الزوج الخائن
الخيانة الزوجية تعني وجودَ علاقةٍ غير شرعية، خارج إطار الزواج؛ سواء كانت العلاقة عبارة عن لقاءات أو جلسات أو كلمات مباشرة، أو مراسلات ورقية أو إلكترونية، وما يترتَّب عليها من مشاعر جنسية وعلاقات عاطفية، وإن لم تصل العلاقة لدرجة الاتصال الجنسي.
وبهذا تكون المحادثات العاطفية واللقاءات الرومانسية والخلوة والمراسلات الغرامية عبر وسائل الاتصال وبرامج التواصُل خارج نطاق الشرعية الزوجية كلها داخل في الخيانة الزوجية.
تقول نورة: "قصتي بعد شهر من الزواج، استيقظتُ يومها فجرًا ولم أجد زوجي بجواري، ذهبتُ أبحثُ عنه في المنزل، حتى وجدْتُه في غرفة الجلوس وهو يتحدَّث بالجوَّال، كان زوجي جالسًا في الظلام، ويتحدَّث بصوتٍ منخفضٍ جدًّا ويضحك، وعندما أضأتُ النورَ، قام زوجي مفزوعًا، وتغيَّرتْ ملامحُه كثيرًا، سألتُه: مع من تتحدَّث؟ لم يردَّ على سؤالي؛ بل قال بتوتُّرٍ: لا أحد، الرقم خاطئ، لم أصدِّق في الحقيقة ما قاله، ولم أستطِع الحوار معه؛ ولكن دبَّ الشكُّ في قلبي، وأخذتُ أراقبه وأتابع تحرُّكاته، كان يستيقظ كل يوم في نفس الموعد ليتحدَّث في الجوَّال مع أحد الأشخاص فجرًا، تسللتُ يومَها، وأخذتُ أستمع له حتى أعرفَ مع مَن يتحدَّث، وقتها سمعتُ اسم أختي وزوجي يُردِّده، فعرفتُ وقتَها أنه على علاقة بأحد؛ ولكن لم أتخيَّل أن تكون تلك هي أختي.
بعد أيام كنتُ عند أمِّي، وشعرتُ بتغيُّر أختي من ناحيتي، جاء لها اتِّصال وذهبت وأغلقت باب الغرفة حتى تتحدَّث معه، لا أدري، شعرتُ بشيءٍ في قلبي، تسلَّلْتُ خلفها وسمعتها تُردِّد اسمَ زوجي، وقتها دبَّ الشكَّ أكثر وأكثر في قلبي، وبعد فترة من البحث اكتشفت علاقة زوجي بأختي الوحيدة، لم أكن أعرف أن شعور الخيانة صعبٌ جدًّا، انفصلتُ عنه ولم أعُدْ للعيش مع أهلي ورؤية أختي من جديد، واستمررتُ بالعيش في شقتي التي تركها لي زوجي منعًا للفضيحة، وبعدها تزوَّج طليقي بأختي، وانقطعَتْ صلتي بهم".
ما أصعبها من لحظات! عندما تكتشف الزوجةُ خيانةَ زوجِها مع امرأة أخرى، والأصعب عندما تكون الخيانة من أقرب الناس وأعز الناس وأغلى الأحباب، عندها تكون آلام الفِراق صعبة جدًّا، وتصبح الحياةُ تعيسةً، وممزوجةً بمرارة الفِراق والخيانة.
إن الزوجة التي تعرَّضت للخيانة، تحتاج إلى وقت طويل للتعافي، ودعم كبير من المحيطين بها، ولتخطِّي هذه التجربة أنصحك بالتالي:
• عدم المواجهة ما أمكن، والحرص على كتم الغيظ، والتفكير في كيفية التصرُّف مع الزوج الخائن.
• اذهبي إلى مكان هادئ، وتحدَّثي معه حول مشاعرك تجاه ما حدث، واسأليه عن كل ما تحتاجين إلى معرفته عن هذه العلاقة، فالسكوتُ وتجاهلُ الأسئلة التي تدور داخلك لن يجعلكِ تتخطين هذه المرحلة أبدًا.
• إذا خرج الأمر عن السيطرة أو زادت حِدَّةُ النقاش بينكما، حينها يجب أن تتمَّ المحادثة في وجود مختصٍّ كاستشاري علاقات زوجية، أو أحد الأقرباء الفاهمين والمحب لكما، والبدء في حضور جلسات زوجية لتخطِّي هذه المرحلة الحَرِجة.
• إذا هدأت العلاقة وتمَّ الصُّلْح، لا تذكري الخيانة في الخلافات المقبلة، بالطبع أنتِ تتألمين، ورغم عَفْوِكِ، فإن النسيان أمرٌ أقرب للمستحيل؛ ولكن لا تجعلي الأمر كالعلكة في فمِكَ، وتذكريه في كل خلاف مُقْبِل بينكما، فهذه الطريقة سيكون الطلاق هو النهاية الحتمية لها.
• حاولي التخلُّص من المشاعر العالقة، والبدء من جديد، وعدم الربط بين ما حدث وبين أي خلافات مستقبلية.
• لا تنتقمي من زوجك بنفس طريقته، يُعتبر الانتقام دليلًا على عدم النضج، فتجنَّبي أن تفعلي ما فَعَله حتى تؤذيه، وتذكري أن هذا الفعل يغضب الله ورسوله.
• فكِّري جيدًا قبل العفو عنه والمسامحة أو اتخاذ قرار الانفصال، لا تتسرَّعي، وأخبريه أنك بحاجة إلى فترة من الوقت للتفكير واتخاذ القرار المناسب، فهذا الوقت من حقِّك، فكري ماذا سيكون بعد المسامحة؟ وماذا سيكون بعد الطلاق؟ ثم اتخذي القرار الصالح والمناسب لك، وليس ردة فعل غاضبة.
• لا تُخبِري العالم بأسرِه بهذه الجريمة، فهو والد أولادك، فالستر مطالب بينكما، أخبري فقط مَنْ يستطيع مساعدتك على تخطِّي المشكلة.
• مارسي أنشطتك وهواياتك، سيساعدك القليل من المرح على تخطِّي الكثير من مشاعر الحزن، اخرجي مع أخواتك وصديقاتك ومارسي ما تُحبِّين.
أسأل الله أن يصلح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوجين والمتزوجات على طاعة الله والحب والتواصل السليم، وأن يخرج من تحت أيديهم من يعبد الله على الحق، وأن يجعل أولادهم لَبِنات خير على المجتمع والوطن، وصلى الله على سيدنا محمد.
المصدر :
لا تنس ذكر الله