الإبتلاء ( مع دعاء لرفع البلاء)

الإبتلاء ( مع دعاء لرفع البلاء)

لماذا يبتلينا الله ؟


يبتلي الله سبحانه وتعالى عباده بالمصائب والبلايا لتكون كفارات لذنوبهم ، ولتمحى سيئاتهم ، وذلك أن الله إذا أحب عبدٍ ابتلاه ليغفر له ذنوبه .

وكان أكثر الناس إبتلاءً الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ، ومن ثم عباد الله الصالحين ، ولقد جاء في الحديث ، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً ؟ قال : « الأنبياءُ ثمَّ الأمثلُ فالأمثلُ ، يُبتلَى الرَّجلُ على حسْبِ دِينِه ، فإن كان دِينُه صُلبًا اشتدَّ بلاؤُه ، وإن كان في دِينِه رِقَّةٌ ابتلاه اللهُ على حسْبِ دِينِه فما يبرَحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يمشيَ على الأرضِ وما عليه خطيئةٌ» . صحيح الترغيب

آيات عن الإبتلاء


﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾ [الشورى: ٣٠]
﴿وَقَطَّعناهُم فِي الأَرضِ أُمَمًا مِنهُمُ الصّالِحونَ وَمِنهُم دونَ ذلِكَ وَبَلَوناهُم بِالحَسَناتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾ [الأعراف: ١٦٨]
﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَموالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصّابِرينَ﴾ [البقرة: ١٥٥]
﴿كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَنَبلوكُم بِالشَّرِّ وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَينا تُرجَعونَ﴾ [الأنبياء: ٣٥]

هذه الآيات دعوة من الله إلى عباده للعودة إلى طاعة وإلى التوبة إليه وإلى النظر فيما ينفعهم ، والآيات في هذا المعنى كثيرة، فقد بين سبحانه وتعالى أنه في ابتلاءه لعباده حكم وأسرار ، ومن صبر على الإبتلاء وشكر الله تعالى على كل حال صارت عاقبته حميدة ومن كفر صارت عاقبته وخيمة .

كما جاء في الحديث : عَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: « عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ». رواه مسلم.

كما يقول إبن باز رحمه الله في الإبتلاء : "فالحاصل أنه قد يكون البلاء لرفع الدرجات وإعظام الأجور كما يفعل الله بالأنبياء وبعض الأخيار، وقد يكون لتكفير السيئات كما في قوله تعالى: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء:123] وقول النبي ﷺ: « ما أصاب المسلم من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا حزن ولا أذى إلا كفر الله به من خطاياه حتى الشوكة يشاكها»، وقوله ﷺ : «من يرد الله به خيرا يصب منه»، وقد يكون ذلك عقوبة معجلة بسبب المعاصي وعدم المبادرة للتوبة كما في الحديث عنه ﷺ أنه قال: « إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة» خرجه الترمذي وحسنه " .

فوائد الإبتلاء


إذا الإبتلاء له فوائد للعبد في الدنيا والآخرة نذكر منها :

  • تكفير الذنوب ومحو السيئات .

  • رفع الدرجات في الآخرة .

  • رفع المنزلة في الآخرة .

  • التفكر بالتقصير الحاصل في حق الله ومراجعة النفس .

  • التوبة الى الله تعالى والإنكسار بين يديه .

  • زيادة تعلق العبد بربه .

  • قوة الإيمان بقضاء الله وقدره .

  • اليقين بأن كل أمور العبد بيد الله وحده ، فلا ينفه ولا يضر الا الله سبحانه وتعالى .

  • تذكر الآخرة وأن الدنيا هي دار الفناء.


  • ماذا يفعل العبد حين وقوع البلاء؟


  • اليقين بأن هذا البلاء من عند الله ، وتسليم الأمر له .

  • الإلتزام بالشرع ، فلا يخالف أمر الله ، فلا يسخط ولا يسب الدهر .

  • التعاطي بالأسباب النافعة لرفع البلاء .

  • التوبة إلى الله .

  • الصبر على البلاء دون سخط والإكثار من الدعاء .


كيف يرفع الله البلاء ؟


قال الحافظ ابن حجرٍ رحمه الله: "قال الطيبيُّ: أُمِروا باستدفاعِ البلاء بالذِّكر والدعاء والصلاة والصدقة".

فعلى العبد أن يحرص على أداء العبادات التي تدفع البلاء ، ومنها:

  • الصلاة بخشوع وطمأنينة .
    قال العلامة ابن القيم رحمه الله : وللصلاة تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا, ولا سيما إذا أُعطيت حقها من التكميل ظاهراً وباطناً, فما استُدفعت شرور الدنيا والآخرة, ولا استجلبت مصالحهما بمثل الصلاة, وسرُّ ذلك أن الصلاة صِلة بالله عز وجل, وعلى قدر صلة العبد بربه عز وجل تفتح عليه من الخيرات أبوابها, وتنقطع عنه من الشرور أسبابها, وتُفيضُ عليه مواد التوفيق من ربه عز وجل, والعافية والصحة, والغنيمة والغنى, والراحة والنعيم والأفراح والمسرات, كلها محضرة لدية, ومسارعة إليه.

  • ملازمة الإستغفار :
    إن الإستغفار من أهم أسباب رفع البلاء ، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: ٣٣].

    وعن فضالة بن عُبَيد رضي الله عنه، عن النبي ﷺ أنه قال: « العبدُ آمنٌ مِن عذاب الله ما استغفَرَ اللهَ». أخرجه أحمد

    ابن عباسٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَن لزِم الاستغفارَ جعَل اللهُ له مِن كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ومِن كل همٍّ فرجًا، ورزقه مِن حيث لا يحتسب» أخرجه أحمد

  • الدعاء بتضرُّع وإلحاح:
    قال العلامة ابن القيم رحمه الله: «الدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدوُّ البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنعُ نزولَه»

  • الصدقة وتفريج الكروب:
    قال العلامة ابن القيم: « للصدقة تأثيرٌ عجيب في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم، بل مِن كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعًا من البلاءِ، وهذا أمرٌ معلوم عند الناس، خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلُّهم مُقِرُّون به؛ لأنهم قد جرَّبوه, وقال رحمه الله: "في الصدقة فوائدُ ومنافع لا يحصيها إلا الله؛ فمنها أنها تقي مصارعَ السوء، وتدفع البلاء حتى إنها لتدفَعُ عن الظالم» .

ذكر من السنة للوقاية من البلاء


عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ : « مَنْ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ» سنن أبي داوود

دعاء لرفع البلاء


  • اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ التَرَدِّي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَقِ، وَالحَرْقِ، وَالهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَ المَوْتِ. وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيِغَاً. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ، وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ، وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ، وَالجُبْنِ. وَضَلْعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.

  • اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ، وَدَرْكِ الشَقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ.

  • اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيِعِ سَخَطِكَ.
  • يا عَليمُ يا حَليم، أنتَ بِحالَتي عَليم، وَعَلَى خَلاصي قَدير، وَهُوَ عَلَيكَ يَسير، فَامنُن عَلَيَّ بِقَضائِها يا أكرَمَ الأكْرَمينَ. يا أجْوَدَ الأجوَدينَ، وَيا أسرَعَ الحاسبِينَ، يا رَبَّ العالمَين.

  • اللَّهُمَّ ارزقنا الْصَبْرْ والرِضَا واصْرِفْ عَنَا اليَأْس والسَخَطْ وارْزُقنَا العَافِية في الدِين والدُنيَا والآخِرَة وصَلِ اللَّهُمَّ وَسَلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

لا تنس ذكر الله
لا إله إلا الله
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية