اللواط وضرره
بيان شناعة جريمة اللواط
يحق لنا أن نعالج مشاكلنا، ونتألم مما يؤلمنا، وأن لا نتجاهل واقع الناس، ففي الحديث الذي رُوي عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".
وإن جرثومة وَبيئة، وفعلة رديئة، يمقت الله عليها إذا وقعت في الأرض، يفعلها بعض من فرّط في الدين، وقل حياؤه وذهبت مروءته، وغاب عقله وانعكست فطرته، ألا وهي اللواط، الذي حرمه الله على العباد، وجعله رذيلة تنفر منها الطباع، حتى البهائم العجم، ويستقبحها كل من له عقل صحيح، وينفر منه كل مخلوق بطبعه؛ لأنه أذى وقذى وخلاف ما فطرت عليه الخليقة؛ ولهذا قال تعالى في تقبيح فعل قوم لوط: ﴿وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾ الأعراف:80-81].
فما وجد كلب يعلو كلباً مثله، ولا حمار يعلو حماراً مثله، ولكن يدعو إليها الشيطان وأعوانه من دعاة الضلال وجلساء السوء، الذين انحلت أخلاقهم، وفسد مزاجهم.
وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط"، وقال: "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به".
ولما بلغ أبا بكر رضي الله عنه أن رجلاً يُنْكَح كما تُنْكَح المرأةُ في قبلها، بعث خالدَ بن الوليد رضي الله عنه؛ ليحرقه بالنار فوافقه الصحابة على ذلك، إلا أن ابن عباس رضي الله عنهما رأى أن يرمى من أعلى بناء مرتفع في البلد، ثمّ يتبع الحجارة حتى يموت، كما فعل الله بقوم لوط.
وقال بعض السلف: لولا أن الله أخبرنا عن قوم لوط ما صدقنا أنّ رجلاً يعلو رجلاً أو كما قال.
وجاء في الحديث: "أنه إذا علا الرجلُ الرجلَ غضب الله عز وجل، وتكاد السموات أن تقع على الأرض، فتمسك الملائكة بأطرافها، وتقرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) [الإخلاص:1]، إلى آخرها حتى يسكن غضب الرب عز وجل".
وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ينظر الله إلى رجل أتى ذكراً، أو امرأةً في دبرها".
بيان تحريم هذه الجريمة
اللواط حرام حرمه الله، ولو بزوجة الإنسان؛ لقول الله تعالى: " ﴿فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: من الآية222].
وفي الحديث: "لعن الله من خبب امرأة على زوجها، أو مملوكاً على سيده، أو أتى امرأة في دبرها".
عقوبة مرتكبها في الدنيا والآخرة
وقد قررت الشريعة لهذا الذنب العظيم عقوبات في الدنيا قبل الآخرة. منها: الرجم بالحجارة حتى يموت، ومنها: الخزي والعار الذي يلحقه في الدنيا والآخرة.
ومنها: انتزاع وذهاب الحياء من وجهه.
ومنها: اتصافه بالأنوثة، ومنها: حلول اللعنة عليه والغضب ثم عذاب الآخرة أشد و أعظم.
ولهذا سجل الله على قوم لوط العذاب، وأنهم أهل القرى التي كانت تعمل الخبائث بأنهم كانوا قوم سوء فاسقين، وقال في سورة الأعراف: ﴿لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾، إلى أن قال: ﴿فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ﴾ [الأعراف: من الآية 81-84] وفي سورة هود: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ [هود:82-83].
قال ابن عباس: وما هي من ظالمي هذه الأمة ببعيد، فهل أسوأ وأخس من أن يلوط الرجل بذكره العذرة؟
المرجع :
أكثر من الصلاة على النبي يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
0
إقرأ المزيد :
الفئة: مواضيع دينية منوعة الأسرة المسلمة