الدجًال

الدجًال

المسيح الدجّال


حدثنا النبي ﷺ بالعديد من القصص ، ولكن قصة المسيح الدجال تختلف عن سابقاتها ، فما مِن نبيٍّ إلَّا حذَّر أمَّتَه من الدَّجَّالَ؛ فهو أعظمُ فِتنةٍ ستَمُرُّ على البشريَّةِ، فمَن أدرَكَها ثمَّ حُفِظ منها فهو الموفَّقُ مِن اللهِ سبحانه وتعالى.

معنى المسيح الدجال

ذكر العلماء ما يزيد عن خمسين قولاً في معنى المسيح . وقالوا أن هذا اللفظ يطلق على الصدّيق وعلى الضلّيل الكذاب ، فالمسيح عيسى ابن مريم الصدّيق ، والمسيح الدجال هو الضلّيل الكذاب ، مسيح الضلالة يفتن الناس. كما قيل أنه سمي المسيح مسيحاً لأنه ممسوحُ العين كما ثبت في حديث نبي الله ﷺ ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ: «الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ العَيْنِ مَكْتُوبٌ بيْنَ عَيْنَيْهِ كافِرٌ، ثُمَّ تَهَجَّاها ك ف ر يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُسْلِمٍ». أخرجه الخاري ومسلم . وسمي الدجال دجالاً : لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم.

وصف المسيح الدجال

بيّن النبي ﷺ في أحاديث كثيرةٍ في الصحيحين وفي غيرهما صفات الدجال لئلا يغتر الناس به ، وليعلموا إذا خرج عليهم أنه الدجال الذي حذر منه ، فقال عليه السلام أنه شاب أحمر جسيم ، قصير القامة ، شعره شديد الجعودة ، غزير، أجلى الجبهة قد انحسر شعره عن مقدَّمة رأسه ، عريض النَّحر، فيه دَفَأ يعني انحناء ، أعور العين اليمنى كأنها عنبة بارزة ، وأعور اليسرى كما عند مسلمٍ ، ولكنَّ العور في اليمنى أظهر ، مكتوب بين عينيه كافر ، يقرؤها الكاتب وغير الكاتب . فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ﷺ: « بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ بَيْنَ رَجُلَيْنِ يَنْطُفُ رَأْسُهُ مَاءً فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا ابْنُ مَرْيَمَ . فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ جَعْدُ الرَّأْسِ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا هَذَا الدَّجَّالُ ، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ ». رواه البخاري

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال : « اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، أَلا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ .. » رواه البخاري

وفي الحديث الطويل الذي رواه النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : " ذكر رسول الله ﷺ الدجال ذات غَدَاةٍ فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فقال في وصف الدجال : « إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ – شديد جعودة الشعر- عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ » رواه مسلم

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِنِّي قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنْ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لا تَعْقِلُوا ، إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ أَفْحَجُ جَعْدٌ أَعْوَرُ مَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلا حَجْرَاءَ فَإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ » رواه أبو داود

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « .. وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلالَةِ فَإِنَّهُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ أَجْلَى الْجَبْهَةِ عَرِيضُ النَّحْرِ فِيهِ دَفَأٌ – إنحناء - .. » رواه أحمد

وعن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى ، جُفَالُ الشَّعَرِ – كَثِيرُهُ – مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ » رواه مسلم

وعن أنس رضي الله عنه : قال النبي ﷺ : « مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأَعْوَرَ الْكَذَّابَ أَلا إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ وَإِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ » رواه البخاري

وقال النووي : ،« الصحيح الذي عليه المحققون أن هذه الكتابة على ظاهرها ، وأنها كتابة حقيقية جعلها الله آية وعلامة من جملة العلامات القاطعة بكفره وكذبه وإبطاله يظهرها الله لكل مسلم كاتب وغير كاتب ، ويخفيها عمن أراد شقاوته وفتنته ، ولا امتناع في ذلك » شرح النووي لصحيح مسلم

من أين يخرج الدجال ؟

يخرج الدجال من جهة المشرق من خراسان ، من يهودية أصبهان ، ثم يسير في الأرض فلا يترك بلداً إلا دخله ، إلا مكة والمدينة ، فلا يستطيع دخولهما لأن الملائكة تحرسهما .

ففي حديث فاطمة بنت قيس أن النبي ﷺ قال في الدجال : « أَلا إِنَّهُ فِي بَحْرِ الشَّأْمِ أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ لا بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ » رواه مسلم

وعن أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال : قال ﷺ :«الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ ». أخرجه أحمد

أماكن حرّم دخولها على المسيح الدجال

حرم على الدجال دخول مكة والمدينة حين يخرج في آخر الزمان ، فعن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن الدجّال قال : « وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ ، فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِي الأَرْضِ فَلا أَدَعَ قَرْيَةً إِلا هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً أَوْ وَاحِدًا مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا يَصُدُّنِي عَنْهَا ، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلائِكَةً يَحْرُسُونَهَا ». رواه مسلم

كما يحرم عليه أن يدخل مسجد الطور ، والمسجد الأقصى .فعن جنادة بن أبي أمية الأزدي قال : أتيت رجلاً من أصحاب النبي ﷺ فقلت له : حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدَّجَّالِ ، فذكر الحديث وقال : « وَإِنَّهُ يَلْبَثُ فِيكُمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا يَرِدُ فِيهَا كُلَّ مَنْهَلٍ إِلا أَرْبَعَ مَسَاجِدَ مَسْجِدَ الْحَرَامِ وَمَسْجِدَ الْمَدِينَةِ وَالطُّورِ وَمَسْجِدَ الأَقْصَى » .رواه أحمد

أتباع المسيح الدجال

أتباعه من اليهود ، والعجم والترك ، كذلك من الأعراب والنساء .
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمْ الطَّيَالِسَةُ». رواه الإمام أحمد

وعن أبي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ » .رواه الترمذي

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال النبي ﷺ : « يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ بِمَرِّقَنَاةَ – وادٍ بالمدينة – فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ وَإِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ فَيُوثِقُهَا رِبَاطًا مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ ». رواه الإمام أحمد

كيف يفتن المسيح الدجال الناس؟

ورد العديد من الأحاديث الصحيحة عن فتنة المسيح الدجال التي هي أعظم الفتن منذ خلق الله آدم إلى قيام الساعة ، وذلك بسبب ما يخلق الله معه من الخوارق العظيمة التي تبهر العقول وتحير الألباب .فقد ورد أن معه جنة وناراً ، جنته ناره وناره جنته ، وأن معه أنهار الماء وجبال الخبز ، ويأمر السماء أن تمطر فتمطر ، والأرض أن تنبت فتنبت ، وتتبعه كنوز الأرض ، ويقطع الأرض بسرعة عظيمة كسرعة الغيث استدبرته الريح ، إلى غير ذلك من الخوارق.

عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ: « الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى ، جُفَالُ الشَّعَرِ – كَثِيرُهُ – مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ ». رواه مسلم

وعن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « لأنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ : مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ أَحَدُهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ وَالآخَرُ رَأْيَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ ، فَإِمَّا أَدْرَكَنَّ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا وَلْيُغَمِّضْ ثُمَّ لْيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ فَيَشْرَبَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ ». رواه مسلم

وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه في ذكر الدجال : أن الصحابة قالوا : « يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الأَرْضِ ؟ قَالَ : أَرْبَعُونَ يَوْمًا ؛ يَوْمٌ كَسَنَةٍ وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ » .. قالوا : وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الأَرْضِ ؟ قَالَ :« كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ . فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ ، وَالأَرْضَ فَتُنْبِتُ ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ – الماشية – أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا – الأعالي والأسنمة – وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا ، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ – كناية عن الامتلاء وكثرة الأكل - . ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ . وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا أَخْرِجِي كُنُوزَكِ فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ . ثُمَّ يَدْعُو رَجُلا مُمْتَلِئًا شَبَابًا فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ » .رواه مسلم

كم يبقى المسيح الدجال في الأرض

يبقى المسيح الدجال في الأرض أربعين يوماً كما جاء في الحديث اليوم الأول يطول، ويكون طوله طول سنة، والثاني كالشهر، والثالث كالجمعة في طوله، وبقية أيامه كأيامنا المعتادة.

فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه سؤال الصحابة لرسول الله ﷺ، عن مدة مكث الدجال في الأرض فقالوا: "وما لبثه في الأرض؟"، قال: «أربعون يوماً، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم»، قلنا: "يا رسول الله: فذاك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟"، قال: «لا، اقدروا له قدره» رواه مسلم .

نهاية المسيح الدجال

وردت العديد من الأحاديث الصحيحة التي تدلنا على أن نهاية المسيح الدجال تكون على يدي المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ، فحين يظهر المسيح الدجال على الأرض ويكثر أتباعه وتعم فتنته ، ينزل عيسى بن مريم عليه السلام على المنارة الشرقية بدمشق ، ويلتف حوله عباد الله المؤمنين ، فيسير بهم قاصداً المسيح الدجال ، ويكون الدجال عند نزول عيسى عليه السلام متوجهاً نحو بيت المقدس ، فيلحق به عيسى عند باب " لُد " – بلدة في فلسطين قرب بيت المقدس - ، فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء ، فيقول له عيسى عليه السلام: « إن لي فيك ربة لن تفوتني » فيتداركه عيسى فيقتله بحربته . عن مجمع بن جارية الأنصاري رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله ﷺ يقول : « يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ ». رواه الإمام أحمد

وهكذا ينهزم اتباعه فيتبعهم المؤمنون فيقتلونهم حتى يقول الشجر والحجر : يا مسلم يا عبد الله ، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود. فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال : " قال رسول الله ﷺ : « يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خَفْقَةٍ مِنْ الدِّينِ وَإِدْبَارٍ مِنْ الْعِلْمِ " فذكر الحديث وفيه : " ثُمَّ يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَيُنَادِي مِنْ السَّحَرِ فَيَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا إِلَى الْكَذَّابِ الْخَبِيثِ فَيَقُولُونَ هَذَا رَجُلٌ جِنِّيٌّ فَيَنْطَلِقُونَ فَإِذَا هُمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتُقَامُ الصَّلاةُ فَيُقَالُ لَهُ تَقَدَّمْ يَا رُوحَ اللَّهِ فَيَقُولُ لِيَتَقَدَّمْ إِمَامُكُمْ فَلْيُصَلِّ بِكُمْ فَإِذَا صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ خَرَجُوا إِلَيْهِ قَالَ فَحِينَ يَرَى الْكَذَّابُ يَنْمَاثُ كَمَا يَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ فَيَمْشِي إِلَيْهِ فَيَقْتُلُهُ حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَةَ وَالْحَجَرَ يُنَادِي يَا رُوحَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ فَلا يَتْرُكُ مِمَّنْ كَانَ يَتْبَعُهُ أَحَدًا إِلا قَتَلَهُ ». رواه الإمام أحمد

كيف يتقي المسلم من فتنة المسيح الدجال

إن أعظم فتنة تواجهها الأمة إلى قيام الساعة هي فتنة المسيح الدجال ، وكان كل نبي ينذر أمته من الأعور الدجال ،وهذه بعض الإرشادات التي أعطاها النبي ﷺ لأمته للنجاة من هذه الفتنة العظيمة :

  • التمسك بالإسلام والتسلح بسلاح الإيمان ومعرفة أسماء الله وصفاته الحسنى التي لا يشاركه فيها أحد ، فيعلم أن الدجال بشر يأكل ويشرب ، وأن الله تعالى منزه عن ذلك ، وأن الدجال أعور والله ليس بأعور ، وأنه لا أحد يرى ربه حتى يموت والدجال يراه الناس كافة ،مؤمنون وكافرون .

  • الاستعاذةُ باللهِ من شرِّ فتنة المسيح الدجال : فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجال » . صحيح

  • الإستغاثة بالله تعالى : فقد أمر النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من ابتُليَ بفتنةِ الدَّجَّالِ أن يلجأ إلى الله ويَستغيث به، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: « وإنَّ مِن فِتْنَتِهِ أنَّ مَعَهُ جنَّةً وناراً، فَنَارُهُ جَنَّةٌ، وجَنَّتُهُ نارٌ، فَمَنِ ابْتُلِيَ بنارِهِ فلْيَستَغِثْ باللهِ». رواه ابن ماجه وصحَّحه الألباني.

  • حفظ فواتح سورة الكهف من سورة الكهف ،فمن حديث النواس بن سمعان الطويل ، وفيه قوله :« فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ». رواه مسلم .
  • وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ مِنْ الدَّجَّالِ » .رواه مسلم .

  • الفرار من الدجال والابتعاد منه ، والأفضل الذهاب الى الأماكن التي لا يدخلها الدجال ، فعن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال : « مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ - يبتعد - مِنْهُ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَأْتِيهِ يَتَّبِعُهُ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ صَادِقٌ بِمَا يُبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ » .رواه الإمام أحمد.

  • الْمُبادرةُ إلى الأعمالِ الصالحة قبلَ وُقوع السِّتِّ الآيات:فعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ﷺ: « بادروا بالأعمالِ ستًّا طلوعَ الشَّمسِ من مغربِها والدُّخانَ ودابَّةَ الأرضِ والدَّجَّالَ وخويصَّةَ أحدِكم وأمرَ العامَّة» . رواه مسلم

لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية