المس الشيطاني

المس الشيطاني

المس الشيطاني


توعد الشيطان العداء للإنس

تعهد الشيطان بالعداء الدائم والمستمر لبني آدم ، بشتى الوسائل والطرق ، ولا يتوقف عن تنفيذ ما تعهد به ، من أجل غوايه الإنسان وإضلاله حتى يورده النار، وقد ورد في القرآن الكريم : ﴿قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغوِيَنَّهُم أَجمَعينَ۝إِلّا عِبادَكَ مِنهُمُ المُخلَصينَ﴾ [ص: ٨٢-٨٣]

فمنذ الولادة ، يمس الشيطان المولود بيده من غير حاجز ، وهذا الخبر من رسول الله ﷺ أمر من أمور الغيب ، ولا مدخل للعقل في إدراكه ، وحظ المؤمن فيه التصديق والتسليم . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « ما مِن مَوْلُودٍ يُولَدُ إلَّا والشَّيْطانُ يَمَسُّهُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صارِخًا مِن مَسِّ الشَّيْطانِ إيَّاهُ، إلَّا مَرْيَمَ وابْنَها » صحيح البخاري

ومن الممكن للجن أن يتلبس بالإنس ، وورد في ذلك العدد من الآيات والأحاديث .
قال تعالى : ﴿الَّذينَ يَأكُلونَ الرِّبا لا يَقومونَ إِلّا كَما يَقومُ الَّذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيطانُ مِنَ المَسِّ ...﴾ [البقرة: ٢٧٥]

وقال الإمام القرطبي في تفسيره لهذه الآية : « في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن، وزعم أنَّه من فعل الطبائع ، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس».

وقد تحدثَّ العلامة السيد محمود أفندي الألوسي عن المس الشيطاني للإنسان مستشهداً بقوله تعالى: ﴿الَّذينَ يَأكُلونَ الرِّبا لا يَقومونَ إِلّا كَما يَقومُ الَّذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيطانُ مِنَ المَسِّ ....﴾ [البقرة: ٢٧٥]

ثم قال: « واعتقاد السلف وأهل السنة أن ما دلت عليه أمور حقيقة واقعة، كما أخبر الشرع عنها، والتزام تأويلها كلها يستلزم خبطاً طويلاً لا يميل إليه إلا المعتزلة ومن حذا حذوهم، وبذلك ونحوه خرجوا عن قواعد الشرع القويم، فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون».

ويقول سيد قطب: «إن صورة الممسوس المصروع صورة معروفة معهودة عند الناس، والنص القرآني يستحضرها لتؤدي دورها الإيجابي في إفزاع حس الإنسان المرابي واستجاشة مشاعره».

ومن الادلة على المس من كتاب الله تعالى : ﴿إِنَّ الَّذينَ اتَّقَوا إِذا مَسَّهُم طائِفٌ مِنَ الشَّيطانِ تَذَكَّروا فَإِذا هُم مُبصِرونَ﴾ [الأعراف: ٢٠١]

قال ابن كثير : « إذا مسهم أي أصابهم طيف وقرأ الآخرون طائف وقد جاء فيه حديث وهما قراءتان مشهورتان ، فقيل : بمعنى واحد، وقيل : بينهما فرق ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه »

أعراض المس الشيطاني

  • عدم القدرة على قراءة الأذكار والقرآن.
  • العجز عن ذكر الله ، وعن قول التسابيح .
  • الميل إلى العزلة والانطواء، والتوتر وعدم الشعور بالراحة في التجمعات.
  • النفور والضيق الشديد، والإعراض عن سماع القرآن أو الأذان.
  • الإغماء أو التشنّج أو الصّرع والسقوط عند قراءة القرآن عليه .
  • كثرة الأحلام والرؤي والكوابيس الموحشة والمفزعة.
  • شم روائح غريبة وفي الغالب تكون كريهة لا يشمها من بجوار الممسوس.
  • أن يسمع أحد ينادي اسمه ولا يجد احد.
  • التعطيل في أمور الحياه كالزواج والعمل.
  • سلوكيات غريبة كخروج بعض الكلمات لا اراديا.
  • الاحساس بحركة داخل الجسم كالحركه بالبطن أو الرجل كأن شيء غريب يتحرك، أو خروج العارض ومحاولته الحوار أو السب و الشتم أو السخريه ، أو التشنج في أطراف الجسد.
  • البكاء أو الضحك أثناء النوم وقول كلام مغلوط غير مفهوم .
  • لو كان المس بسبب العشق مثلًا، تجد المصروع غالبًا يرى في منامه إمرأة تقبله أو تعاشره أو تستعرض أمامه وتداعبه وقد يرى نفسه في زواج
  • إن كان المس بسبب الاعتداء فتجد المصروع يرى حيوانات تطارده، أو يرى أنه يسقط من مكان مرتفع.

إن درجة ظهور أعراض المس على الإنسان في اليقظة تتأثر ب إيمان الشخص وحسن توكله على الله، وعلى سبب التلبس وعلى طبيعة الشيطان ومكانه في الجسد فلو كان الإنسان قوي الإيمان صادق التوكل على الله فإن الشيطان يكون ضعيفًا عاجزًا لا يستطيع أن يتحكم في عقل وقلب هذا المؤمن بسهولة.

علاج المس الشيطاني

  • الثقة بالله وبقدرته على رد كيد الشياطين، وشفاء كل مصاب.
  • تقوية النفس وعدم الإستسلام لهذه الأعراض مهما كان أثرها.
  • أن يقتنع الممسوس بأنه أقوى من الشيطان ، وأن الشيطان ضعيف ، أضعف من أن يؤثر به .
  • أن الشيطان لا يستطيع أذية الممسوس إلا بإذن الله سبحانه وتعالى .
  • المحافظة على الوضوء ، لما للوضوء من أثر عظيم في دفع الشياطين.
  • قراءة سورة البقرة يومياً أو الاستماع إليها إذا كان الشخص المصاب لا يحسن القراءة.
  • الحرص والمواظبة على قراءة آيات الرقية الشرعية يومياً أو الاستماع إليها إذا كان المصاب لا يجيد القراءة.
  • قراءة آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة كل ليلة.
  • الإكثار من الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والدعاء وسؤال الله الشفاء.
  • الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ.
  • تكرار قول «لا إله إلا الله وحدة لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» مئة مرة يوميا والأفضل صباحا ومساءً.
  • الإكثار من الدعاء .

دعاء تحصين النفس من الشياطين

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه، اللهم يا مالك يوم الدين، إياك نعبُد وإياك نستعين،أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدٌ عبده ورسوله.

  • اللهم إنا عبيدك، بنو عبيدك، وبنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدلٌ فينا قضاؤك، نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أعلمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا، اللهم اشرح لي صدري، ويسرّ لي أمري، وجنبني وساوس الصدر، وشتاتُ الأمر.

  • اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء ، فالق الحبّ والنوى مُنزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل ذي شر، أنت آخذٌ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء.

  • بسم الله الذي لا يضرُ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.

  • أعوذ بالله مما استعاذ به موسى وعيسى وإبراهيم الذي وفّى من شر ما خلق وذرأ، ومن شرّ إبليس وجنوده من الجن والإنس، ومن شر ما يبغي ومن شر كل معلن ومسر، ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار، ويكمن بالنهار ويخرج بالليل.

  • أعوذُ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين أو يحضرون.

  • اللهم إنا نعوذ بك من شر كل جبار عنيد، ومن كل شيطان مريد، وجني مكيد، وبالليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، ومن كل حاسد وحاسده.

  • اللهم إني اسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استعذتُ به أعذت، اللهم أهلك كل من طغى وبغى عليّ من عبادك المسلمين، ومن السحرة والشياطين، والمردة والعفاريت يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد يا ودود ذو العرش المجيد يا حليم، اللهم مُنزل الكتاب ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزل الأرض من تحت أقدامهم.

لا تنس ذكر الله
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
0 / 100

إقرأ المزيد :





عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية