الحديث السابع: الدين نصيحة - سلسلة الأربعين النووية
الحديث:
عَنْ أَبِيْ رُقَيَّةَ تَمِيْم بْنِ أَوْسٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النبي ﷺ قَالَ:
«الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ»،
قُلْنَا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟
قَالَ: «للهِ، ولكتابه، ولِرَسُوْلِهِ، وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، وَعَامَّتِهِمْ»
الشرح العام:
هذا حديث عظيم جامع، فيه بيان حقّ الله، وحقّ الكتاب، وحقّ الرسول، وحقّ الأئمة، وحقّ المسلمين، ما أبقى شيئًا، وقال في روايةٍ كررها ثلاثًا: الدين النَّصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، معناه: معظم الدين وخلاصته هي النَّصيحة، أي دين الإسلام والإيمان.
النصيحة تشمل:
- الإخلاص: أن تنصح بقلب صادق بدون مصلحة.
- الحرص على الخير للغير: أن تحب الخير للناس كما تحبه لنفسك.
- الإصلاح: سواء في نفسك أو في غيرك.
لمن تكون النصيحة؟
- لله: الإخلاص له، عدم الشرك، محبته، الخوف منه، الرجاء فيه.
- ولكتابه: الإيمان أنه كلامه، قراءته بتدبر، تطبيق أوامره، الدفاع عنه.
- ولرسوله: طاعته، اتباع سنته، نشر رسالته، محبته، الصلاة عليه.
- ولأئمة المسلمين: نصح الحاكم والعالم بالحكمة، عدم الغش أو الخيانة.
- ولعامتهم: النصح للناس، التعليم، التعاون، كف الأذى، عدم الغش.
الفوائد:
- النصيحة شاملة، لا تقتصر على الكلام فقط.
- الدين الحقيقي يظهر في الحرص على الخير للناس.
- من علامات الإيمان الصادق: أن تحب لغيرك ما تحبه لنفسك.
- يجب التفريق بين النصيحة والتشهير، فالنصيحة تكون بلطف وسر.
- الواجب على كل مسلم أن يكون ناصحًا وأمينًا في كل مجالات حياته.
تطبيق عملي:
جدد نيتك كل يوم: "أنا أتعلم/أعمل/أعيش لله".
فالواجب على كل مسلمٍ أن ينصح لله في توحيده والإخلاص له، وطاعة أوامره، وترك نواهيه عن إخلاصٍ، وعن متابعةٍ، وعن صدقٍ، لا عن رياء، ولا عن سمعةٍ، ولكن عن إيمانٍ وصدقٍ وإخلاصٍ لله؛ حتى يعبده وحده دون كلِّ ما سواه.
لا تنس ذكر الله