النوم اليسير لا ينقض الوضوء

النوم اليسير لا ينقض الوضوء

النوم اليسير لا ينقض الوضوء


قول الشيخان ابن باز وابن عثيمين


النَّومُ "اليسيرُ" غيرُ ناقضٍ للوضوءِ مطلقًا على الصَّحيح : مِن قاعدٍ وقائم، أو راكعٍ وساجدٍ ومضطجع، خلافًا للكثير فإنّه ناقضٌ مطلقًا. وهو قول بعض الأصحاب واختاره الشيخان: ابن باز وابن عثيمين.

وفي المذهبِ عندهم تفصيلٌ: فلا ينقضُ نومَ القاعد والقائم إلّا ما كانَ كثيرًا، أمَّا المضطجعُ والرَّاكع والسَّاجد: فينقضُ كثيرُه ويسيرُه.

وعلَّلوا ذلك: بأنَّ القاعدَ والقائم، ليس كالمضطجع والرَّاكع والسَّاجد في حفظِ مخرجِ الحَدثِ ، لأنَّ المضطجع -ومثله الرَّاكع والسَّاجد- إذا نعسَ، أو حصلَ له شيء مِن النَّوم: فإنَّه لا يأمنُ خروج الحدثِ، وهو لا يدري.

المقصود بالنوم الكثير


والنَّومُ الكثيرُ هو الذي يغيبُ فيه شعور الإنسان، ولا يدري عمَّا حوله، ولا يشعرُ بشيء، وممكن أن يُعبَّر عنه: بالنَّوم المستغرق الذي يستغرق عقل الإنسان، واليسيرُ هو ما لا يستغرق عقله.

ومِن أهل العلم مَن قال: إنَّ النَّوم مِن القاعد المتمكّن في مقعدته، بحيث يأمن منه أنَّ نومه لا ينقض، فإنَّه لا ينقض ، لأنَّه في هذه الحال أمِنَ مِن الحدثِ، ولكن إطلاق الحديث هو نومٌ، مطلق النَّوم.

شك الإنسانُ هل نومُه ناقضٌ، أو ليس بناقضٍ


وإذا شكَّ الإنسانُ هل نومُه ناقضٌ، أو ليس بناقضٍ؟ فالأصلُ: عدمُ النَّقض، يعني هل نامَ نومًا ناقضًا، هل هو استغرق، أو لم يستغرق؟ فالأصلُ: عدمُ النَّقض.

حديث عن النقض بالنوم


وأصلُ النَّقض بالنَّوم: حديثُ صفوان بن عسال رضي الله عنه قال: « أمرنا رسولُ الله ﷺ ألا ننزع خفافَنا ثلاثة أيام ولياليهن، إلّا مِن جنابة، ولكن مِن غائطٍ وبولٍ ونومٍ» . فهذا نصّ في النَّقض بالنَّوم.

قال العلماءُ: هذا فيه دلالة على أنَّ النَّوم ليس هو في ذاته ناقض، لكنّه مظنّة النَّقض ، لأنَّ الإنسان إذا نامَ: لا يدري عن نفسه، يحدثُ وهو لا يشعر، فجُعِلَت المظنَّة علَّة للحكم، مظنَّة الحدث، مظنَّة النَّقض: النَّومُ.

ومِن الدَّليل على العفو عن يسير النَّوم: حديث أنس، عند أبي داود، وأصله في مسلم، ذكره الحافظ ابن حجر في "بلوغ المرام"قال: « كانَ أصحابُ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفق رءوسهم» -تخفق: يعني يرفع رأسَه ثم يطأطئه، وتكون لحيته على صدره، ذقنه، يرفع ويخفض- «ثمَّ يصلّون ولا يتوضئون» ، هذا دليلٌ على أنَّ النّوم اليسير لا ينقض.

وفي بعض روايات هذا الحديث: يضَعونَ جنوبَهم فينامونَ، منهم مَن يتوضَّأُ، ومنهم مَن لا يتوضَّأُ.
فمجموع الأدلّة يمكن أن نأخذ منها: أنَّ النَّوم اليسيرَ لا ينقضُ؛ مِن قاعدٍ، وقائمٍ، ومضطجعٍ، في كلّ الحالات، وأمّا الكثير: فإنَّه ينقضُ

لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية