التنديد باليهود وذكر خبثهم

التنديد باليهود وذكر خبثهم

التنديد باليهود وذكر خبثهم والتحذير منهم(خطبة)


الحمدُ لله نحمَده، ونستعينُه ونستهدِيه، ونستغفرُه ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شُرور أنفسِنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله؛ حفظه من كيد الكائدين، ونجَّاه من مكر الماكرين، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحابته, المؤازرين له والصادقين في نُصرَته، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ: فيا عبادَ الله:

اتَّقوا الله - تعالى - وتُوبوا إليه، واعرفوا الصديقَ من العدوِّ، ومَن عَداوته في العقيدة والدِّين، واعلَمُوا أنَّ ألدَّ عدوٍّ للمؤمنين هم اليهود - عليهم لعائن الله المتتابعة - يقول - جلَّ وعلا -: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ [المائدة: 82].

فكُفر اليهود كفرُ عنادٍ وجُحود، وهم أخبث خلق الله على البسيطة، طُغاة بُغاة مُفسِدون في الأرض، قتلوا كثيرًا من الأنبياء، وهمُّوا بقتل نبيِّنا - صلواتُ الله وسلامُه عليه - وسموه وسحروه، وألَّبوا عليه المشركين، فنقضوا العهود والمواثيق، فهم خوَنَة مكَّارون خدَّاعون، ومن خُبثهم أنهم وصَفُوا الله - تعالى عن قولهم علوًا كبيرًا - بأنَّه بخيل: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ﴾ [المائدة: 64].

وقالوا: إنَّ الله فقير ونحن أغنياء - عليهم لعائن الله المتتابعة - فخبثهم قديم، ومكرهم ظاهر، ولا غَرابة أنْ يفعلوا ما فعلوا في القُدس الشريف، القبلة الأولى وثالث الحرمين الشريفين من انتهاك وتخريب ومنع المصلين من الصلاة فيه، فهم يحلمون بأحلام ويُفكِّرون في تحقيقها، ويرَوْن أنهم سيُسَيْطرون على العالم، ويستولون على الأموال، ولكنَّهم لجبنهم وهلعهم وعدم استِطاعتهم المجابهةَ، يُثِيرون الفتن ويحيكون المؤامرات، ويشغلون غيرهم بالحروب والمنازعات، والانغماس في الملذَّات، وفي اللهو واللعب، حتى يتفرَّغوا - بزعْمهم - لما يحلمون به، ولكنَّ الله قد أذلَّهم وخذلهم؛ قال - تعالى -: ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 112].



وقال - جلَّ وعلا -: ﴿ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ﴾ [الحشر: 14].



فهم جُبَناء لا يُبارِزون في القتال، وإنما يقاتلون وهم في حُصونهم أو من وَراء جدر، فلو صدق المسلمون في قتالهم، وقاموا صفًّا واحدًا كما أمرهم الله، لما وقف اليهود وأعوانهم أمامَ المسلمين، ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوةٌ حسنةٌ؛ فقد أجلى يهود بني النضير لما خانوا العهد، وأجلى يهود المدينة، وقتل مَن قتل من مُقاتِلي بني قُرَيظة، وسبى ذراريهم، وقسَّم أموالهم بعد أنْ حكم فيهم سعد بن معاذ - رضِي الله عنه - وذلك بعد خِيانتهم.



فتلك من أفعال اليهود، وغدرهم وخيانتهم، فقد عُرِفُوا بذلك من قديم الزمان، ومع ذلك فهم أجبن الخلق، ولكن أين الصادقون في جِهادهم وقتالهم، والمخلصون في نصر دِين الإسلام؟ فإنَّ الله ينصر مَن ينصره، وحتى لو كان مع اليهود مَن يُعينهم فإنَّ الجميع مخذولون أمامَ قوَّة الله وجُنده، كما أنَّ مَن يُعِينهم يعرف أنهم يُفكِّرون في القضاء عليهم، ولكنَّ الكفر ملَّة واحدة، والجميع حربٌ على الإسلام والمسلمين، والله - سبحانه وتعالى - ناصرٌ دينَه، ومُعلٍ كلمتَه، ولكن يبتلي عباده ليظهر الصادق والمخلص لدِينه.



فعلى المسلمين جميعًا شُعوبًا وولاةً أنْ يتَّقوا الله في أنفسهم، ويرجعوا إلى ربهم، ويُصحِّحوا أوضاعهم، وينبذوا الخلافات فيما بينهم، ويجتمعوا على عقيدةٍ واحدة هي: لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، ويحكموا كتابَ الله وسنَّةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلا قومية ولا حزبية، وإنما لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويستعدُّوا بالقوة الحسيَّة التي أمر الله بها بقوله - جلَّ وعلا -: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ [الأنفال: 60].



فإذا اجتمعت القوَّة المعنوية، وهي العقيدة الخالصة الصافية من كلِّ ما يشوبُها، والقوَّة الحسية التي أمَر الله بها، واجتمع المسلمون صفًّا واحدًا، وصدَقوا مع الله - فإنَّ الله ينصرهم، أمَّا إنْ بقي المسلمون ومَن يدَّعون الإسلام على تشتُّتهم واختلاف مذاهبهم، وتعصُّبهم لآرائهم، وتناحرهم فيما بينهم، وإهلاك حرثهم ونسلهم، وضَياع أموالهم في دَمارهم، فإنَّ هذا ما يريده أعداء الإسلام والمسلمين من يهودٍ وغيرهم، فلا بُدَّ من اليقظة والانتباه من السَّكرة، والاجتماع تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، والاستعداد بالقوَّة لأعداء العقيدة، فإنَّنا على خطرٍ إنْ لم نتدارك الأمر.



وفَّقنا الله جميعًا لما يرضيه، وجنَّبنا مساخطه ومعاصيه، ووفَّقنا للاستعداد للأعداء، ونصر دِينَه، إنه سميع مجيب.



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

قال الله العظيم: ﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [الحشر: 2].



بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكِيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيمُ.



أقولُ هذا وأستغفر الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائِر المسلمين من كلِّ ذنبٍ، فاستغفروه إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.

واعلموا أنَّ أعداء الإسلام من اليهود قد انتهكوا بيت المقدس، وحاولوا تخريبه، وشرَّدوا أبناء فلسطين، واستولوا على الكثير من بلادهم وأرضيهم، وأخذوا يتوسَّعون في البلاد، ويحاولون تحقيقَ أحلامهم ومطامعهم، ولن يقتصروا في رأيهم على ما فعلوا، ومن المأسوف له أنَّ الكثير من المسلمين ينتظرون النصرَ والتأييدَ من أعدائهم، ويحاولون أنْ ينالوا شيئًا من ذلك ولو بالكلام، وقد مرَّت عليهم سنون طويلة، وعرفوا أنَّ أعداءَهم لم يعملوا لهم شيئًا، ومع هذا فهم ما زالوا يستنجدون واليهود يقولون ويفعلون، والمسلمون ينتظرون، والمسجد الأقصى يُنتَهك، وبلاد المسلمين تُغتَصب، ويشرد أهلها، إنه خزي وعار أنْ تتحدَّى شرذمة من اليهود ممَّن ضُرِبتْ عليهم الذلَّة، وتتحدَّى مئات الملايين من المسلمين، ومَن يدَّعون الإسلام، أولئك الذين تمزَّقوا وتشتَّتوا بفعل أعدائهم، ولم يصحوا ويرعووا، إنها الذلَّة والمهانة في ذلك التمزُّق والتشتُّت.



فاتقوا الله أيها المسلمون جميعًا، ارجعوا إلى الله وتمسَّكوا بدينه، وكونوا يدًا واحدة، وصفًّا واحدًا.

لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية