوا ؟ وتذكروا، القوم نوقشوا وسئلوا .. واعلموا أنكم كما تعذلون عذلوا .. ولقد ودوا بعد الفوات لو قبلوا .. ولكن هيهات هيهات وقد قبروا .عن وهب بن الورد قال : بلغنا أن رجلا فقيها دخل على عمر بن عبدالعزيز فقال : سبحان الله ! فقال له عمر : وتبينت ذلك فعلا؟ فقال له ك الأمر أعظم من ذلك ! فقال له عمر : يا فلان ! فكيف لو رأيتني بعد ثلاث ، وقد أدخلت قبري .. وقد خرجت الحدقتان فسالتا على الخدين ، وتقلصت الشفتان عن الأسنان .. وانفتح الفم .. ونتأ البطن فعلا الصدر .. وخرج الصديد من الدبر !!
وكان يزيد الرقاشي يقول لنفسه : «ويحك يا يزيد ! من ذا يصلي عنك بعد الموت ؟ من ذا يصوم عنك بعد الموت؟ من ذا يترضى عنك بعد الموت؟ ثم يقول : أيها الناس ! ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم .. من الموت موعده .. والقبر بيته .. والثرى فراشه .. والدود أنيسه .. وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر .. كيف يكون حاله ؟! ثم بكي رحمه الله.
عظة القبور
قال عبدالحق الأشبيلي : فينبغي لمن دخل المقابر أن يتخيل أنه ميت، وأنه قد لحق بهم، ودخل معسكرهم، وأنه محتاج إلى ما هم إليه محتاجون، وراغب فيما فيه يرغبون، فليأت إليهم ما يحب أن يؤتى إليه، وليتحفهم بما يحب أن يتحف به، وليتفكر في تغير ألوانهم، وتقطع أبدانهم، ويتفكر في أحوالهم، وكيف صاروا بعد الأنس بهم والتسلي بحديثهم، إلى النفار من رؤيتهم، والوحشة من مشاهدتهم وليتفكر أيضاً في انشقاق الأرض وبعثرة القبور، وخروج الموتى وقيامهم مرة واحدة حفاة عراة غرلاً، مهطعين إلى الداعي، مسرعين إلى المنادي .يا أيُّها المتسَمِّنُ
قل لي لمن تتسمَّن ؟
سَمَّنتَ نفسَك للبِلى
وبطنت يا مستبطن
وأسأت كل إساءة
وظننت أنك تحسن!
مالي رأيتك تطمئن
إلى الحياة وتركن!
يا سكن الحجرات ما
لك غير قبرك مسكن
اليوم أنت مكاثر
ومفاخر تتزين
وغداً تصير إلى القبور
محنط ومكفن!
أحدث لربك توبة
فسبيلها لك ممكن
واصرف هواك لخوفه
مما تسر وتعـــلن
فتنة القبور
أخي المسلم : ماذا أعددت لأول ليلة تبيتها في قبرك؟ أما علمت أنها ليلة شديدة، بكى منها العلماء، وشكا منها الحكماء، وشمر لها الصالحون الأتقياء؟فارقت موضع مرقدي
يوماَ فقارققني السكون
القــــــــــــبر أول ليلة
بالله قل لي ما يكون ؟!
كان الربيع بن خثيم يتجهز لتلك الليلة، ويروى أنه حفر في بيته حفرة فكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيها، وكان يمثل نفسه أنه يقد مات وندم وسأل الرجعة فيقول : ﴿ رب ارجعون لعلي أعمل صلحا فيما تركت ﴾ [المؤمنون ٩٩-١٠٠] ثم يجيب نفسه فيقول : قد رجعت يا ربيع !! فيرى فيه ذلك أياماً ، أي يرى فيه العبادة والاجتهاد والخوف والوجل .
وعن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال : «إن الميت يصير إلى القبر، فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا شعوف { أي غير خائف ولا مزعور } ثم يقال له : فيم كنت؟ فيقول : كنت في الإسلام فيقال له : ما هذا الرجل ؟ فيقول : محمد رسول الله ﷺ ، جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه، فيقال له ، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، فيقال له : انظر إلى ما وقاك الله : ثم يفرج له قبل الجنة ، فينظر إلى زهرتها وما فيها ، فيقال له : هذا مقعدك ، ويقال له : على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله .
قال: ويجلس الرجل السوء في قبره فزعا مشعوفاً ، فيقال له : فيم كنت ؟ فيقول : لا أدري، فيقال له : ما هذا الرجل ؟ فيقول : سمعت الناس يقولون قولاً فقلته . فيفرج له قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: انظر ما صرف الله عنك . ثم يفرج له فرجه قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً فيقال له : هذا مقعدك، على الشك كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله » ابن ماجة وصححه البوصيري
أرى أهل القصور إذا أميتـــــــوا
بنوا فوق المقابر بالصخــور
أبوا إلا مباهاة وفخـــــــــــــــــراً
على الفقراء حتى في القبور
لعمرك لو كشقت التــــرب عنهم
فما تدري الغني من الفقــــير
ولا الجلد المباشر ثوب صـــوف
من الجلد المباشر للـــــحرير
إذا أكل الثرى هــــــــــــــذا وهذا
فما فضل الغني على الفقير؟
فيا إخوتاه ! ألا تبكون من الموت وسكرته ؟
ويا إخوتاه ! ألا تبكون من القبر وضمته ؟
ويا أخوتاه ! ألا تبكون خوفاً من النار في القيامة ؟
ويا إخوتاه ! ألا تبكون خوفاً من العطش يوم الحسرة والندامة ؟
عذاب القبر ونعيمه
ثبت عذاب القبر بالكتاب والسنة والإجماع، ولا ينكر ذلك إلا مكابر ومعاند قال تعالى : ﴿ سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم ﴾[التوبة : ١٠١] وقال سبحانه : ﴿... وَحاقَ بِآلِ فِرعَونَ سوءُ العَذابِالنّارُ يُعرَضونَ عَلَيها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَومَ تَقومُ السّاعَةُ أَدخِلوا آلَ فِرعَونَ أَشَدَّ العَذابِ﴾ [غافر: ٤٥-٤٦]وعن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال : «يثبت الله الذين إمنوا بالقول الثابت» قال : «نزلت في عذاب القبر» يقال له: من ربك ؟ فيقول : ربي الله ونبي محمد ﷺ فذلك قوله عز وجل: ﴿يثبت الله الذين إمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
وعن أنس رضي الله عنه ، أن النبي ﷺ قال : «لولا أن تدفنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر» مسلم
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال نبي الله ﷺ: « إن العبد إذا وضع في قبره ، وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم قال: يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ قال : فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله قال : فيقال له : إنظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة قال نبي الله ﷺ فبراهما جميعاً »
وأما المنافق والكافر فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرحل ؟ فيقول: لا أدري ، كنت أقول ما يقول الناس فيقال: لا دريت ولا تليت، ويضرب بمطارق من حديد ضربة، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقيلين» متفق عليه
حديث القبور
روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في خطبته : يا عباد الله : الموت الموت ، فليس منه فوت، إن أقمتم له أخذكم، وإن فررتم منه أدر ككم، الموت معقود بنواصيكم ، فالنجاة النجاة ، الوحا الوحا ، فإن وراءكم طالبا حثيثا وهو القبر ، ألا وإ، القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران، ألا وإنه يتكلم في كل يوم ثلاث مرات فيقول : أنا بيت الظلمة .. أنا بيت الوحشة .. أنا بيت الديدان ألا وإن وراء ذلك اليوم يوما أشد من ذلك اليوم ، يوما يشيب فيه الصغير ، ويسكر فيه الكبير ﴿.. وَتَرَى النّاسَ سُكارى وَما هُم بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَديدٌ﴾ [الحج: ٢]أيتها المقابر فيك من كنَّا ننازله
ومن كنا نتاجره ومن كنا نعامله
ومن كنا نعاشره ومن كنا نطاوله
ومن كنا نشاربه ومن كنا تؤاكله
ومن كنا له إلفا قليلاً ما نزايله
ومن كنا له بالأمس أحيانا نواصله
فحل محله من حلها صرمت حبائله
ألا إن المنية منهل والخلق ناهله
زيارة القبور وفوائدها
حثّ النبي ﷺ على زيارة الموتى في قبورهم، والأعتبار بأحوالهم ، فقال عليه الصلاة والسلام: « زوروا القبور فإنها تذكر الموت» مسلموقال النبي ﷺ: «نهيتكم عن زيارة القبور فزروها» . رواه مسلم
وعند أبي داود: «فإن في زيارتها تذكرة»
وعند الإمام أحمد : «فزوروها فإن في زيارتها عبرة وعظة»
وكان النبي ﷺ إذا أتى المقابر قال : «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لا حقون، أنتم لنا فرط، ونحن لكم ، أسأل الله ولكم العافية» مسلم
فوائد زيارة القبور
وفي زيارة القبور فوائد كثيرة منها أنها :• تذكر الموت والآخرة
• تقصر الأمل
• تزهد في الدنيا
• ترقق القلوب
• تدمع الأعين
• تدفع الغفلة
• تورث الخشية
• تورث الاجتهاد في العبادة
قال محمد بن واسع لرجل : ما أعجب إلى منزلك ! فقال : وما بعجبك من منزلي وهو عند القبور ؟ قال : «وما عليك ، يكفون الأذى ويذكرون الآخرة !!»
الأسباب الموجبة لعذاب القبر
ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن أهل القبور يعذبون على جهلهم بالله ، وإضاعتهم لأمره، وارتكابهم لمعاصيه، فإن عذاب القبر وعذاب الآخرة أثر غضب الله وسخطه على عبده ، فعذاب القبر يكون على معاصي القلب، والعين، والأذن، والفم، واللسان، والبطن، والفرج، واليد، والرجل، والبدن كله، فمن أغضب الله واسخطه في هذه الدار ثم لم يتب، ومات على ذلك، كان له من عذاب البرزخ بقدر غضب الله وسخطه عليه، فمستقل ومستكثر، ومصدق ومكذب .وقد ورد الوعيد بالعذاب في القبر على كثير من المعاصي والذنوب منها :
• النميمة والغيبة
• عدم الاستبراء من البول
• الصلاة بغير طهور
• الكذب
• تضييع الصلاة والتثاقل عنها
• ترك الزكاة
• الزنا
• الغلول من المغنم(السرقة)
• الخيانة
• السعي في الفتنة بين المسلمين
• أكل الربا
• ترك نصرة المظلوم
• شرب الخمر
• إسبال الثياب تكبراً
• القتل
• سب الصحابة
• الموت على غير السنة(البدعة)
وقال رحمه الله بعد أن ذكر أنواع كثيرة من المحرمات التي يعذب بها الموتى في قبورهم : « وما كان أكثر الناس كذلك، كان أكثر أهل القبور معذبين، والفائز منهم قليل، فظواهر القبور تراب ، وبواطنها حسرات وعذاب ظواهرها بالتراب والحجارة المنقوشة مبنيات، وفي باطنها الدواهي والبليات، تغلي بالحسرات كما تغلي القدور بما فيها، ويحق لها وقد حيل بينها وبين أمانيها.
تالله لقدت وعظت لواعظ مقالا ، ونادت : يا عمار الدنيا لقد عمرتم دارا موشكة بكم زوالا ، وخربتم دارا انتم مسرعون إليها انتقالا هذه دار الاستيفاء، ومستودع الأعمال ، وبذر الزرع ، وهي محل للعبر، رياض من رياض الجنة ، أو حفر من حفر النيران»
ما للمقابر لا تجيب إذا دعاهن الكئيب
حفر مسقفة عليهن الجنادل والكثيب
فيهن ولدان وأطفال وشبان وشيب
كم من حبيب لم تكن نفسي بفرقته تطيب
غادرته في بعضهن مجندلاً وهو الحبيب
وسلوت عنه وإنما عهدي برؤيته قريب
فاعتبروا يا أولي الألباب
كم من ظالم تعدى وجار، فما راعي الأهل ولا الجار، بينا هو عقد الإصرار، حل به الموت فحل من حلته الأزرار ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ ﴾ما صحبه سوى الكفن ، إلى بيت البلى والعفن، ولو رأيته وقد حلت به المحن ، وشين ذلك الوجه الحسن، فلا تسأل كيف صار ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ﴾
أين مجالسة العالية؟ أين عيشته الصافية؟ أين لذاته الخالية؟ كم كم تسفى على قبره سافية !! ذهبت العين وأخفيت الآثار ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ﴾
تقطعت به جميع الأسباب، وهجره القرناء والأتراب، وصار فراشه الجندل والتراب، وربما فتح له في اللحد باب إلى النار ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ﴾
نادم بلا شك ولا خفا ، باك على ما زل وهفا، يود أن صافي اللذات ما صفا ، وعلم انه كان يبني على شفا حرف هار ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ﴾
الأسباب المنجية من عذاب القبر
ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن أسباب النجاة من عذاب اقبر، هي أن يتجنب الإنسان تلك الأسباب التي تقتضي عذاب القبر، وهي جميع المعاصي والذنوب.وذكر رحمه الله أن من أنفع تلك الأسباب : أن يحاسب المرء نفسه كل يوم على ما خسره وربحه في يومه، ثم يجدد التوبة ، النصوح بينه وبين الله، فينم على تلك التوبة، فإن مات من ليلته مات على توبة، وإن استيقظ استيقظ مستقبلا للعمل ، مسرورا بتأخير أجله، حتى يستقبل ربه ويستدرك ما فاته، ولا ينام إلا على طهارة ، ذاكراً الله عز وجل ، مستعملاً الأذكار والسنن التي ورت عن الرسول صلى الله عليه وسلم عند النوم حتى يغلبه النوم ، فمن أراد الله به خيراً وفقه لذلك .
ثم ذكر رحمه الله الطاعات التي ورد أنها مما ينجي من عذاب القبر وهي :
• الرباط في سبيل الله
• الشهادة في سبيل الله
• قراءة سورة الملك
• الموت بداء البطن
• الموت يوم الجمعة
فالواجب على كل مسلم أن يستعيذ بالله تعالى من عذاب القبر، وأن يستعد له بالأعمال الصالحة قبل أن يدخل فيه، فإنه قد سهل عليه الأمر ما دام في الدنيا.
فإذا دخل القبر فإنه يتمنى أن يؤذن له بحسنة واحدة أو يؤذن بأن يصلي ركعتين، أو يقول: لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ولو مرة واحدة، أو يؤذن له بتسبيحه واحدة، فلا يؤذن له، فيبقى في حسرة وندامة، ويتعجب من الأحياء كيف يضيعون أيامهم في الغفلة والبطالة ؟!
قد كان عمرك ميلا فأصبح الميل شبرا
وأصبح الشبر عقدا فاحفر لنفسك قبرا
نسأل الله أن يوفقنا للاستعداد ليوم الحاجة، ولا يجعلنا من النادمين، وأن يجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
المصدر: مقال من إعداد القسم العلمي بدار الوطن
لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100
إقرأ المزيد :
الفئة: مواضيع دينية منوعة