سنن الأكل والشرب

سنن الأكل والشرب

سنن الأكل والشرب


عدم ذم الطعام


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :«ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم - طعاما قط ، إن اشتهاه أكله ، وإن تركه».
والمراد : الطعام المباح ، أما الحرام فكان يعيبه و يذمه و ينهى عنه .

قال الإمام النووي في شرح مسلم : من آداب الطعام المتأكدة ألا يعاب كقوله : مالح ، حامض ، قليل الملح ، غليظ ، رقيق ، غير ناضج ، وغير ذلك - قال ابن ابطال : هذا من حسن ، لأن المرء قد لا يشتهي الشيء ويشتهيه غيره ، وكل مأذون في أكله من قبل الشرع ليس فيه عيب.


الأكل بثلاث أصابع


من السنة الأكل بثلاث أصابع : الإبهام والسبابة والوسطى ، ولو احتاج المسلم إلى الأكل بأكثر من ذلك أو بالكف كلها فلا حرج عليه ، فعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال :«كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل بثلاث أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها».


استحباب أكل اللقمة الساقطة


يستحب للمسلم إذا سقطت منه لقمة أثناء أكله أن يمسح ما أصابه من أذى ويأكلها ، هذا إذا لم تقع على مكان نجس ، فعن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أكل طعامًا لعق أصابعه الثلاث ، وقال :« إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها لليشطان».


لعق الأصابع والصحفة


من سنة النبي لعق الأصابع وإناء الطعام ) ويسمى بالصفحة أو القصعة ( بعد الانتهاء من الأكل ، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه : « أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بلعق الأصابع والصحفة ، وقال : إنكم لا تدرون في أيه البركة».

وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :«إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده حتى يَلْعَقَهَا أو يُلْعِقَهَا».

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أكل طعامًا لعق أصابعه الثلاث .. و أمرنا أن نَسْلُتَ القصعة قال :«فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة».

ملاحظة : بعض الناس قد يفهم من الأمر بلعق الأصابع أن ذلك يكون أثناء أكل الطعام ، فتراه يلعق أصابعه ثم يعيدها إلي الطعام وعليها شيء من لعابه ، وهذا الفهم خاطئ ، فاللعق يكون في آخر الطعام عند الفراغ منه وليس في أثنائه ، وقد جاء في بعض الروايات ما يبين ذلك ، ومنها : حديث كعب بن مالك رضي الله عنه :«أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأكل بثلاث أصابع فإذا فرغ لعقها».


حمد الله تعالى بعد الأكل أو الشرب


من المعلوم لدى المسلمين أن من سنن الأكل التسمية عند بدايته ومن نسي يقول بسم الله أوله وآخره ، فإذا انتهي من الأكل حمد الله تعالى ، ولكن أذكر هنا صيغ الحمد التي جاءت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :

١-« اللهم أطعمت و أسقيت و أغنيت و أقنيت و هديت و أحييت فلك الحمد على ما أعطيت». رواه أحمد وصححه الألباني من حديث عبد الرحمن بن جبير
وفي رواية أخرى صحيحة : ( وهديت واجتبيت )

٢ -«الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا».

٣-«الحمد لله الذي كفانا وأروانا غير مكفي ولا مكفور».

٤ -«الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة».

٥-«الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه و جعل له مخرجا».

٦-«اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه».


الدعاء لمن أكلت عنده


يستحب للمسلم أن يدعو لمن أكل عنده ، ومن الأدعية التي جاءت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الشأن :

١ - «اللهم بارك لهم فيما رزقتهم ، و اغفر لهم ، و ارحمهم» .

٢ -«اللهم أطعم من أطعمني و أسق من أسقاني».

٣-«أفطر عندكم الصائمون ، و أكل طعامكم الأبرار ، وصلت عليكم الملائكة».


الجلوس عند الشرب


يشرب بعض المسلمين وهم قيام ، ومن السنة أن يشرب المسلم قاعدًا ، فعن أنس بن مالك ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أنه :«نهى أن يشرب الرجل قائما».

ملاحظة : جاءت أحاديث صحيحة أخرى بينت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - شرب قائما ؛ و لذا قال أهل العلم يجوز للمسلم أن يشرب قائما ، ولكن الأفضل والأكمل أن يشرب قاعدًا.


الشرب ثلاثا والتنفس خارج الإناء ثلاثا


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتنفس في الشراب ثلاثا ويقول إنه أروى وأبرأ وأمرأ» ، قال أنس فأنا أتنفس في الشراب ثلاثا
أبرأ : أي أبرا من ألم العطش، وقيل أي أسلم من مرض .
أمراً : أي أجمل انسيانا.
ويعني هذا الحديث أنه كان يتنفس أثناء الشراب ، و فسر أهل العلم هذا الحديث بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحب أن يشرب ما يحتاجه من الماء على ثلاث دفعات ، فيشرب جزءًا ، ثم يبعد الإناء عن فمه ليتنفس و يخرج زفيره خارج الإناء ، ثم يعود فيشرب جزءًا آخر ، ثم يبعد الإناء عن فمه الشريف - صلى الله عليه وسلم - ، ليأخذ نفسًا ثانيًا كما فعل في المرة الأولى ، ثم يعود ليشرب الجزء الثالث حتى يرتوي ويأخذ حاجته من الشراب.


عدم التنفس أو النفخ في الإناء أثناء الشرب


يتنفس بعض المسلمين في الإناء أثناء الشرب ، وينفخ كثير من المسلمين في الشراب إن كان ساخنا ، و من السنة ألا ينفخ الشارب في الشراب أو يتنفس فيه ، فهذا الفعل مكروه نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ لئلا يتقذر الشراب بشيء من البزاق أو أثر رائحة كريهة تعلق به ، فعن أبي قتادة رضي الله عنه : «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه».


دعاء شرب اللبن


من السنن المهجورة أن يدعو المسلم إذا شرب اللبن بقوله :«اللهم بارك لنا فيه و زدنا منه».
فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «إذا أكل أحدكم طعاما فليقل : اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه ، و إذا سقي لبنا فليقل : اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ، فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن».


استحباب المضمضة بعد شرب اللبن ونحوه


من السنن المهجورة أن يتمضمض المسلم بعد شرب اللبن ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شرب لبنا فمضمض ، وقال : إن له دسما».


قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في كتابه فتح الباري شرح صحيح البخاري : ( فيه بيان العلة للمضمضة من اللبن ، فيدل على استحبابها من كل شيء دسم ) .

ملاحظة : اللبن يطلق على الحليب وعلى اللبن المخيض ، قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله : ( اللبن في الأصل يطلق على الحليب ويطلق على اللبن المخيض ، و لهذا لبن المرأة هو حليب المرأة ، و لكن في الغالب أن اللبن يطلق على المخيض الذي مخض وأخرجت زبدته ، وقيل أن يمخض وتخرج زبدته يقال له : حليب ، ويقال للحليب : لبن ، فيقال : شرب لبن المرأة ، يعني : حليبها).


لا تنس ذكر الله
سبحان الله والحمدلله ولا إله الا الله والله أكبر
0 / 100

إقرأ المزيد :



عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية