عشر ذي الحجة ويوم عرفة: فضلها وأعمالها وأسباب المغفرة فيها

عشر ذي الحجة ويوم عرفة: فضلها وأعمالها وأسباب المغفرة فيها

عشر ذي الحجة ويوم عرفة: فضلها وأعمالها وأسباب المغفرة فيها



في هذه الأيام تستقبل موسمًا عظيمًا، هو من مِنَح الله وعطاياه الجزيلة لأمة محمد -عليه الصلاة والسلام-، إنها عشر ذي الحجة التي جاءت في غضون أشهر الحج الذي كمَّل الله به دينه، وأتَمَّ به نعمته، وقد رَضِيَ لنا الإسلام دينًا.

مكانة عشر ذي الحجة وفضلها


إن مِن مِنَحِ الله -جل وعلا-، وعظيم إفضاله على عباده أن جعل لهم من مواسم الخيرات التي تُضاعَفُ فيها الأجور، وتُحط فيها الأوزار، ما يتنافس فيه المتنافسون، ويسعى إلى فضل الله فيه الساعون من عباد الله الأخيار، والله -جل وعلا- قد امْتنَّ بهذه المنة العظيمة، فقال سبحانه: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾[الفرقان:62].

وهذه العشر -عشر ذي الحجة- عشر مباركة، ميَّزها الله عن غيرها وفضَّلها تفضيلًا عظيمًا؛ ولذلك أقسم الله -جل وعلا- بها في كتابه الكريم؛ كما قال عز من قائل: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾[الفجر:1-2].

قال الإمام ابن كثير -رحمه الله-: "الليالي العشر المراد بها: عشر ذي الحجة؛ كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف".

فالله -جل وعلا- أقسم بها، وهو -جل وعلا- إذا أقسم بشيء دلَّ على عظمته وفضله، وعلى شريف مكانته، فأقسم الله بهذه الليال العشر -والمراد بها: عشر ذي الحجة- ولذلك بيَّن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أيضًا فضلها وعظيمَ مكانتها، فيما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "ما من أيامٍ العملُ الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام"؛ يعني: أيام العشر، قال الصحابة: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ الصحابة مُستقر عندهم -كما هو بيِّنٌ من نصوص الكتاب والسنة- أن ذِروة سَنام الإسلام الجهاد، وأن فضله عظيم، ونبيهم بين أيديهم يقول: إن العمل الصالح في هذه الأيام العشر، هو أفضل العمل عند الله، أحبُّ عند الله -جل وعلا-؛ يعني: أن العمل الصالح لو كان في أيام أُخَر غير هذه الأيام العشر، فإنه أدنى وأقل منزلةً، أما منزلتُه في هذه الأيام العشر فإنه أعظم عند الله -جل وعلا-، قالوا: لو أن إنسانًا كان يجاهد في غير أيام العشر، وإنسانًا آخر عمل صالحًا في هذه العشر؛ فأيهما أعظم ثوابًا؟ هكذا عرَضوا المسألة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، بعدما رأوا هذا الفضل العظيم والثواب الجزيل الموعود به على العمل الصالح في هذه الأيام العشر، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله يا رسول الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلاً خرج بنفسه وماله، ولم يرجع من ذلك بشيءٍ".

لو قارنَّا بين إنسان جاهَد بغير أيام العشر، وخرج بنفسه وماله، ولم يرجع من ذلك بشيءٍ، هذا الذي عمله أفضل ممن عمِل العمل الصالح في عشر ذي الحجة؛ فدلَّ ذلك على فضل العمل في عشر ذي الحجة، وأنه يفوق غيره حينما يُوقَع في غيرها، وهذا من فضل الله الذي يضاعف الثواب، ويعطي الجزيل؛ فله الحمد والمِنة.

فهذا الحديث يدل -كما يقول العلماء- على أن العمل في أيام العشر أحبُّ إلى الله من العمل في أيام الدنيا، من غير استثناء شيء منها، وإذا كان أحب إلى الله -جل وعلا-؛ فلا شك أنه أفضل وأن ثوابه أجزل، والله ذو الفضل العظيم؛ ولذلك فإن المشروع للمسلمين أن يُرُوا الله من أنفسهم خيرًا في هذه الأيام العشر، فإن طرق الخير كثيرة، ومجالات كسب الحسنات متعددة، وذلك بفضله -جل وعلا-.

من الأعمال المشروعة في عشر ذي الحجة


ومما يُبيِّن عظيمَ الفضل والشرف لهذه الأيام: أن الله -جل وعلا- نوَّه بها أيضًا في موضع آخر من كتابه الكريم؛ كما قال -جل وعلا-: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾[الحج:27-28].

ثبت عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن الأيام المعلومات المرادة في هذه الآية: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ﴾، الأيام المعلومات: هي عشر ذي الحجة، وعلَّق البخاري هذا القول عن ابن عباس مجزومًا به، ويُروى أيضًا عن جمهرة من الصحابة أن المراد بهذه الأيام المعلومات في هذه الآية الكريمة، هي أيام عشر ذي الحجة، وإذا كان الأمر كذلك؛ فإن المشروع للمسلم أن يُكثر من العمل الصالح فيها، وقد جاء التنويه بذكر بعض الأعمال في هذه الأيام -أيام العشر- كما يوضِّحه ما جاء في المسند عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: "ما من أيامٍ أعظم ولا أحب إليه العمل فيهنَّ عند الله من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهنَّ من التهليل والتكبير والتحميد"

فدلَّ ذلك على أن ذكر الله -جل وعلا- في هذه الأيام مِن أحب ما يُتَقَرَّبُ به إليه سبحانه، كما أن الذكر -ذكرَ الله- محبوبٌ عند الله سبحانه: ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ﴾[الأحزاب: 35]، وكما جاء أيضًا في نصوص عديدة، مبيِّنة عظيم فضل الذكر - ذكرِ الله -جل وعلا- فهو يَزداد منزلةً وثوابًا وعظمةً في هذه الأيام؛ ولذلك أُثِرَ عن بعض الصحابة؛ كما قال البخاري -رحمه الله-: "كان ابن عمر وأبو هريرة يَخرُجان إلى السوق في أيام العشر، فيُكبِّران ويُكبِّر الناس بتكبيرهما: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا".

ينبغي للمسلم أن يتعاهد نفسه بالذكر؛ فإن أجوره عظيمة، وحسناته مضاعفة؛ كما جاء في ترديد الأذكار: "مَن سبَّح الله مائة مرة"، و"من قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة، غُفِرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر"، و"مَن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كُتِب له كذا وكذا حسنة"، قال في تمام الحديث: "ولم يأت أحد بمثل ما جاء به ذلك اليوم، إلا من قال مثله أو زاد عليه".

لذلك ينبغي للمسلم أن يكون مستحضرًا لذكر الله -جل وعلا-، وألا يَنقضي يومه، ولا تزل ليلته، إلا وقد لهج لسانه بذكر الله -جل وعلا-.

ومن الأعمال المشروعة في هذه العشر العظيمة:

عموم الأعمال الصالحة، وبخاصة الفرائض، الصلوات والحفاظ عليها جماعةً مع المسلمين، وإتباعها بالنوافل المشروعة من الرواتب وغيرها، وهكذا الأعمال الصالحة الأخرى؛ من مثل: تلاوة القرآن، والحفاظ على حزب مقرَّر في ذلك، وهكذا الأعمال الصالحة التي ندَب الله إليها عبادَه، وأوجب بعضها عليهم؛ من مثل: بر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجيران، وبذل المعروف للناس؛ فإن الخلق عيال الله، وأحبُّهم إليه مَن أحسن إلى عياله.

الخلق عيال الله؛ أي: كلُّهم عالةٌ على الله، محتاجون إليه؛ فمن أحسن إلى عباد الله أحسن الله إليه، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

وهكذا من الأعمال الصالحة أفضلها وأشرفها أيضًا: إيقاع الحج في هذه الأيام؛ فإن من أعظم ما يختص به هذا الموسم العظيم: الحج إلى بيت الله الحرام؛ فهو عمل عظيم، وهو مكمل لأركان الإسلام، لمن لم يكن قام بفرضه، والمقصود أن الأعمال الصالحة مندوبٌ إليها في هذه العشر؛ فينبغي للمسلم ألا يفرِّط في هذا الموسم العظيم، وألا يفوته ما فيه من الخير العميم؛ فإنه لا يدري هل يأتي عليه موسم آخر مثله؟ ولا يدري هل يَقضيه كاملًا تامًّا؟؛ فإن المنايا لا يُدرى متى حلولها؟ والموفَّق هو من يبادر إلى مواسم الخير، ويستثمرها بالعمل الصالح؛ فإن الله -جل وعلا- يُعلي من شأنه، ويُعظم من قدره، ويضاعف له الثواب، والله ذو الفضل العظيم.

مكانة يوم عرفة وفضلها


وفي جملة هذه الأيام العظيمة الفاضلة، يوم عظيم هو أفضلها وأشرفها وأجلُّها، بل إنه -كما قال بعض العلماء- أعظم أيام الدنيا كلها، وإذا كان العلماء حينما قارنوا في الفضيلة بين أيام عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان، أيهما أفضل؟ وصار بعض العلماء إلى القول: إن عشر ذي الحجة أفضل أيضًا، حتى من العشر الأخيرة من رمضان، وتوسَّط بعضهم، فقالوا: إن ليالي عشر رمضان الأخيرة أفضل بالنظر إلى أن فيها ليلة القدر، وأما نهار عشر ذي الحجة فهو أفضل من نهار عشر الأخيرة من رمضان؛ لعموم ما جاء فيها من التفضيل؛ مثل هذا الحديث المتقدم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام"؛ يعني: عشر ذي الحجة.

فهذه العشر -عشر ذي الحجة- فيها يوم عرفة الذي له فضله وله شرفه، والذي يجود الله فيه على عباده جودًا عظيمًا؛ حتى يُرى فيه عدوُّنا وعدوُّ أبينا آدمَ (إبليس)، يُرى أحقر ما يكون في يوم عرفة؛ بسبب ما يرى من تنزُّل الرحمات، وفيض المكرُمات من ربنا -جل وعلا-، وفضل يوم عرفة الذي يستقبله المسلمون بعد بضعة أيام، ليس خاصًّا بأهل الموقف في عرفة، بل إن فضله يشمل عباد الله في أرجاء الدنيا؛ ولذلك ينبغي للمسلم أن يتعرَّض فيه للمغفرة -مغفرة الله جل وعلا-، وأن يتلمَّس الأعمال التي تُهيئه لنَيْل هذا الثواب العظيم؛ فإن مَن طَمِعَ في العِتق من النار وفي مغفرة ذنوبه من العزيز الغفَّار، فينبغي أن يحافظ ويأتي بالأسباب التي تُهيئه لأن يُعتَقَ من النار، وأن تُغفَرَ له ذنوبه، ومن أعظم ذلك صيام يوم عرفة، وهذا لغير الحاج؛ فقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: "صيام يوم عرفة أحتسبُ على الله -جل وعلا- أن يُكفِّر السنة التي قبله والتي بعده".

من أسباب المغفرة في يوم عرفة


ومن أسباب المغفرة والعتق من النار في يوم عرفة: حفظ الجوارح عن المحرَّمات في ذلك اليوم؛ فالمؤمن هو في يوم شريف وفي ضيافة ربه -جل وعلا-؛ فلا يَحسُن من الضيف أن يواجه مضيفه بما يكره، بل يحرص على أن يكون على أقل حال -في هذا اليوم الشريف- متباعدًا عن المحرمات؛ لعلها أن تكون فاتحة خير له في أن يستمر في الانكفاف عنها بقيَّة عُمره، وقد جاء في مسند الإمام أحمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يوم عرفة هذا يوم مَن ملَك فيه سمعه وبصره ولسانه، غُفِر له".

ولذلك كان بعض السلف فيما مضى إذا كان يوم عرفة، استقرُّوا في المساجد، وانقطعوا عن الدنيا، وعن عراكها وأهلها، وتفرَّغوا للذكر والصلاة، وتلاوة القرآن؛ فمن كان يومه كذلك فهو حَرِيٌّ بأن ينال هذه المغفرة من رب العزة والجلال.

ومن أسباب المغفرة في يوم عرفة أيضًا: الإكثار من ذكر الله، وبخاصة شهادة التوحيد؛ فإنها من أعظم ما يُتقرب إلى الله في ذلك اليوم به؛ جاء في المسند عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أكثر دعائه يوم عرفة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير وهو على كل شيء قدير".

فتحقيق كلمة التوحيد يوجِب بفضل الله عتقَ الرقاب، وعتق الرقاب يوجب بفضل الله أيضًا العتق من النار؛ كما جاء في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن مَن قال هذه الكلمة عشر مرات، كان كمن أعتق أربعة من ولدِ إسماعيل.

وأيضًا من أسباب المغفرة في يوم عرفة العظيم: كثرة الدعاء بالمغفرة -مغفرة الله جل وعلا- والإلحاح في الدعاء؛ فإنه يرجى فيه إجابة الدعاء عند الله -جل وعلا-؛ قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه: "ليس في الأرض يوم إلا لله فيه عُتقاء من النار، وليس يوم أكثر من أن يعتق الله فيه رقابًا من يوم عرفة، فأكثِر أن تقول فيه: اللهم أعتق رقبتي من النار، وأوسع لي من الرزق الحلال، واصرف عني فَسَقَةَ الجن والإنس، فإنه عامة دعائي في ذلك اليوم".

فالمسلم إذا طرق باب الله -جل وعلا- بالدعاء؛ فإن الله -جل وعلا- حييٌّ كريم، يستحيي أن يرد يدي عبده إليه صفرًا، فما من داعٍ يدعو إلا حُقِّقَ رجاؤه؛ سواء كان معجلاً في الدنيا، أو مؤخرًا في الآخرة، أو كان يصرف عنه من السوء بقدر ما دعا؛ كما ثبت بذلك الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.

ومن أسباب المغفرة في يوم عرفة: العفو والصفح، والإحسان إلى الناس؛ فالجزاء من جنس العمل، والله يحب المحسنين، ومَن أحسن إلى عباد الله، أحسن الله إليه، والله -جل وعلا- يقول كما في القرآن الكريم: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين﴾[البقرة:195].

الحذر من السيئات


ومما ينبغي على المسلم أيضًا أن يُحاذر الذنوب والإصرار عليها؛ فإن الله لا يقبل من المعرضين، ولذا مدح الله الأوَّابين، فقال سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾[آلعمران:135].

فليس شيء أخطر على المسلم من أن يعاقر السيئات، وأن يَألفها ويحبها، ويُصِرَّ عليها؛ فإن الإصرار عليها يعني الاستخفاف بالرب الجليل، والله -جل وعلا- إذا أعرض عن عبد، ومكَّن له من شهواته المحرمة، دلَّ ذلك على خُسرانه العظيم؛ فإن العبد الكريم على الله يَمنعه الله من الذنوب والمعاصي، ولذلك لَمَّا هان أهلُ الذنوب والمعاصي على ربهم، لم يَحُلْ بينهم وبين خطاياهم، ولا يزال مَن كان كذلك على آثامه وخطاياه، حتى يُختَم له بها، فتكون خاتمة السوء -عياذًا بالله من ذلك- وهذا أمر مشاهد في القديم والحديث بالنسبة لمن يُصرون على الذنوب والمعاصي؛ ولذا ينبغي للمؤمن أن يُحاذر إِلْفَ المعاصي، وأن يَستنكر قلبه إذا كان مُتجِهًا إليها غير خائف، ولا مراقب لله -جل وعلا-؛ فمن انصرف عن الذنوب يسَّر الله له التوبة عنها، إذا تطلب ذلك وألَحَّ بالدعاء بين يدي ربه -جل وعلا-.

وبعد ، فهذا الموسم العظيم، موسم تجارة مع الله، لا ينبغي بحال من الأحوال أن يكون منصرفًا ومنقضيًا دون أن تكون قد أخذت حظَّك منه؛ فإن الخسران العظيم أن يأتي مثل هذا الموسم الجليل، ثم لا يكون للمسلم فيه حظٌّ ولا نصيب؛ عياذًا بالله من كل ذلك.

لا تنس ذكر الله
الله أكبر
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية