الزنا

الزنا

الزنا


حكم الزنا

الزنا من المحرمات والكبائر في الإسلام، وقد توعد الله المشركين والقتلة بغير حق والزناة بمضاعفة العذاب يوم القيامة والخلود فيه صاغرين مهانين؛ لعظم جريمتهم وقبح فعلهم.
كما قال الله سبحانه وتعالى : { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (٦٨) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (٦٩) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (٧٠) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (٧١) } [الفرقان ٦٨-٧١]

عقوبة الزاني والزانية

قد فرّقت الشريعة بين عقوبة البكر (ذكر أو أنثى) وبين عقوبة من كان متزوج ، لأن ارتكاب المحصن لهذه المعصية يعبر عن انحراف في النفس بعكس البكر الذي قد يكون وقوعه فيها نزوة طارئة بإغواء الشيطان؛ فالمحصن توفر له طريق حلال لقضاء وطره فلا يكون ارتكابه لها إلا تعبيراً عن فساده المتأصل في النفس؛ من أجل ذلك كانت عقوبة الزانية المحصنة والزاني المحصن من أشد العقوبات، وهي إزهاق الروح رجماً بالحجارة حتى يكون في ذلك عبرة للناس.

وقد استدل على حكم الرجم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: زنا بعد إحصان، أو ارتداد بعد إسلام، أو قتل نفس بغير حق يقتل به»، وقال: «لا يحل دم امرئ مسلم، يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمارق من الدين التارك للجماعة»

وعن بريدة جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله، طهرني
فقال: «ويحك، ارجع فاستغفر الله وتب إليه»
قال: فرجع غير بعيد، ثم جاء
فقال: يا رسول الله، طهرني
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويحك، ارجع فاستغفر الله وتب إليه»
قال: فرجع غير بعيد
ثم جاء، فقال: يا رسول الله، طهرني
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل ذلك حتى إذا كانت الرابعة، قال له رسول الله: «فيم أطهرك؟»
فقال: من الزنى
فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبه جنون؟» فأخبر أنه ليس بمجنون
فقال: «أشرب خمراً؟»
فقام رجل فاستنكهه، فلم يجد منه ريح خمر
قال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أزنيت؟»
فقال: نعم، فأمر به فرجم، فكان الناس فيه فرقتين، قائل يقول: لقد هلك، لقد أحاطت به خطيئته، وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز، أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده
ثم قال: اقتلني بالحجارة
قال: فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس، فسلم ثم جلس،
فقال: «استغفروا لماعز بن مالك»،
قال: فقالوا: غفر الله لماعز بن مالك
قال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم»
قال: ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد، فقالت: يا رسول الله، طهرني
فقال: «ويحك ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه»
فقالت: أراك تريد أن ترددني كما رددت ماعز بن مالك
قال: «وما ذاك؟»
قالت: إنها حبلى من الزنا
فقال: «آنت؟»
قالت: نعم
فقال لها: «حتى تضعي ما في بطنك»
قال: فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت
قال: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «قد وضعت الغامدية»
فقال: «إذاً لا نرجمها وندع ولدها صغيراً ليس له من يرضعه»
فقام رجل من الأنصار، فقال: إليَّ رضاعه يا نبي الله
قال: فرجمها»

وعن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خذوا عني، خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلاً، البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة، والثيب بالثيب جلد مائة، والرجم، وحديث رجم ماعز والغامدية رضي الله تعالى عنهما رواه غير واحد من الصحابة.

وأخرج البخاري عن سلمة بن كهيل :
سمعت الشعبي، يحدث، عن علي رضي الله عنه حين رجم المرأة يوم الجمعة، وقال: «قد رجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم» ، فهذا الحكم نفذه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفذه من بعده خلفاؤه الراشدون.

ولقد ورد في كتاب الكبائر للإمام شمس الدين الذهبي من زنى بإمرأة متزوجة كان عليها وعليه في القبر نصف عذاب هذه الأمة
وقال : من وضع يده على امرأة لا تحل له بشهوة، جاء يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه ، وإن قبلها قرضت شفتاه في النار ، وإن زنى بها نطقت فخذه وشهدت عليه يوم القيامة وقالت:
أنا للحرام ركبت !
فينظر الله تعالى إليه بعين الغضب، فيقع لحم وجهه فيكابر ويقول:
ما فعلت .. فيشهد عليه لسانه، فيقول:
أنا بما لا يحل نطقت
وتقول يداه: أنا للحرام تناولت
وتقول عيناه: أنا للحرام نظرت
وتقول رجلاه: أنا للحرام مشيت
ويقول فرجه: أنا فعلت
ويقول الحافظ من الملائكة: وأنا سمعت
ويقول الآخر: وأنا كتبت
ويقول الله تعالى: وأنا اطلعت وسترت
ثم يقول الله سبحانه وتعالى:
يا ملائكتي خذوه ومن عذابي أذيقوه
فقد اشتد غضبي على من قل حياؤه مني

التوبة الى الله سبحانه وتعالى

وعلى الزاني التوبة إلى الله عز وجل توبة نصوحة لا عودة بعدها أبدا ، واتباع ذلك بالإيمان الصادق والعمل الصالح، وتكون التوبة نصوحا إذا ما أقلع التائب من الذنب، وندم على ما مضى من ذلك، وعزم عزما صادقا على أن لا يعود في ذلك ؛ خوفا من الله سبحانه، وتعظيما له، ورجاء ثوابه، وحذر عقابه. قال الله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ} [طه:٨٢]

والواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحذرهذه الفاحشة العظيمة غاية الحذر، وأن يبادر بالتوبة الصادقة مما سلف من ذلك، والله يتوب على التائبين الصادقين ويغفر لهم ، فقد قال الله تعالى :
{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [١٣٥ آل عمران ]

انشروه لأنه وللأسف ، هذه الفاحشة باتت منتشرة بين شبابنا وبناتنا هذه الأيام وكأنه تصرف عادي ...

لا تنس ذكر الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية