جهاد النفس

جهاد النفس

جهاد النفس


البلاء العظيم

مِن البلاء العظيم في هذا العصر أن تتيسّر طرق الوصول إلى ما حرّم الله مِن الشهوات؛ مِن شرب الخمر، وفعل الفواحش ودواعيها؛ مِن النّظر والسّماع والمحادثات، من خلال القنوات الفضائية وهواتفُ الجوال وشبكةُ النت، كل هذه الوسائل المتاحة تيسّر الوصول الى ما حرم الله.
كما في هذا العصر تيسّرت أسباب السفر وخفَّت كلفه، وانتشرت مكاتب شركات السّفر والسّياحة، ونشرت الدّعاية لذلك، وهيّئت الفنادق والحدائق للسّياح مِن ذوي القلوب المريضة بالشّهوات، مع توفير ما يطلبونه مِن ذلك؛ فعظُمت بذلك المحنةُ، واشتدّ البلاءُ، وكلّ ذلك جارٍ بقدر الله، ولحكمته البالغة في ابتلاء العباد، ليميز الله الخبيثَ مِن الطيب، وليعلم الله مَن يخافه بالغيب، فيكُفّ عن الحرام مع قدرته عليه، خوفًا مِن الله الذي يراه ، فالله سبحانه وتعالى لا يعزب عن علمه وبصره مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ولا أصغر منها ولا أكبر إلا في كتاب مبين ، يقول تعالى: ﴿وَما تَكونُ في شَأنٍ وَما تَتلو مِنهُ مِن قُرآنٍ وَلا تَعمَلونَ مِن عَمَلٍ إِلّا كُنّا عَلَيكُم شُهودًا إِذ تُفيضونَ فيهِ وَما يَعزُبُ عَن رَبِّكَ مِن مِثقالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصغَرَ مِن ذلِكَ وَلا أَكبَرَ إِلّا في كِتابٍ مُبينٍ﴾ [يونس: ٦١]

عبادة الله وطاعته

عبادة المسلم لله وطاعته هي قضية إيمانية تمثل الإخلاص وترتبط بالإحسان، كما في الحديث الصحيح : «أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك» ، فالمسلم يعبد الله على هذه الصفة، وهي استحضار قربه، وأنه بين يدي ربه كأنه يراه ، وذلك يوجب الخشية، والخوف، والهيبة، والتعظيم ، قال تعالى : ﴿... إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ شَهيدٌ﴾ [الحج: ١٧]

أما اذا اطاع المرء نفسه وانقاد لها هلك، أما إن جاهدها وزمها بزمام الإيمان، وألجمها بلجام التقوى، فإنه يحرز بذلك نصرًا في ميدان من أعظم ميادين الجهاد. وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال : « قال رسول الله ﷺ في حجة الوداع : ألَا أُخبِرُكم بالمؤمنِ: مَن أمِنه النَّاسُ على أموالِهم وأنفسِهم والمسلمُ مَن سلِم النَّاسُ مِن لسانِه ويدِه والمجاهدُ مَن جاهَد نفسَه في طاعةِ اللهِ والمهاجرُ مَن هجَر الخطايا والذُّنوبَ» .

أفضل أنواع الجهاد

جهاد النفس من أفضل أنواع الجهاد، قال ابن بطال: جهاد المرء نفسه هو الجهاد الأكمل، قال تعالى:﴿وَأَمّا مَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفسَ عَنِ الهَوى﴾ [النازعات: ٤٠]
ويقع بمنع النفس عن المعاصي، وبمنعها من الشبهات، وبمنعها من الإكثار من الشهوات المباحة لتتوفر لها في الآخرة.

لا تنس ذكر الله
سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية