أسماء ذات النطاقين الأسوة والقدوة

أسماء ذات النطاقين الأسوة والقدوة

أسماء الأسوة والقدوة


مقدمة

إن سيرة أسماء بنت أبي بكر الصديق ستظل على مدى الأيام والسنين تحمل المعانى الخالدة، ويتناقلها الجيل بعد الجيل ليكون منها الأسوة والقدوة، فهي المخلصة لربها، المتفانية في سبيل دينها وعقيدتها لمشاركتها في الهجرة، فكانت عنوانا لتضحية المرأة المسلمة وقدوة تسير على طريقها، ثم تعاونها مع الزوج فكانت المثل الأعلى للزوجة الصالحة، وكانت تضحيتها الغالية بابنها في سبيل المبدأ والرسالة والدين، وفوق كل ذلك هناك من الصفات ما ينبغي أن نناسى بها، ونضعها أمامنا لنسير على طريقها.

كرم أسماء

كانت أسماء كريمة وكان كرمها لا يقف أمامه شيء، فقد تنفق كل ما معها، ولا يبقى لها شيء، يستوى عندها الإنفاق فى حالات الفقر والغني فلا يمنعها الفقر، ولا يبقى لها الغنى شيئًا، فقد أصبح كرمها عادة وسجية. ذهبت إلى رسول الله ﷺ في شدتها وعسرها وقالت: يا نبي الله، ليس في بيتى شيء إلا ما أدخل على الزبير، فهل أكون مذنبة إذا أعطيت القليل من ماله؟

فقال لها : أعطى ولا تبخلى فيبخل الله عليك. وكانت تقول لبناتها وأهلها أنفقن... ..وتصدقن... ولا تنتظرن الزيادة عما عندكن حتى تجدن به فإنه أحسن ثوابًا وأجدى عند الله - تعالى -.

ولما كثر الخير والمال عندها كانت تمرض، فتعتق في مرضها كل مملوك لها. وقال عنها عبد الله بن الزبير - ما رأيت امرأة أجود من عائشة وأسماء، وجودهما مختلف، أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه، أما أسماء فكانت لا تدخر شيئًا لغد.

شجاعة أسماء

كانت شجاعة، وتظهر شجاعتها الفائقة فى الهجرة.. في مقابلتها العدو الله أبي جهل، وفي موقفها مع جدها أبي قحافة، وفي ذهابها ليلاً وعودتها مع أخيها عبد الله لتحمل ما يحتاج إليه الرسول وأصحابه، ثم شقها لنطاقها لتربط به الزاد والماء. وفي غزوة تبوك حضرت مع زوجها وابنها عبدالله وكان صغيرا، واستعدت لقتال العدو.

قوة إيمان أسماء

كانت قوية الإيمان، كانت عقيدتها صافية لا يعكر صفوها شيء مهما غلا ثمنه، وارتفعت مكانته، ولو كان أغلى الناس عندها لضحت به ابتغاء مرضاة الله - سبحانه وتعالى - . قدمت أمها قُتَيْلَةُ إلى المدينة، وكان أبو بكر قد طلقها في الجاهلية ولاتزال على الشرك، وقد حملت لابنتها هدايا زبيبًا وسمنا... إلخ، فأبت أن تقبل هديتها أو تدخلها بيتها وأرسلت إلى عائشة - رضي الله عنها - تقول لها: سلى رسول الله في أمر أمى وما تحمل فقال : لتدخلها بيتها، وتقبل هديتها.

فأنزل الله - سبحانه وتعالى - في ذلك قرآنًا يتلى :
﴿لا يَنهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذينَ لَم يُقاتِلوكُم فِي الدّينِ وَلَم يُخرِجوكُم مِن دِيارِكُم أَن تَبَرّوهُم وَتُقسِطوا إِلَيهِم إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقسِطينَ۝إِنَّما يَنهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذينَ قاتَلوكُم فِي الدّينِ وَأَخرَجوكُم مِن دِيارِكُم وَظاهَروا عَلى إِخراجِكُم أَن تَوَلَّوهُم وَمَن يَتَوَلَّهُم فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ﴾ [الممتحنة: ٨-٩]
صدق الله العظيم

صبر أسماء

كانت أسماء - رضى الله عنها - صابرة على آلامها الجسمية والنفسية محتسبة ذلك عند الله - سبحانه وتعالى - كان في عنقها ورم فصبرت على آلامه، وشكت آلامها للنبي ، فجعل النبي يمسح عنقها ويقول: «اللهم عافها من فحشه وأذاه». وكانت إذا صدعت تضع يدها على رأسها وتقول: بذنبي.. وما يغفر الله أكثر. تضايقت من شدة الزبير وغيرته أحيانًا، وذكرت ذلك لأبيها فقال لها رضي الله عنه: - يا بنية اصبري، فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها، فلم تتزوج بعده جمع الله بينهما في الجنة.

وقصة أسماء - رضى الله عنها - مع ابنها عبد الله فاقت كل وصف فيها قوة الإيمان وصدق العزيمة وعزة النفس المؤمنة، والتسليم لأمر الله، والتضحية بكل غال وعزيز في سبيل المحافظة على العقيدة الصحيحة والتمسك بدين الله، والموت في سبيله. وهل هناك شيء أغلى من ابنها وفلذة كبدها؟ لقد كانت في أمس الحاجة إليه بعد الهرم والضعف والوهن وفقد البصر لقد أمرته أن يجاهد حتى يموت، ونصحته بأن يستمر في قتاله حتى النهاية وكانت هادئة النفس مطمئنة القلب، موقنة إيقانًا لاشك فيه أنها ستلقاه في الآخرة. لقد أدت رسالتها، وإنها لأعظم رسالة فيها الأسوة والقدوة لكل مؤمن ومؤمنة رضى الله عنها، ورفع مكانتها مع الأنبياء والرسل والشهداء والصالحين.

الخلاصة

تختتم القصة بالهدف الذي نسعى إليه، وهو الأسوة والقدوة في سيرة أسماء - رضى الله عنها - فى الكرم وقوة الإيمان والصبر والشجاعة والصمود لتكون نبراسا لكل فتاة مؤمنة معتزة بربها ودينها ونفسها والله الموفق.

لا تنس ذكر الله
سبحان الله
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية