معركة الجسر
إحدى المعارك التى دارت بين المسلمين والفرس سنة (١٣ هـ)، أثناء فتوحات المسلمين فى العراق (بلاد فارس آنذاك). وسميت باسم الجسر لأن المسلمين أقاموا جسرًا على «نهر الفرات» لعبور قواتهم البالغة تسعة آلاف جندى، كما سميت باسم قس الناطف.
وكان جيش المسلمين بقيادة أبى عبيد بن مسعود الثقفى، في حين كان جيش الفرس بقيادة بهمس جازويه المعروف بذي الحاجب. وفى بداية المعركة عبر أبو عبيد الجسر بجيشه، وكان عبورهم النهر خطأ عسكريًا جسيمًا وقع فيه «أبو عبيد»، ولم يستمع إلى نصيحة قادة جيشه ومنهم «المثنى بن حارثة»، الذين نبهوه إلى خطورة ذلك، وأن موقف المسلمين غربى النهر أفضل وضع لهم، وليتركوا قوات الفرس تعبر إليهم، فإذا انتصروا كان عبور النهر إلى الشرق أمرًا سهلا، وإذا انهزموا كانت الصحراء وراءهم يتراجعون فيها، ليعيدوا ترتيب أوضاعهم، لكن «أبا عبيد» لم يستجب لهم، والتقى بجيش الفرس الذى كان يتقدمه مجموعة كبيرة من الفيلة الضخمة التى أخافت خيول المسلمين وأربكت حركتهم؛ فاضطربت صفوف المسلمين، واستشهد عدد كبير منهم، ثم أمر أبو عبيد جيشه بقتل الفيلة أولاً ففعلوا ذلك، وقد أُصيب أبو عبيد بضربة شديدة أدت إلى استشهاده، فتناوب عدد من الفرسان المسلمين اللواء فاستشهدوا، ثم تسلّم المثنّى بن حارثة اللواء، فأمر المسلمين بالتراجع حتى ينظموا صفوفهم، ولكن الجسر انكسر بمقدمتهم؛ فانحصر المسلمون فى أرض المعركة فاستشهد منهم عدد كبير قتلاً وغرقًا، فى حين قتل من جيش الفرس نحو ستة آلاف مقاتل.
أكثر من الصلاة على النبي يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
0
إقرأ المزيد :
الفئة: مواضيع دينية منوعة