الثبات وأسبابه

الثبات وأسبابه

الثبات وأسبابه


سنقف وإياكم في هذه الدقائق الغالية مع الثبات، وأسباب الثبات لعلنا نكون وإياكم ممن ثبَّتهم الله على الحق حتى ماتوا عليه.

نتكلم على الثبات في وقت نرى فيه فتناً كقطع الليل المظلم، فتناً ربما لو فكَّر فيها الرجل العاقل لشرد ذهنه وانخلع قلبه مما يرى، ولكن اعلم أخي المسلم أن الثبات على الحق والتمسك به من صفات المؤمنين الصادقين، قال تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27].

وقدوتنا في ذلك هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد لاقى ما لاقى ومع ذلك كان أشد ثباتًا حتى بلَّغ رسالة ربه على أتم وجه.

إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يُصرِّفها كيف شاء فعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء، ثم قال: اللهم مصرف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك» [رواه مسلم].

وهذا أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر في دعائه: «يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك»، قال: فقلت: يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به، هل تخاف علينا؟ قال: «نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله، يقلّبها كيف يشاء» [أخرجه الترمذي في جامعه وابن ماجه في سننه بإسناد صحيح].

وما سُمِّي الإنسان إلا لِنَسْيِه
             ولا القلب إلا أنه يتقلّبُ

ومصداق هذا كله مشاهَد ملموس في واقع الناس، فكم من روضةٍ أمست وزهرها يانع عميم أصبحت وزهرها يابس هشيم، فبينا ترى الرجل من أهل الخير والصلاح ومن أرباب التقى والفلاح، قلبه بطاعة ربه مشرق سليم إذا به انقلب على وجهه فترك الطاعة وتقاعس عن الهدى، وبينا ترى الرجل من أهل الخنا والفساد أو الكفر والإلحاد قلبه بمعصية الله مظلم سقيم إذا به أقبل على الطاعة والإحسان وسلك سبيل التقى والإيمان.

إن تذكر هذا الأمر لتطير له ألباب العقلاء، وتنفطر منه قلوب الأتقياء، وتنصدع له أكباد الأولياء، كيف لا، والخاتمة مغيّبة والعاقبة مستورة والله غالبٌ على أمره والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد قال: «فو الذي لا إله غيره! إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها». [متفق عليه].

عباد الله: اعلموا أنه على قدر ثبات العبد على الصراط، الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار يكون ثباته على الصراط المنصوب على متن جهنم، وعلى قدر سيره على هذا الصراط في الدنيا يكون سيره على ذلك الصراط، فمنهم من يمر مر البرق، ومنهم من يمر مر كالطرف، ومنهم كالريح ومنهم من يمشي مشياً، ومنهم من يحبو حبواً، ومنهم المخدوش، ومنهم من يسقط في جهنّم، وهل تجزون إلا ما كنتم تعملون، ولذا نحن في اليوم مرات ومرات ندعو الله أن يثبّتنا على الصراط المستقيم، ونقول: ﴿ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6-7].

يا رب ثبّتنا على طريق الصالحين طريق الإيمان طريق التقوى طريق التوحيد طريق الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

فيا عباد الله: عليكم أن تجتهدوا في أخذ أسباب الثبات، وسنن الله ثابتة لا تتغير، ﴿ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 62] [الفتح: 23].

من أسباب حصول الثبات على الحق والهدى والدين والتقى


فمن أسباب حصول الثبات على الحق والهدى والدين والتقى:

  • أولاً: الشعور بالفقر إلى تثبيت الله تعالى؛ لأنه لا غنى لنا عن تثبيته طرفة عين، فإن لم يثبتنا الله زالت سماء إيماننا وأرضُه عن مكانها، وقد قال مخاطباً خير خلقه وأكرمهم عليه بقوله: ﴿ وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ﴾ [الإسراء: 74].
    وقال تعالى: ﴿ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الأنفال: 12].
    وكان نبينا - صلى الله عليه وسلم - يكثر من قوله: «لا، ومُصرِّف القلوب» [رواه ابن ماجه بسند جيد]، مما يؤكد أهمية استشعار هذا الأمر واستحضاره.

  • ثانياً: من أسباب الثبات على الخير والصلاح الإيمان بالله تعالى. قال - عز وجل -: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة ﴾ [إبراهيم: 27].

    والإيمان الذي وعد أهله وأصحابه بالتثبيت هو الذي يرسخ في القلب، وينطق به اللسان، وتُصدِّقه الجوارح والأركان، فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، فالالتزام الصادق في الظاهر والباطن، والمنشط والمكره، هو أعظم أسباب التثبيت على الصالحات.
    قال الله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً ﴾ [النساء: 66].
    فالمثابر على الطاعة المداوم عليها المبتغي وجه الله بها موعودٌ عليها بالخير والتثبيت من الله مقلب القلوب ومصرفها.

  • ثالثاً: ومن أسباب الثبات على الطاعة والخير: ترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها..
    فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب، فقد قال صل الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن».
    وأما الصغائر فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «إياكم ومحقرات الذنوب كقوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه». [رواه أحمد وابن ماجه، وهو في السلسلة الصحيحة «389»].

  • رابعاً: من أسباب الثبات على الإسلام والإيمان الإقبال على كتاب الله تلاوة وتعلماً وعملاً وتدبراً:
    فإن الله تعالى أخبر بأنه أنزل هذا الكتاب المجيد تثبيتاً للمؤمنين وهداية لهم وبشرى قال الله تعالى: ﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل:102].
    فكتاب الله هو الحبل المتين والصراط المستقيم والضياء المبين لمن تمسك به وعمل.

  • خامسًا: من أسباب الثبات على الصالحات عدم الأمن من مكر الله: فإن الله قد حذر عباده مكره فقال - عز وجل -: ﴿ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 99].
    وقد قطع خوف مكر الله تعالى ظهور المتقين المحسنين وغفل عنه الظالمون المسيئون كأنهم أخذوا من الله الجليل توقيعاً بالأمان وقال الله تعالى: ﴿ أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ ﴾ [القلم: 40].
    أما المحسنون من السلف والخلف فعلى جلالة أقدارهم وعمق إيمانهم ورسوخ علمهم وحسن أعمالهم، فقد سلكوا درب المخاوف يخافون سلب الإيمان وانسلاخ القلب من تحكيم الوحي والقرآن حتى صاح حاديهم يقول:

    والله ما أخشى الذنوب فإنها
    لعلى سبيل العفو والغفرانِ
    لكنما أخشى انسلاخ القلب من
    تحكيم هذا الوحي والقرآنِ

    فالحذر الحذر من الأمن والركون إلى النفس فإنه مادام نَفَسُك يتردد فإنك على خطر قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: «إن العبد إذا علم أن الله مُقلّب القلوب، وأنه يحول بين المرء وقلبه، وأنه تعالى كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء، ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء فما يؤمّنه أن يقلب الله قلبه ويحول بينه وبينه ويزيغه بعد إقامته».

    وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بقوله: ﴿ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ﴾ [آل عمران: 8]، فلولا خوف الإزاغة لما سألوه أن لا يزيغ قلوبهم.

  • سادساً: من أسباب الثبات على الهدى والحق سؤال الله التثبيت: فإن الله هو الذي يثبتك ويهديك، فألح على الله تعالى بالسؤال أن يربط على قلبك ويثبتك على دينك فالقلوب ضعيفة والشبهات خطّافة والشيطان قاعد لك بالمرصاد، ولك فيمن تقدَّمك من المؤمنين أسوة حسنة فإن من دعائهم: ﴿ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].
    وما ذكره الله تعالى عنهم: ﴿ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 250]. وقد كان أكثر دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك».

  • سابعاً: من أسباب الثبات على الإيمان نصرُ دين الله الواحد الديان ونصر أوليائه المتقين: قال الله تعالى: ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7].
    ونصر دين الله تعالى وأوليائه يكون بطرائق عديدة لا يحدها حدّ، ولا تقف عند رسم، فالدعوة إلى الله بجميع صورها نصر لدين الله، وطلب العلم نصرٌ لدين الله، والعمل بالعلم نصرٌ لدين الله، وجهاد الكفار والمنافقين والعصاة نصرٌ لدين الله، والرد على خصوم الإسلام وكشف مخططاتهم نصرٌ لدين الله، والبذل في سبيل الله والإنفاق في وجوه البر نصرٌ لدين الله، والذب عن أهل العلم والدعوة وأهل الخير والصحوة نصرٌ لدين الله، وطرائق نصر دين الله وأوليائه كثيرة جعلنا الله وإياكم من أوليائه وأنصار دينه.

    قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -:
    هذا ونصر الدين فرضٌ لازم
    لا للكفاية بل على الأعيان
    بيد وإما باللسان فإن عجز
    ت فبالتوجه والدعا بجنان

  • ثامناً: من أسباب الثبات على الهدى الرجوعُ إلى أهل الحق والتقى من العلماء والدعاة:
    فهم أوتاد الأرض ومفاتيح الخير ومغاليق الشر، فافزع إليهم عند توالي الشبهات وتعاقب الشهوات قبل أن تنشب أظفارها في قلبك فتوردك المهالك، قال ابن القيم - رحمه الله تعالى- حاكياً عن نفسه وأصحابه: "وكنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت بنا الظنون، وضاقت بنا الأرض أتيناه، أي شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله عنا وينقلب انشراحاً وقوة ويقيناً وطمأنينة".

  • تاسعا: من أسباب الثبات على الحق والتقى الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي:
    فإنه لن يحصل العبد الخيرات إلا بهذا، وقد أمر الله تعالى نبيه بالصبر، فقال: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الأنعام: 52]، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وما أعطي أحدٌ عطاء خيراً وأوسع من الصبر» [رواه مسلم].

    فالصبر مثل اسمه مُرٌ مذاقته             لكن عواقبه أحلى من العسلِ

  • عاشرا: من أسباب الثبات على الحق والهدى ترك الظلم:
    فالظلم عاقبته وخيمة، وقد جعل الله التثبيت نصيب المؤمنين والإضلال حظ الظالمين، فقال جل ذكره: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27].

    فاتقوا الظلم أيها المؤمنون، اتقوا ظلم أنفسكم بالمعاصي والذنوب، واتقوا ظلم أهليكم بالتفريط في حقوقهم والتضييع لهم، واتقوا ظلم من استرعاكم الله إياهم من العمال ونحوهم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.

    قال صلى الله عليه وسلم: «تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودًا عودًا، فأيما قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأيما قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين: قلب أبيض كالصفا، وقلب أسود مرباداً كالكوز مجخياً - أي مقلوبًا - لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكرًا» [رواه مسلم في صحيحه عن حذيفة بن اليمان].

    وهذه صفة أهل النار ويقول صلى الله عليه وسلم: «تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش» [رواه البخاري].

    ومن المعروف أن الدينار مملوك والعبد مالك للدينار، فكيف يكون الدينار هو المالك والعبد هو المملوك؟

    من ذلك يتبين لنا أن العبد إذا انشغل بجمع الدينار وتركَ عبادة الله كان عبدًا للدينار من دون الله ولذلك يدعو الرسول - صلى الله عليه وسلم - على هذا الصنف فيقول: «تعس وانتكس».

    وأعجب من ذلك أن يكون المال سببًا في الانتكاس الكلي وهو الردة، فقد ثبت عند الإمام مسلم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أرسل عمر رضي الله عنه لجمع الزكاة فذهب إلى ابن جميل وكان فقيرًا فأغناه الله فطلب عمر منه الزكاة فمنع ولم يعترف بها قال تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [التوبة: 55-57].

  • الحادي عشر من أسباب الثبات على الدين والصلاح كثرة ذكر الله تعالى، كيف لا وقد قال جل شأنه: ﴿ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

    وقال - صلى الله عليه وسلم -: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت» [صحيح البخاري باب فضل الذكر «7 /168»].

    وقد أمر الله تعالى عباده بالإكثار من ذكره فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيرا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ﴾ [الأحزاب: 41-43]، فذكر الله كثيراً وتسبيحه كثيراً سبب لصلاته سبحانه وصلاة ملائكته التي يخرج بها العبد من الظلمات إلى النور، فيا حسرة الغافلين عن ربهم، ماذا حُرموا من خيره وفضله وإحسانه.

اللّهمّ صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية