الإيمان بالقدر

الإيمان بالقدر

الإيمان بالقدر


ركن من أركان الإيمان

ان الإيمان بالقدر خيره وشره ،هو ركن من أركان الإيمان التي أجاب بها النبي ﷺ جبريل حين سأله عن الإيمان فقال: « أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ».

معنى القدر

القدر هو تقدير الله تعالى للكائنات، حسبما سبق به علمه، واقتضته حكمته.

أربعة أمور يتضمنها الإيمان بالقدر

الإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور:

الأول: الإيمان بأن الله تعالى علم بكل شيء جملة وتفصيلا، أزلا وأبدا، سواء كان ذلك مما يتعلق بأفعاله أو بأفعال عباده.

الثاني: الإيمان بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ، وفي هذين الأمرين يقول الله تعالى: ﴿أَلَم تَعلَم أَنَّ اللَّهَ يَعلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالأَرضِ إِنَّ ذلِكَ في كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسيرٌ﴾ [الحج: ٧٠] وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: « إنَّ اللَّهَ قدَّرَ مقاديرَ الخلائقِ قبلَ أن يخلقَ السَّمواتِ والأرضَ بخمسينَ ألفَ سنةٍ وَكانَ عرشُهُ على الماءِ » . صحيح مسلم

الثالث : الإيمان بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى، سواء كانت مما يتعلق بفعله أم مما يتعلق بفعل المخلوقين، قال الله تعالى فيما يتعلق بفعله: ﴿وَرَبُّكَ يَخلُقُ ما يَشاءُ وَيَختارُ ما كانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبحانَ اللَّهِ وَتَعالى عَمّا يُشرِكونَ﴾ [القصص: ٦٨]
وقال: ﴿... وَيَفعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ﴾ [إبراهيم: ٢٧]
وقال: ﴿هُوَ الَّذي يُصَوِّرُكُم فِي الأَرحامِ كَيفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾ [آل عمران: ٦]

الرابع: الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى بذواتها، وصفاتها، وحركاتها، قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ وَكيلٌ﴾ [الزمر: ٦٢]
وقال: ﴿... وَخَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فَقَدَّرَهُ تَقديرًا﴾ [الفرقان: ٢]

الإنسان مخير أم مسيّر

والإيمان بالقدر على ما وصفنا لا ينافي أن يكون للعبد مشيئة في أفعاله الاختيارية وقدرته عليها، لأن الشرع والواقع دالان على إثبات ذلك له.
وأمّا الإنسان هل هو مسير أم مخير ، فلم يرد هذا اللفظ في الكتاب ولا في السنة ؛بل إنّ الكتاب والسنة دلت على أنَّ الإنسانَ له مشيئةٌ ويتصرفُ بها، وله قدرةٌ على أفعالِه، ولكن مشيئته محكومة بمشيئة اللهِ، كما قال تعالى:﴿لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَستَقيمَ۝وَما تَشاءونَ إِلّا أَن يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ العالَمينَ﴾ [التكوير: ٢٨-٢٩]

فليست مشيئة مستقلة عن مشيئة الله ، ولفظ " مخير ومسير " لا يصح إطلاقهما ، فلا يقال إنسان مسير أو إنسان مخير ، بلا لا بد من التفصيل ، فإن أريد أنه "مُسيّرٌ" بمعنى أنَّه مجبور ولا مشيئة له ولا اختيار: فهذا باطل ، وإن أُريدَ أنّه "مُسيّرٌ" بمعنى أنّه مسير لِما خلق له، وأنَّه يفعل ما يفعل بمشيئة اللهِ وتقديره: فهذا حق. وكذلك إذا قيل "إنّه مُخيّرٌ" وأراد أنه يتصرَّف بمحضِ مشيئتِه دون مشيئة اللهِ: فهذا باطل ، وإن أُريد "أنه مخيرٌ" بمعنى أنَّ له مشيئة واختيارًا وليس بمجبرٍ: فهذا حقٌّ.

دعاء

اللهم اجعلنا من المؤمنين بك المتوكلين عليك ، الراضين بقضائك ، المؤمنين بقدرك ، الداعين لدينك ، الشاكرين لنعمك ، انك على كل شيء قدير ، واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

لا تنس ذكر الله
سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية