سنن النبي ﷺ في العيد
الأغتسال والتطيب يوم العيد
ينبغي للمسلم أن يحرص يوم العيد على الاغتسال و الطيب ، فقد استحبه طائفة من أهل العلم ، وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما : ( أنه كان يغتسل قبل أن يغدو إلى الصلاة )
فقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما : ( أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين ).
وقال ابن القيم رحمه الله : ( وكان - صلى الله عليه وسلم - يلبس أجمل ثيابه ، فكانت له حله يلبسها للعيدين والجمعة).
سأل رجل عليا رضي الله عنه عن الغسل قال :«اغتسل كل يوم إن شئت فقال : لا الغسل الذي هو الغسل ؟ قال : يوم الجمعة ويوم عرفة و يوم النحر ويوم الفطر».
أما النساء فيبتعدن عن الزينة والتطيب إذا خرجن ؛ لأنهن منهيات عن ذلك.
يتجمل المسلم للعيد دون مبالغة أو إسراف
عن عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما ، قال :«أخذ عمر جبة من إستبرق تباع في السوق فأخذها ، فأتى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا رسول الله ، اتبع هذه ، تجمل بها للعيد و الوفود ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنما هذه لباس من لا خلاق له ، فلبث عمر ما شاء الله أن ثلبث ، ثم أرسل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، بحبة ديباج ، فأقبل بها عمر ، فأتى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا رسول الله ، إنك قلت إنما هذه لباس من لا خلاق له ، وأرسلت إلي بهذه الجنة ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : تبيعها أو تصيب بها حاجتك».
قال العلامة السندي : (منه عُلم أن التجمل يوم العيد كان عاده متقررة بينهم ، و لم ينكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فعلم بقاؤها).
وقال ابن قدامه في المغني : (وهذا يدل على أن التجمل عندهم في هذه المواضع كان مشهوراً .... ) ، وقال مالك : (سمعت أهل العلم يستحبون الطيب والزينة في كل عيد).
قال ابن حجر : (روى ابن أبي الدنيا ، والبيهقي بأسناد صحيح إلى ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين).
تنبيه هام : أحذروا التجمل المحرم :
ومن المخالفات الشرعية التي يقع فيها بعض الناس في هذا الباب على سبيل المثال :
١ - صبغ الشعر باللون الأسواد وهو مما نهى عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، قال - صلى الله عليه وسلم - : «غيروا الشيب ولا تقربوه». ، والمشروع في ذلك استخدام الحناء أو أي مادة مباحة تصبغ الشعر بغير السواد .
٢- حلق أو تهذيب اللحية للرجال وهذه مخالفة لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بوجوب إعفائها ، قال - صلى الله عليه وسلم - :«أعفوا اللحى وجزوا الشوارب و غيروا شيبكم ولا تشبهوا باليهود والنصارى». مما ذكر في شمائل النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان كثير شعر اللحية.
٣- إسبال الثياب إلى أسفل الكعبين - للرجال - وهي مخالفة صريحة لقوله - صلى الله عليه وسلم - : «إزرة المؤمن إلى نصف الساق ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين ، ماكان أسفل من الكعبين فهو في النار ، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه».
٤- نتف الحواجب وتهذيبا - للنساء - وهي معصية تستوجب الطرد والإبعاد من رحمة الله - والعياذ بالله - قال - صلى الله عليه وسلم - :«لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله».
والتنميص يشمل إزالة وتخفيف الحواجب إذا كانت عريضة وإن كان بدافع التزين للزوج لما في ذلك من تغير خلق الله.
٥-لبس النساء ثيابا تخل بالاحتشام كالثياب الخفيفة أو القصيرة أو الضيقة أو المفتوحة ولبس البنطال الذي يصف مفاتن المرأة ، وذلك لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم - : « صنفان من أهل النار لم أرهما بعد قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ويجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا».
وقد فسر قوله «كاسيات عاريات» بأنهن يلبسن ألبسة قصيرة لا تستر ما يجب ستره من العورة وفسر بأنهن يلبسن ألبسة خفيفة لا تمنع من رؤية ما وراءها من بشره المرأة ، وفسرت بأن يلبن ملابس ضيقة فهي ساتره عن العورة لكنها مبدية لمفاتن المرأة وعلى هذا فلا يجوز للمرأة أن تلبس هذه الملابس الضيقة إلا لمن يجوز لها إبداء عورتها عنده وهو الزوج فانه ليس بين الزوج وزوجته عورة وأما بين المرأة والمحارم فانه يجب عليها أن تستر عورتها والضيق لا يجوز لا عند المحارم ولا عند النساء إذا كان ضيقا شديدا يبين مفاتن المرأة.
أكل تمرات وترا قبل الخروج إلى صلاة العيد الفطر
يستحب قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر أن يأكل تمرات و ترا ، والوتر : إما أن يكون ثلاثاً ، أو خمسا ، أو سبعًا ؛ فعن أنس رضي الله عنه قال : «كان النبي . صلى الله عليه وسلم - لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترا».
خروج النساء والصبيان إلى المصلى في حجابهن الشرعي بغير زينة ولا طيب
فعن أم عطية رضي الله عنها قالت : ( أمرنا أن نخرج العواتق والحيض في العيدين يشهدان الخير ودعوة المسلمين ، ويعتزل الحيض المصلى».
ولقوله : - صلى الله عليه وسلم - : «وجب الخروج على كل ذات نطاق في العيدين».
الخروج إلى المصلى ماشيًا ومخالفة الطريق في العودة
عن على بن أبي طالب رضي الله عنه قال : «من السنة أن تخرج إلي العيد ماشيًا ، وأن تأكل شيئًا قبل أن تخرج»
وعن جابر رضي الله عنه قال : «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان يوم عيد خالف الطريق».
أي يخرج من طريق ويرجع من طريق آخر.
ذكر الله والتكبير حتى صلاة عيد الفطر وحتى غروب شمس ثالث أيام التشريق في عيد الأضحى
قال تعالى : ﴿ ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ﴾.( البقرة : ١٨٥ )
يكبر في عيد الفطر من غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى صلاة العيد ، وفي عيد الأضحى من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس ثالث أيام التشريق ، وصيغة الذكر : [ الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ] ، ويرفع الصوت فيها في الطرقات والشوارع والبيوت وبعد الصلوات ، وفي المساجد ، فقد ورد أن المدينة كانت ترتج بالتكبير.
تعجيل الأكل قبل صلاة عيد الفطر وتأخيره إلى ما بعد صلاة عيد الأضحى
عن عبد الله بن بريده ، عن أبيه قال : «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يخرج يوم الفطر حتي يطعم ، ولا يطعم يوم الأضحي حتى يصلى».
قال الحافظ ابن حجر : ( الحكمة في الأكل قبل الصلاة أن لا يظن ظان لزوم الصوم حتى يصلى العيد ، وقيل : لما وقع وجوب الفطر عقب وجوب الصوم استحب تعجيل الفطر مبادرة إلى امتثال أمر الله تعالى ، والحكمة في استحباب التمر لما في الحلو من تقوية البصر الذي يضعفه الصوم .
هذا كله في حق من يقدر على ذلك ، وإلا فينبغي أن يفطر ولو على الماء.
لا تنس ذكر الله