طاقة الإيمان

 طاقة الإيمان

طاقة الإيمان


تلقي طاقة الايمان


في أحد الأيام أصابني يأس شديد ، كرهت من حولي وتمنيت الهـلاك ، بينمـا أرى الناس منهم الضاحك ومنهم اللاهي وبعضهم ينام قرير العين ، وعلى اليمين هناك أثرياء تمطر عليهم الأموال ، وعلى اليسار فقراء يقفون بالطوابير أمـام بـائع خفض من سعر بضاعته التي اقترب موعد انتهائها وإذا وضعت رأسي على الوسادة لا أزال في أرق شديد وضيق أشد ، أما إذا خرجت فإني لا أرى إلا ثقـلاء النـاس سقط من عيني ، حتى أنت يا من تقرأ هذه الكلمات قد أصابك ما أصابني في ما ، لا تضحك فيه ولا تمرح ، ولا تحكي أبدا أو تمزح ، ولأقرب لـك حقيقـة الحزن واليأس الذي نراه في أعين الناس ، انظر إلى فلان العاشق الذي أحـب فتـاة لسنوات عديدة وفي النهاية إما أنها تزوجت أو خانت محبته ، وانظر إلى ذلك الفاقد الذي لم يتبقى له من أسرته أحد ، أو ذلك الفاشل في نظر الناس الـذي يـكـافح ويكافح لأجل أن يثبت نجاحه لكنه لا يستطيع لأنه لا يجد فرصة للنجـاح ، إمـا فقره أو وجود أسرة في رقبته كما يقول العامة ، لابـد أن يعمـل ويتـرك دراسته وزواجه وكل ما يملك لأجل أن يعيل إخوته ، ثم ينظر إلى أصدقائه الـذين يتمتعون في الجامعات ويسهرون في الليالي الباردات تحت لحاف الدفئ يشـاهدون الأفلام والقينات ، لا يحملون هما ولا وجعا ، فكل واحد منهم في بداية الشهر يأتيه رزقه رغدا ، بل إذا فني المال من جيبه أخبر والده فأرسل له ما يغنيه ويدخل السرور إلى قلبه ، وينتهي به المطاف ليعيد دراسة السنة بعد سقوطه ، ولا يجد من يقول لـه أنت فاشل ، إنما لديهم قوة ليقولوها في وجوه الفقراء واليتامى الذين لا يجدون مـا يعينهم على العيش فضلا عن الدراسة ، وأعود بكم إلى حزبي الذي أصبت بـه في ذلك اليوم ، أفكر كثيرا كيف أتاني الحزن وقد كنت أحاول أن أدخله في قلب كل من يجالسني ، أدركت حينها أنني محتاج لقوة أشحذ بها نفسي وأقويها ، فهذا الضيق وهذه الأوجاع لا يمكن لنا أن نتخلص منها بغير هذه الطاقة ، إذا لم تتخيل نورهـا وضوءها الساطع فلن تستطيع أن تدرك ماهيتها ، ولن تستطيع أن تلمسها ، لقد قال علماء الفلسفة وعلماء الطاقة البشرية وغيرهم ممن يهتمـون بـالنفس أن العقـل والقلب يصدق الكلام الذي يتردد على اللسان ، أو بمعنى آخر يتعايش مع الكلمات التي يطلقها اللسان ، حتى صاروا يقولون للفاشل قل أنا ناجح اجعل أفكارك ايجابية ، إن لطاقة الإيمان حلاوة وهذه الحلاوة الرائعة لا يتذوقها إلا عاشق للإيمان ومحـب له ، حتى لو قرأت في كتب الغربيين الذين يتحدثون عن القلق والحـزن وكيفيـة علاجه وضعوا بابًا خاصا بالإيمان .
ولست هنا لأتحدث الايمان ولكـني أود أن أحكي لكم قصة الحياة وعظيم هذه الطاقة الايمانية ، التي فقدها الكثير رغم حلاوتها وقوتها ، من سيقف في وجه أبيه وأمه وفي وجوه الناس جميعا ليقول حقا دون تردد أو خوف ، من سينشر في رأسه بمنشار العذاب ثم يبتسم وكأنه لا يشعر بالألم ، نعم هذا ما أريده إنه الألم ، فهل هناك ألم مع الإيمان ، هل سبق أن فقدت أعز ما تملك ، بسهولة ، تحاول أن تمسك به لكنه رحل بل أشد ألما أن تفقد تحب وهو يقـول لك لا أريدك ولا أحبك ، وربما خان عشرتك معه ، فتخلى عنك وغدر بك .
هـل تشعر بهذا الألم إنه مع طاقة الحياة الإيمانية سيمر عليك كما تشرب الماء ولن تشعر بألم الفراق أو البعد ، أتظن أني أحمد أحاسيسك وعواطفك ، كلا ، إنني أحـاول أن أوصلك إلى قلبك لترى الأشياء بقوة ، وتتأملها بشدة ، فلا تقع في مكر الماكرين ولا غدر الغادرين ولا فتك الفاتكين ، ثم بعد هذا عندما تمتلك هذه الطاقة سوف تقلب الدنيا وتحكمها وتسيطر على العالم أجمع ، سيطرة لا يشوبها نـزاع أو قسر ، كلهم وسيجعلونك بطلهم ، ومرشدهم ، لقد أنـزل الله هذه الطاقـة ولـكـن من الناس امتلكها ، وهي أقوى طاقة في الدنيا فدعونا نستولي عليها بقلوبنـا نك قليلا ليظهر بريقها في أعيتنا .

تتمة طاقة الايمان


كم من الآيات والأحاديث تذكرنا بهذه الطاقة وكيفية الحصول عليها ولم نعر اهتماما ، إننا حمقى إذا لم نأخذ منها ولو قليلا ، منذ أن نـزل أبونا آدم إلى هـذه الأرض نـزلت معه هذه الطاقة وأرسل الله إلينا الرسل ليرشدونا إليها لن نجـدها في كهوف أو توابيت ، ولا في مقابر أو آثار ، بل إنها موجودة في كل مكان وفي أي وقت إذا طلبتها من الله فقط ، بصدق نية وبثقة ويقين ، كم من أسماء الأنبياء تحفظ ؟ وهل ستجيب على سؤالي ؟ إن سؤالي لماذا الأنبياء ؟ ولماذا هذه الحروب وجميع الناس يعلم أنه لا بقاء لهذه الدنيا ، وأنها ستفنى وقيل فنائها سيفنى كل من فيها ، كم سفينة لحظة غرقها التجأ كل من فيها إلى السماء يدعون خالقها أن يرحمهم رغم أنهـم لم يصدقوا به من قبل ، وكم مرة حزنت وبلغت بك الأمور حتى كرهت نفسـك ثم التجأت إليه ففرج عنك فرجة أو فرجات ، لقد علمنا آخر الرسل صلى الله عليـه وسلم أن نقول ( رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليـه وسـلم رسولا ) وأخبرنا أننا لو قلناها سوف نذوق حلاوة الإيمان ، نعم ستذوقها إذا أكثرنا من ترديدها ، ولا بد من يوم أن نفكر بهذه الكلمات ونسأل ما سر هذه الحـلاوة التي نتذوقها فإذا وصلنا إلى الحلاوة وذقناها تمنينا أن نملك القوة والطاقة العظيمـة التي يسمونها ( الإيمان ) .

من كتاب : مهارات الحياة
لا تنس ذكر الله
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية