دعاء يوم عرفة

فضل الإكثار من الدعاء في يوم عرفة

الدعاء هو العبادة الحق والباب الألزم للمخلصين ، وخاصة في يوم عرفة ، قال النبي ﷺ : «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» حسن، رواه الترمذي

وقد قال النبيُّ ﷺ عن يوم عَرَفَةَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ؛ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ» رواه مسلم

فالإكثار من هذا الذكر ومن الدعاء في يوم عرفة مستحب للحاج وغير الحاج .

قال ابن القيم رحمه الله :«كل يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ: يَغْفِرُ ذَنْبًا، وَيُفْرِّجُ كَرْبًا، وَيَفُكُّ عَانِيًا، وَيَنْصُرُ مَظْلُومًا، وَيَقْصِمُ ظَالِمًا، وَيَرْحَمُ مِسْكِينًا، وَيُغِيثُ مَلْهُوفًا، وَيَسُوقُ الْأَقْدَارَ إِلَى مَوَاقِيتِهَا، وَيُجْرِيهَا عَلَى نِظَامِهَا، وَيُقَدِّمُ مَا يَشَاءُ تَقْدِيمَهُ، وَيُؤَخِّرُ مَا يَشَاءُ تَأْخِيرَهُ، فَأَزِمَّةُ الْأُمُورِ كُلِّهَا بِيَدِهِ، وَمَدَارُ تَدْبِيرِ الْمَمَالِكِ كُلِّهَا عَلَيْهِ».

قال ابنُ عبدِ البر رحمه الله:« دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ، وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى فَضْلِ يَوْمِ عَرَفَةَ عَلَى غَيْرِهِ، وَفِي فَضْلِ يَوْمِ عَرَفَةَ دَلِيلٌ أَنَّ لِلْأَيَّامِ بَعْضِهَا فَضْلًا عَلَى بَعْضٍ... وَفِي الْحَدِيثِ أَيْضًا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ دُعَاءَ يَوْمِ عَرَفَةَ مُجَابٌ كُلُّهُ فِي الْأَغْلَبِ، وَفِيهِ أَيْضًا أَنَّ أَفْضَلَ الذِّكْرِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ».

قال النووي رحمه الله : « يُسْتَحَبُّ الإِكثارُ من هذا الذِّكر والدُّعاء، ويَجتهدُ في ذلك، فهذا اليوم أفْضَلُ أيامِ السَّنَة للدُّعاء، وهو مُعْظَمُ الحَجِّ ومَقْصُودُه، والمُعَوَّلُ عليه، فينبغي أنْ يَسْتَفْرِغَ الإنسانُ وُسْعَهُ في الذِّكر والدُّعاءِ وفي قراءةِ القرآنِ، وأنْ يدعوَ بأنواعِ الأدعية، ويأتي بأنواعِ الأذكار، ويدعو لِنَفْسِه ووالديه وأقارِبِه، ومشايِخِه وأصحابِه وأصدقائِه وأحبابِه، وسائِرِ مَنْ أحْسَنَ إليه، وجميعِ المسلمين».

صيام يوم عرفة

كما حثَّ النبي ﷺ على صيام يوم عرفة لِغَيرِ الحاج؛ حيث قال في فضل صيام هذا اليوم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ: أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» رواه مسلم.

أدعية يوم عرفة وغيره

أدعية دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم :

• «اللهمَّ لكَ الحمدُ أنتَ نُورُ السمواتِ والأرضِ ومَن فيهِنَّ ولكَ الحمدُ أنتَ قَيَّامُ السمواتِ والأرضِ ومَن فِيهِنَّ ولكَ الحمدُ أنتَ ربُّ السمواتِ والأرضِ ومَن فيهِنَّ ولكَ الحمدُ أنتَ الحقُّ وقولُكَ الحقُّ ووَعدُكَ الحقُّ ولِقاؤُكَ حقٌّ والجنَّةُ حقٌّ والنارُ حقٌّ والساعَةُ حقٌّ اللهمَّ لكَ أسلَمتُ وبِكَ آمَنتُ وعليكَ توكَّلتُ وإليكَ أنَبتُ وبِكَ خاصَمتُ وإلَيكَ حاكَمتُ فاغفِرْ لي ما قدَّمتُ وأخَّرتُ وأسرَرتُ وأعلَنتُ أنتَ إلهي لا إلهَ إلَّا أنتَ». أخرجه البخاري ومسلم
  


• « اللَّهُمَّ احْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ قَائِمًا، وَاحْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ قَاعِدًا، وَاحْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ رَاقِدًا، وَلَا تُطِعْ فِيَّ عَدُوًّا حَاسِدًا، وَأَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي كُلُّهُ بِيَدِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ , أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ». حديث صحيح على شرط البخارى
  
  
• «اللهمَّ اهدِني فيمَن هدَيتَ وعافِني فيمَن عافَيتَ وتولَّني فيمَن تولَّيتَ وبارِكْ لي فيما أعطَيتَ وقِني شرَّ ما قضَيتَ فإنك تَقضي ولا يُقضَى عليك إنه لا يَذِلُّ مَن والَيتَ تبارَكتَ ربَّنا وتعالَيتَ». أخرجه أبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد باختلاف يسير
  
  
• «اللَّهمَّ إنِّي ظلَمتُ نَفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ فاغفِر لي مغفرةً من عندِكَ وارحَمني إنَّكَ أنتَ الغفورُ الرَّحيمُ» صحيح

أدعية من القرآن :

• ﴿.. رَبَّنا لا تُؤاخِذنا إِن نَسينا أَو أَخطَأنا رَبَّنا وَلا تَحمِل عَلَينا إِصرًا كَما حَمَلتَهُ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعفُ عَنّا وَاغفِر لَنا وَارحَمنا أَنتَ مَولانا فَانصُرنا عَلَى القَومِ الكافِرينَ﴾ [البقرة: ٢٨٦]
  
  
• ﴿.. رَبَّنا ما خَلَقتَ هذا باطِلًا سُبحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ۝رَبَّنا إِنَّكَ مَن تُدخِلِ النّارَ فَقَد أَخزَيتَهُ وَما لِلظّالِمينَ مِن أَنصارٍ۝رَبَّنا إِنَّنا سَمِعنا مُنادِيًا يُنادي لِلإيمانِ أَن آمِنوا بِرَبِّكُم فَآمَنّا رَبَّنا فَاغفِر لَنا ذُنوبَنا وَكَفِّر عَنّا سَيِّئَاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الأَبرارِ۝رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخزِنا يَومَ القِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخلِفُ الميعادَ﴾ [آل عمران: ١٩١-١٩٤]
  
  
• ﴿ .. رَبَّنَا اصرِف عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَرامًا﴾ [الفرقان: ٦٥]
  
  
• ﴿ .. رَبِّ أَوزِعني أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتي أَنعَمتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَن أَعمَلَ صالِحًا تَرضاهُ وَأَدخِلني بِرَحمَتِكَ في عِبادِكَ الصّالِحينَ﴾ [النمل: ١٩]
  

أدعية منوعة فيها الحمد والثناء لله سبحانه وتعالى:

اللهم لك الحمد كلّه وإليك يرجع الأمر كلّه، علانيته وسرّه، فحُقّ لك أن تُعبد، وحقّ لك أن تُحمد وأنت على كلّ شيءٍ قدير، اللهم اغفر لنا وارحمنا واعف عنّا وتولّنا.

اللهم لك الحمد أكمله، ولك من الثّناء أجمله، ولك من القول أبلغه، ولك من العلم أحكمه، ولك السّلطان أقومه، ولك الجلال أعظمه، استجب دعاءنا وأقل عثراتنا واغفر خطايانا.

اللهم إنّي أدعوك دعاء من يرجوك ويخشاك، ويبتهل إليك ابتهال من لم يخطر بباله سواك، ورحمتك تسع من أطاعك ومن عصاك، يا ربّ السماء والأرض ومن فيهنّ اغفر لي وارحمني أنت خير الرّاحمين.

اللهم ربّنا قد كثرت عهودنا، وتاهت كثيراً أقدامنا، وتغيّرت قلوبنا، وتقلّبت أحوالنا، والآن نسألك الرّضا والقبول والثّبات والاستقامة، لكن لا لشيء إلا أننا فقراء إلا من حسن الظن بك، فاعف عنا وتجاوز عن سيئاتنا وارحم ضعفنا.

أسألك يا رب باسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت وإذا سُئلت بع أعطيت، وبأسمائك الحسنى كلّها ، ما علمنا منها وما لم نعلم، أن تستجيب دعائي وتحقّق رغباتي، وتقضي حوائجي وتفرّج كربي، وتغفر ذنبي، وتستر عيبي، وتتوب عليّ وتعافيني وتعفو عني وترحمني برحمتك الواسعة، رحمةً تغنني بها عن رحمة من سواك.

لا إله إلا أنت السّميع العظيم الحليم، لا إله إلا أنت ربّ العرش العظيم، لا إله إلا الله ربّ السّموات وربّ الأرض وربّ العرش العظيم، اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، أصلح لي شأني كلّه، لا إله إلا أنت.

إلهنا ومولانا وسيّدنا، وقف ببابك السّائلون، ولاذ بجنابك الفقراء، ووقف المساكين على أبواب كرمك، يرجون بذلك المرور إلى ساحة رحمتك ونعمتك، اللهم إن كنت لا تُكرم في هذا اليوم إلّا من أخلص بحجّه ووقوفه بعرفة، فمن يغفر لمن لم يحجّ ولم يصل لعرفة، اللهم اغفر لنا وارحمنا.

ربّي اجعلني لك ذاكراً شاكراً منيباً، اللهم تقبّل منّي توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبّت حجّتي، وعافني واعف عنّي.

اللهم لا تحرمني من شفاعة نبيّك، وارحمني وارحم ضعفي وذلّتي، اللهم طرقت بابك فلا تردّني خائباً اغفر لي وارحمني وتولّني لا إله إلا أنت.

اللهم ربّي يا واسع الفضل والرّحمة تولّ أمري وأحسن خلاصي، اللهم لا تدع لي ذنباً إلا غفرته ولا همّاً إلا فرّجته ولا حاجةً من حوائج الدّنيا والآخرة لك فيها رضىً ولنا فيها صلاح إلا يسّرتها وقضيتها برحمتك.

لا تنس ذكر الله

إقرأ المزيد :