لا تترك صلاة الاستخارة

في أحد الأيام قررنا أنا وصاحب لي أن نتعلم الحجامة ، ولم يك في المدينة من يتقن الحجامة إلا قليل ، ومع خوفي الشديد من جرح أحدهم بشفرة أو حتى وخزه بإبرة ، قلت إن هذه فرصة لأتغلب على نفسي ، فذهبنا إلى رجـل جـاء ضيفا إلى المدينة – لظروفه الخاصة - يعمل عطارا متحولا ، ويسكن في بيـت أحد أصدقائنا ، لقد كان يوما حافلا جدا بالمعرفة والفهم ، فلقد تعلمنا الحجامة بجلسة واحدة ، وحجمت بعد ذلك أكثر من ثلاثين رجلا ثم توقفت لأن مرادي قد انتهى ، ولكن إلى جانب ذلك تعلمت درسا آخر ، إنه الاستخارة ، نعم لقـد كان هذا الرجل الحجام كلما هم بعمل ولو كان صغيرا صلى ركعتين ودعـا بدعاء الاستخارة ثم ذهب وقام بعمله ، سألته عن هذا فقال : منـذ أن كنـت صغيرا وأنا أداوم على هذه الصلاة ، أطلب من الله الخيرة في كـل أمـوري ، إن أحدنا لا يعرف الاستخارة إلا في الزواج ، مع أن الاستخارة في كل أمر يحز بنـا ويهمنا ، لقد تذكرت قصة ذلك الرجل الذي صلى في المسجد ركعتين ثم قـام ، فأوقفه رجل ممن كان في المسجد وقال له : أوليس لك عند الله ( ما في عندك طلب ترجوه من الله ) قال الرجل : بلى ، فقال له : ولماذا لا تدعوا الله ، لقد رأيتك تصلي بسرعة وتنقر كالديك ثم خرجت ولم تطلب شيئا مـن والله إني إذا أردت أن أشتري ملح طعام للبيت صليت ودعوت أن يوفقني ثم ذهبت إلى السوق . يعني الله ، الله ، لا أعني بذلك أن نتكلف مالا نطيق ، بل ما أعنيه أن نداوم الطلب من فهو صاحب الفضل وهو الكريم ، كلما أردت حاجة ولو كنت تملـك ثمنـها اطلب العون والخيرة من الله حتى يبارك لك فيما تطلب ، ويحميك ممن يريدون سلب مالك فيغشوك ، استعن بالله على كـل حوائجـك ، ولا تـنس فضـل الاستخارة ، واحفظ دعاءها عن ظهر قلب ، حتى يتسنى لك الـدعاء في كـل أوان ..

من كتاب : مهارات الحياة
لا تنس ذكر الله

إقرأ المزيد :