آداب الطعام

 آداب الطعام

من آداب الطعام



للطعام آداباً منها:

  • غسل اليدين قبل الطعام؛ حتى يأكل بيد نظيفة، وتجب التسمية, والأكل باليمين وممَّا يلي، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمر بن أبي سلمة -رضي الله عنهما-: "يَا غُلاَمُ! سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ"
    كما ورد النهي عن الأكل بالشمال، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لَا يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشِمَالِهِ، وَلَا يَشْرَبَنَّ بِهَا؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِهَا"
    ومن نسي التسمية في أول الطعام فليسمِّ في أثنائه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلْيَقُلْ: بِسْمِ الله، فَإِنْ نَسِيَ فِي أَوَّلِهِ؛ فَلْيَقُلْ: بِسْمِ الله فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ", وبالتسمية تحصل البركة في الطعام، قالت عائشة -رضي الله عنها-: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأكل طعاماً في ستةٍ من أصحابه, فجاء أعرابي فأكله بلقمتين؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَمَا إِنَّهُ لَوْ سَمَّى لَكَفَاكُمْ"
    وكذلك تحل البركة في الاجتماع على الطعام، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الِاثْنَيْنِ يَكْفِي الْأَرْبَعَةَ، وَطَعَامُ الْأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ"؛ قال النووي -رحمه الله-: "هَذَا فِيهِ الْحَثُّ عَلَى الْمُوَاسَاةِ فِي الطَّعَامِ، وَأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا حَصَلَتْ مِنْهُ الْكِفَايَةُ الْمَقْصُودَةُ, وَوَقَعَتْ فِيهِ بَرَكَةٌ تَعُمُّ الْحَاضِرِينَ عَلَيْهِ, وَالله أَعْلَمُ"

  • ومن آداب الطعام: عدم الإسراف في الأكل، قال -تعالى-: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾[الأعراف: 31], وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما مَلأ آدمِيٌّ وعاءً شرّاً مِنْ بطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدمَ أُكَيْلاتٍ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإنْ كانَ لا مَحالَة؛ فثلُثٌ لِطَعامِهِ، وثلُثٌ لِشرابِهِ، وثُلُثٌ لِنَفَسِهِ", قال ابن القيم -رحمه الله-: "إِنَّ الْبَطْنَ إِذَا امْتَلَأَ مِنَ الطَّعَامِ ضَاقَ عَنِ الشَّرَابِ، فَإِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ الشَّرَابُ ضَاقَ عَنِ النَّفَسِ، وَعَرَضَ لَهُ الْكَرْبُ وَالتَّعَبُ؛ بِحَمْلِهِ بِمَنْزِلَةِ حَامِلِ الْحِمْلِ الثَّقِيلِ، هَذَا إِلَى مَا يَلْزَمُ ذَلِكَ مِنْ فساد القلب، وكسل الجوارح عن الطاعات، وَتَحَرُّكِهَا فِي الشَّهَوَاتِ الَّتِي يَسْتَلْزِمُهَا الشِّبَعُ, فَامْتِلَاءُ الْبَطْنِ مِنَ الطَّعَامِ مُضِرٌّ لِلْقَلْبِ وَالْبَدَنِ, هَذَا إِذَا كَانَ دَائِمًا أَوْ أَكْثَرِيَّا, وَأَمَّا إِذَا كَانَ فِي الْأَحْيَانِ، فَلَا بَأْسَ بِهِ؛ فَقَدْ شَرِبَ أَبُو هُرَيْرَةَ بِحَضْرَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ اللَّبَنِ، حَتَّى قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا, وَأَكَلَ الصِّحَابَةُ بِحَضْرَتِهِ مِرَارًا حَتَّى شَبِعُوا"

  • ومن آداب الطعام: عدم عيبه؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "مَا عَابَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَعَامًا قَطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِلَّا تَرَكَهُ", قال النووي -رحمه الله-: "هَذَا مِنْ آدَابِ الطَّعَامِ الْمُتَأَكَّدَةِ وَعَيْبُ الطَّعَامِ كَقَوْلِهِ: مَالِحٌ، قَلِيلُ الْمِلْحِ, حَامِضٌ, رقيق, غليظ, غير ناضج ونحو ذلك"

  • ومن آداب الطعام: عدم الأكل متكئاً، قال النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لاَ آكُلُ مُتَّكِئًا"

  • ومن آداب الطعام: استحباب رفع اللقمة إذا وقعت, وإماطة ما بها من الأذى ثم ليأكلها، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْهَا، فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى وَلْيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ، وَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَ أَصَابِعَهُ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ الْبَرَكَةُ", كما ثبت في صحيح مسلم: "أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأكل بثلاث أصابع".

  • ومن آداب الطعام: الأكل من حافتي الطعام لا من وسطه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "البَرَكَةُ تَنْزِلُ وَسَطَ الطَّعَامِ، فَكُلُوا مِنْ حَافَتَيْهِ، وَلَا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهِ"

  • ومن آداب الطعام: عدم أكله حتى يذهب بخاره؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: "لَا يُؤْكَلُ طَعَامٌ حَتَّى يَذْهَبَ بُخَارُهُ"

  • ومن آداب الطعام: سلت القصعة وهي الصحن والإناء الذي يوضع فيه الطعام, والسلت: مسحها وأكل ما بقي فيها من الطعام؛ لحديث أنس -رضي الله عنه- في صحيح مسلم أنَّه قال: "وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ"، وقَالَ: "فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمُ الْبَرَكَةُ", وهذا ديدن بعض كبار السنِّ ممَّن أدركناهم...

  • ومن آداب الطعام: عدم النفخ فيه أو في الشراب؛ لما في النفخ فيه من تقذُّر الناس لذلك فيعافه الطاعم له؛ عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ"

  • ومن آداب الطعام: سلت القصعة وهي الصحن والإناء الذي يوضع فيه الطعام, والسلت: مسحها وأكل ما بقي فيها من الطعام؛ لحديث أنس -رضي الله عنه- في صحيح مسلم أنَّه قال: "وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ"، وقَالَ: "فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمُ الْبَرَكَةُ", وهذا ديدن بعض كبار السنِّ ممَّن أدركناهم وممَّن وفَّقهم الله؛ فإنَّهم يحرصون على سلت ما تبَّقى في صحفة وآنية طعامهم؛ اتِّباعاً للسنة، وحفظاً للنعمة وكرامة لها.

  • وللمضِيف أن يُخبر عن نوع الطعام إن لم يعرفه الضيوف؛ عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنَّ خالد بن الوليد -رضي الله عنه- أخبره: "أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى مَيْمُونَةَ، وَهِيَ خَالَتُهُ وَخَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهم-، فَوَجَدَ عِنْدَهَا ضَبًّا مَحْنُوذًا، قَدْ قَدِمَتْ بِهِ أُخْتُهَا حُفَيْدَةُ بِنْتُ الحَارِثِ مِنْ نَجْدٍ، فَقَدَّمَتِ الضَّبَّ لِرَسُولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَكَانَ قَلَّمَا يُقَدِّمُ يَدَهُ لِطَعَامٍ حَتَّى يُحَدَّثَ بِهِ وَيُسَمَّى لَهُ، فَأَهْوَى رَسُولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَهُ إِلَى الضَّبِّ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسْوَةِ الحُضُورِ: أَخْبِرْنَ رَسُولَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا قَدَّمْتُنَّ لَهُ، هُوَ الضَّبُّ يَا رَسُولَ الله!؛ فَرَفَعَ رَسُولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَهُ عَنِ الضَّبِّ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ: أَحَرَامٌ الضَّبُّ يَا رَسُولَ الله؟! قَالَ: "لاَ؛ وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ", قَالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ فَأَكَلْتُهُ، وَرَسُولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْظُرُ إِلَيَّ

  • ومن آداب الطعام: حمد الله بعد الانتهاء منه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا, أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا", قال النووي -رحمه الله-: "الْأَكْلَةُ هُنَا بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَهِيَ المرة الواحدة من الأكل كالغداء والعشاء، وفيه استحباب حمد الله -تَعَالَى- عَقِبَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، وَقَدْ جَاءَ فِي الْبُخَارِيِّ صِفَةَ التَّحْمِيدِ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ, غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُودَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا"، وَجَاءَ غَيْرُ ذَلِكَ، ولو اقتصر عَلَى الْحَمْدِ لله حَصَّلَ أَصْلُ السُّنَّةِ", وفي رواية عند البخاري: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ -وَقَالَ مَرَّةً: إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ- قَالَ: "الحَمْدُ لله الَّذِي كَفَانَا وَأَرْوَانَا، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلاَ مَكْفُورٍ".

  • ومن آداب الطعام: غسل اليدين, والمضمضة بعد الطعام؛ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ -رضي الله عنه- قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى خَيْبَرَ، فَلَمَّا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ دَعَا بِطَعَامٍ، فَمَا أُتِيَ إِلَّا بِسَوِيقٍ، فَأَكَلْنَا، "فَقَامَ إِلَى الصَّلاَةِ فَتَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا"
    ومن أراد أن يأكل تمراً عتيقاً، فله أن يُخرج السوس منه؛ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ أُتِيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِتَمْرٍ عَتِيقٍ "فَجَعَلَ يُفَتِّشُهُ؛ يُخْرِجُ السُّوسَ مِنْهُ"

لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية