الكريم إذا عُـدّ الكرماء

 الكريم إذا عُـدّ الكرماء

الكريم إذا عُـدّ الكرماء


إذا أراد بعض الناس أن يضرب مثلا للكرم فإنه يذكر حاتم الطائي .
فيقول بعضهم : كرم حاتمي !!
أو أكرم من حاتم !!
وفي الشجاعة يُضرب المثل بعنتر أو بغيره من شُجعان العرب .
وفي الحِلم يُضرب المثل بالأحنف أو بخاله قيس بن عاصم .
وهكذا ...
ولكن دعونا نرى :
من هو الكريم ؟
ومن هو الشجاع ؟
ومن هو الحليم ؟

إن هذه الصفات وغيرها من كريم الخصال وحميد السجايا قد جمعها الله عز وجل لصفوة خلقه ، جمعها الله لنبيه محمد ﷺ . فلقد وُصِف ﷺ بأنه يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر.

كرم رسول الله ﷺ

قال أنس رضي الله عنه : «ما سُئل رسول الله ﷺ على الإسلام شيئا إلا أعطاه . قال : وجاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين ، فرجع إلى قومه ، فقال : يا قوم أسلموا ، فإن محمدا يُعطي عطاء لا يخشى الفاقة». رواه مسلم

وأعطى صفوان بن أمية يوم حُنين مائة من النعم ، ثم مائة ، ثم مائة . رواه مسلم .
فمن أعطى مثل هذا العطاء ؟؟
ومن يستطيع مثل ذلك العطاء والسخاء والجود والكرم ؟؟؟
بل مَن يُدانيه ؟؟؟

إن من يملك القناطير المقنطرة من الذهب والفضة لا يُمكن أن يُعطي مثل ذلك العطاء .
ولو أعطى مثل ذلك العطاء ، فلديه الكثير.
أما رسول الله ﷺ فيُعطي العطاء الجزيل ، وربما بات طاوياً جائعاً .

وكان رسول الله ﷺ أجودُ بالخير من الرِّيحِ المرسَلَة ، وكان أجود ما يكون في رمضان . كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
وقَدِمَ عليه سبعون ألف درهم ، فقام يَقْسمُها فما ردَّ سائلاً حتى فرغ منها ﷺ . رواه أبو الشيخ في أخلاق النبي ﷺ .

وأخبر جبير بن مطعم أنه كان يسير هو مع رسول الله ﷺ ومعه الناس مَـقْـفَـلَـهُ من حنين ، فَـعَـلِـقـه الناس يسألونه حتى اضطروه إلى سمُرة ، فخطفت رداءه ، فوقف النبي ﷺ فقال : «أعطوني ردائي . لو كان لي عدد هذه العِـضَـاه نَـعَـماً لقسمته بينكم ، ثم لا تجدوني بخيلا ، ولا كذوبا ، ولا جبانا ». رواه البخاري .

شجاعة رسول الله ﷺ

ورسول الله ﷺ الشُّجاع الذي يتقدّم الشجعان إذا احمرّت الحَدَق ، وادلهمّت الخطوب.

أنت الشّجاع إذا الأبطال ذاهلة
                والهُنْدُوانيُّ في الأعنـاق والُّلمَـمِ

قال البراء رضي الله عنه : « كنا والله إذا احمر البأس نتقي به ، وإن الشجاع مـنـّا للذي يحاذي به ، يعني النبي ﷺ ». رواه مسلم

وقال عليّ رضي الله عنه : « كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله ﷺ فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه» . رواه أحمد وغيره

أما البراء رضي الله عنه فهو الملقّب بالمَهْلَكَة ، وأما عليٌّ رضي الله عنه فشجاعتُه أشهرُ من أن تُذْكَر .
ومع ذلك يتّقون برسول الله ﷺ ومع ذلك كان الشجاع منهم الذي يُحاذي رسول الله ﷺ.

قال رجل للبراء بن عازب رضي الله عنهما : « أفررتم عن رسول الله ﷺ يوم حنين ؟ قال : لكن رسول الله ﷺ لم يَـفِـر» . متفق عليه .

وقال رضي الله عنه : « كان النبي ﷺ أحسن الناس ، وأشجع الناس ، وأجود الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق ناس قبل الصوت ، فتلقاهم رسول الله ﷺ راجعا ، وقد سبقهم إلى الصوت ، وهو على فرس لأبي طلحة ، وهو يقول : لم تراعوا . لم تراعوا . قال : وجدناه بحراً ، أو إنه لبحر ». ( يعني الفرس ) متفق عليه .

صبر رسول الله ﷺ

كان ﷺ حليم على مَنْ سَفِـه عليه ، أتتـه قريش بعد طول عناء وأذى ، فقال : «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
شَـدّ أعربيٌّ بُردَه حتى أثّـر في عاتقـه ، ثم أغلظ له القول بأن قال له : يا محمد مـُرْ لي من مال الله الذي عندك ! فالتفت إليه رسول الله ﷺ ثم ضحك ثم أمـر له بعطاء»
. متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه .

هو مَنْ جمع خصال الخير وكريم الشمائل ، وَصَفَه ربّـه بأنـه ﴿ بالمؤمنين رؤوف رحيم ﴾

قال الحسن البصري في قوله عز وجل: ﴿ فبما رحمةٍ من الله لِنْتَ لهم ﴾ قال : هذا خُلُقُ محمد ﷺ نَعَتَـه الله عز وجل.

كان علي رضي الله عنه إذا وصف النبي ﷺ قال : « كان أجودَ الناس كـفّـاً ، وأشرَحهم صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وألْيَنهم عريكة ، وأكرمهم عِشرة ، من رآه بديهةً هابَـه ، ومن خالطه معرفـةً أحبَّـه» ، يقول ناعِتـُه : لم أرَ قبله ولا بعده مثله ﷺ . رواه الترمذي وابن أبي شيبة والبيهقي في شُعب الإيمان .
تلك قَطْرِةٌ من بحرِ صفاتِه ، وإشارةٌ لمن ألقى السَّمْعَ ، وتذكِرةٌ للمُـحِبّ .

فهذه أخلاقه فأين المحبـُّـون ؟
هذه من أخلاقه عليه الصلاة والسلام فأين المقتدون ؟
فهل أبقى لحاتم طي مِن كرم ؟
وهل أبقى لعنتر من شجاعة ؟
وهل أبقى لقيس مِن حِلـم ؟

كتبه
: عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

لا تنس ذكر الله
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
0 / 100

إقرأ المزيد :





عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية