السيرة النبوية - تجارته للشام - هذا الحبيب ٣٢

السيرة النبوية - تجارته للشام - هذا الحبيب ٣٢

هذا الحبيب « ٣٢ »


السيرة النبوية العطرة (تجارته للشام ، صلى الله عليه وسلم)


خرج ميسرة خادم السيدة خديجة ، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يرافقه لخدمته
ورأى ميسرة من خصاله صلى الله عليه وسلم وصفاته الشيء الكبير
واندهش ميسرة من هذه الأخلاق الكريمة !!!
فحفظ كل شيء رآه ، من أجل أن يخبر السيدة خديجة ،إذا رجعوا لمكة .



يقول ميسرة :_ إقتربنا من أرض الشام ، وكان هناك بيت لراهب إسمه {{ نسطور }}
فلما جلسنا نستريح في ظل شجرة ، جاء نسطور
[[وكان يعرف ميسرة لأن ميسرة كل سنة يسافر في تجارة للسيدة خديجة ]]
فجاء نسطور وقال :_ يا ميسرة .. من الذي بالقافلة ؟
فقال له :_ رجال من قريش ، فهم في كل عام يتغيرون ويتبدلون !!
قال :_ يا ميسرة كنت أنظر إليكم من بعيد رأيت غمامة تظل الركب ما رأيتها من قبل ، تمشي إذا مشيتم وتقف إذا وقفتم ، فمن موجود بالركب من الأشراف ؟!
فقال ميسرة :_ {{ محمد بن عبدالله بن عبد المطلب}} هو من الاشراف ،و هو الذي يتاجر لخديجة في هذا العام
فقال نسطور :_ يا ميسرة هل تدلني عليه ؟
قال له ميسرة :_ حباً وكرماً ، ولكن ماذا تريد منه ؟!
قال له :_ أحب أن أراه
فأقترب وسلم عليه ، وصار ينظر للرسول صلى الله عليه وسلم ويتمعن فيه
ثم قال نسطور :_ يا ميسرة ، هل تسمحي لي بكلمة
فأخذ ميسرة الى جنب
قال :_ يا ميسرة ، هذا الحمرة التي في عيني صاحبك ، هل ظهرت له بالسفر ؟؟!!
[[وكانت الحمرة التي في بياض عيونه صلى الله عليه وسلم جميلة جداً وهي من علامات نبي آخر الزمن ]]

قال :_ لا هي ملازمة له منذ أن ولد إلى أيامنا هذه
قال يا ميسرة :_ هل ولد صاحبك يتيماً ؟
قال :_ أجل
قال :_ وماذا صنعت أمه ؟
قال ميسرة :_ماتت وعمره ست سنين
قال :_ هل يقسم صاحبك باللات والعزة ؟
قال ميسرة :_ إنه يكرههما كرهاً شديداً وإذا استحلفته بهما لم يسمع إليك
فقال :_ يا ميسرة احفظ عني ما أقول ، ورب السماوات والأرضين
وربِ موسى وعيسى ، إنا لننتظر نبي يُختم به الأديان ورسالات السماء الذي بشر به موسى وعيسى
وإنه هو هذا ، صاحبك الذي معك نجد إسمه عندنا أحمد
يا ميسرة :_ ما معنى إسم محمد [[وكان إسم محمد غير معروف عند العرب يعني إسم غريب عليهم ]]
قال ما معنى إسم محمد في لغتكم ؟
قال ميسرة :_ إسم محمد هو الذي لا أحد يذمه أبداً
قال :_ هو ذا {{ أحمد}} ينطبق بنفس المعنى عندنا !!!
تصديقاً لذلك قال تعالى
{{وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد }}
يا ميسرة :_ إحرص على خدمته وإذا قال لكم إني رسول الله إياك أن تكذبه ، ولا تخبر أحد من القوم بما قلته لك [[ يعني اجعل هذا الموضوع سر بيني وبينك ]]
فإن له أعداء ، واحرص عليه من يهود لا تجعله يخلوا بأحد منهم أبداً .


قال ميسرة :_ فوعيت ذلك كله وكتمت الأمر حتى أُخبر خديجة
يقول ميسرة :_ واتجهنا إلى السوق
فأقبل إليه راهب ، فاشترى من محمد ثم أخذ يجادل محمد يقول له :_ لا ليس هكذا إتفقنا !!
[[يعني قصده إنه الرسول أخلف معه الإتفاق ، قال له سعر وبعد أن أشترى الراهب ، قال له سعر آخر ]]
فلما احتدى النقاش
قال له الرهب :_ إحلف باللات والعزة أن القول قولك [[يعني أنك لا تكذب]]
فقال له صلى الله عليه وسلم :_ ما كرهت شيئاً ككرهي للات والعزة ، لا تستحلفني بهما وخذ بضاعتك والقول قولك !!!
فلما رأى الراهب هذا
قال له :_ من أنت أيها الرجل ؟
قال له :_ محمد بن عبدالله بن عبد المطلب ، ثم أكمل صلى الله عليه وسلم بيعه للناس
فالراهب ذهب لميسرة [[ميسرة الكل يعرفه لإنه كل سنة يسافر]]


قال الرهب :_ يا ميسرة من هذا منكم [[ اي من يكون هذا الرجل]] ؟
قال :_ سيدنا وابن سيدنا
قال :_ يا ميسرة إحرص على صاحبك فإنه خاتم الأنبياء والمرسلين
يا ميسرة القول قوله ، وهو صادق ولكن أردت أن أستوثق منه بعض الأشياء
فأصطنعت هذا الذي رأيته بيني وبينه [[يعني أنا كذبت عليه بالقصد ]]حتى أستحلفه باللات والعزة
قال ميسرة :_ وكيف عرفت أنه نبي آخر الزمن
قال الراهب :_ كنت جالس في الصومعة ورأيت عير قريش إقتربت من بعيد ، والغمامة تظله من بين كل الناس وهذه الغمامة لا تظل أحد من الخلق إلا نبي
يقول ميسرة :_ فوعيت ذلك كله .
______________________________
فلما باع صلى الله عليه وسلم بضاعته كلها بالربح الكثير .. واشترى من الشام ما يمكن أن يباع في مكة
قال ميسرة :_ عدنا إلى مكة وكان مربحه أضعاف
فلما إقتربنا من مكة
قلت لمحمد :_ ألا تسبق الركب يا محمد وتبشر خديجة بهذا الربح ؟؟
لعلها يا محمد تضاعف لك العطاء
فقال له صلى الله عليه وسلم :_ ما خرجت من أجل المضاعفة لقد إتفقنا وانتهى
ولن أفارق العير حتى أدخل بها مكة
قال ميسرة :_ وهنا زادت عندي خصلة من خصاله الكريمة أنه لا يطمع بالمال .....


______الأنوار المحمدية______
______صلى الله عليه وسلم _____

لا تنس ذكر الله
الله أكبر
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية