حكم الحزن على الميت

حكم الحزن على الميت

حكم الحزن على الميت


الموت حق


الموت مصيبة عظيمة، وفاجعة كبيرة؛ كتبه الله سبحانه وتعالى على جميع خلقه من الإنس والجن، الكبير والصغير، والذكر والأنثى، قال تعالى: ﴿وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ﴾[فاطر:١١] ولكن كل مصيبة مهما عظمت فيقابلها أجر لمن صبر على شدتها،قال تعالى : ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة:١٥٥] ، وهكذا مصيبة الموت؛ فينبغي عند وقوعها الصبر عليه، وترك الاعتراض على قدر الله سبحانه وتعالى .

جزاء الصبر على مصيبة الموت


ولقد وعد الله سبحانه وتعالى من صبر واحتسب على ما أصابه من مصيبة الموت الأجر العظيم ،
فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما مِن مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيَقولُ ما أمَرَهُ اللَّهُ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156]، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وأَخْلِفْ لي خَيْرًا مِنْها، إلَّا أخْلَفَ اللَّهُ له خَيْرًا مِنْها».

وجاء في الحديث أن جزاء الصبر على فقد الولد بيت في الجنة ، فعن أبو موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا مات ولدٌ لعبدٍ قال اللهُ عزَّ وجلَّ لملائكتِه قبضتم ولدَ عبدي فيقولون نعم فيقولُ قبضتم ثمرةَ فؤادِه فيقولون نعم فيقولُ ماذا قال عبدي فيقولون حمَدك واسترجع فيقولُ ابنُوا لعبدي بيتًا في الجنَّةِ وسمُّوه بيتَ الحمدِ».

حكم الحزن على الميت


لا يؤاخذ المسلم بحزنه حال أصيب بموت عزيزٍ عليه أو قريبٍ له، فالحزن من الأمور الفطرية التي جُبلت عليه النفس البشرية، وممّا دلّ على جواز الحزن على الميت حزن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على وفاة ابنه إبراهيم حيث قال: «إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ»

أمّا في حال رافق الحزن أمراً محرّماً نحو لطم الخدود، وشق الجيوب، ونتف الشعور فإنّه يحرم لاقترانه بفعلٍ محرمٍ، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: «ليسَ مِنَّا مَن لَطَمَ الخُدُودَ، وشَقَّ الجُيُوبَ، ودَعَا بدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ».

حكم البكاء على الميت


البكاء جائز على الميت إن لم يرافقه النياحة والندب وارتفاع الصوت فيه؛ لما ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن قال: «شَهِدْنَا بنْتًا لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَالِسٌ علَى القَبْرِ، قالَ: فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمعانِ».

مدة الحزن على الميت


المدة التي يُسمح بها للمسلم الحزن على الميت لا تزيد عن ثلاثة أيام.
باستثناء المرأة على زوجها يجب أن تحد عليه أربعة أشهر وعشرا، وفاء لحق الزوجية، وللرباط المقدس الذي جمع بينهما.
والحامل تحد حتى تضع حملها ، قال تعالى : ﴿وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ [الطلاق:4] وفي الصحيحين: أن سبيعة الأسلمية ولدت بعد وفاة زوجها بليالي، فأخبرها النبي ﷺ أنها حلت، وأذن لها في النكاح إن شاء وهذا محل إجماع من أهل العلم.

لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية