فضل الحج ومنافعه

فضل الحج ومنافعه

محتويات المقال

  1. فضل الحج
  2. منافع الحج

✨فضل الحج ومنافعه✨


فضل الحج


أمر الله سبحانه وتعالى بحج بيته الحرام، وجعل حجه ركنا من أركان دين الإسلام ورغب فيه، ووعد عليه الفضل العظيم والثواب الجسيم، ورغب فيه نبيكم الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وبين ما يترتب على هذا الركن العظيم من الأجر الأوفر والثواب المدخر لمن قام به على وجهه؛ ففي البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما. والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"؛ فعمل هذا جزاؤه على المسلم أن يحرص عليه بإخلاص وحسن قصد، ومتابعة للرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- .

وفي الصحيحين أيضاً عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من حج الله فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه".

فهذا إخبار منه -عليه الصلاة والسلام- بفضيلة حج هذا البيت الشريف، وما يترتب عليه من الثواب، لمن قصده مخلصا لربه، قاصدا ثواب إلهه، ملبيا دعوه ربه، مستجيبا لنداء خليل الرحمن، متعرضا للثواب الجزيل الذي ترتب على أداء هذا النسك الشريف؛ فماذا يكون ثوابه؟ إن ثوابه عند الله الجنة. إن ثوابه أن يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمة؛ أي: نقياً من الذنوب والآثام، يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة؛ كما يخرج المولود من بطن أمة، لم يعمل سوءا، ولم يرتكب ذنبا، ولا يتصور وقوع الذنب منه، مولودا على الفطرة؛ فعلى المسلم أن يحرص كل الحرص على التعرض لنفحات ربه، لعله أن ينال هذا الثواب العظيم، لعله يصادف قبولا من ربه، فيفوز فوزا عظيما.

منافع الحج


إن الحج -أيها المسلم- فيه من المنافع والفوائد العظيمة التي لا تخطر ببال كثير من الناس؛ ففيه:

  • التلبية الله لدعوته وأمره لحج هذا البيت، والاستجابة لنداء خليل الرحمن.

  • الطواف بالبيت العتيق؛ امتثالا لقوله سبحانه: ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾[الحج:29].

  • الاقتداء بهدي النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- حينما طاف بالبيت الحرام، وقال: "خذوا عني مناسككم".

  • التذكر لحاله الخليل؛ خليل الرحمن إبراهيم-عليه السلام- ودعائه لهذا البلد في قوله سبحانه: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾[إبراهيم:35].

  • الصلاة عند مقامة الشريف الذي جعله الله من الآيات البينات في هذا الحرام الآمن امتثالا لقوله -تعالى-: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾[البقرة:125]

  • التذكر لوحدة المسلمين، وأن هذا البيت هو قبلتهم جميعا في مشارق الأرض ومغاربها، وليس هناك مسلم إلا وهو ينجه إليه في كل يوم وليلة خمس مرات لأداء هذه الصلوات المفروضة.

  • التذكر لأحواله -صلى الله عليه وسلم- ومقاماته في أول بعثته وهو يتقلب في عبادة ربه عند هذا البيت الشريف، ويدعو إلى توحيده وعبادته وحده، والتفطن لمجاهدته -صلى الله عليه وسلم- وصبره واحتماله لما يناله من أذية المشركين واستهزائهم به وبأتباعه، ووضع الأذى بين كتفيه وهو مساجد يناجي ربه، وتحديهم من يناصره، وصب أنواع العذاب على من يؤمن برسالته ويتابعه على دينه، وهو -صلى الله عليه وسلم- لا يزيده ذلك إلا ثباتا ونشاطا في الدعوة، وثقه بربه، وإيمانا قويا بنصرة الله له ولدينه، وانتظارا للفرج من ربه وقد حصل له ذلك ونصره الله نصرا عزيزا.

  • تجرد المسلم من ثيابه حين الإحرام ولبسه ثياب إحرامه، وكشف رأسه، والتضرع لله في تلك المشاعر والمواقف المعظمة في عرفات والمشعر الحرام ونحر الهدي ورمي الجمار والإقامة في منى لذكر الله؛ في كل ذلك مظهر من مظاهر العبودية لرب العباد، وفيه رمز لقوله -سبحانه-: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾[الحجرات:13].

  • الإشارة إلى تحقيق الغرض الأسمى الذي خلق الخلق من أجله؛ وهو عبادته سبحانه حيث يقول جل وعلا: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾[الذاريات:56]؛ فعبادته-سبحانه-هي الغاية التي خلق الخلق من أخلها، وهي الحكمة في خلق الثقلين الجن والإنس؛ فهم لم يخلقوا عبثا، ولم يوجدوا لعمارة الدنيا والتنافس فيها والعلو والتجبر، بل خلقها لتكون مزرعة للآخرة، ومتجرا لأهل الإيمان والتقوى: ﴿وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾[يوسف: 109].

فاتقوا الله ، وبادروا بالأعمال الصالحات ما دمتم في زمن الإمهال وقيد الحياة قبل حلول الأجل وانقطاع الأمل؛ لتفوزوا بوعد الله على لسان رسول -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".

فما أسعد من وفقه الله لحج بيته لحج الحرام، وتقبل منه حجه وعفا عن ذنبه! وما أبهج نفس من وصل إلى هذا البيت الشريف، وطاف به مخلصا لربه، فصلى تحت أعتابه في هذا الحرم الآمن الذي هو ملتقى جموع المسلمين من أقاصي الدنيا! يفدون إليه من أقاصبها وأدانيها، يأتون إليه من كل فج عميق؛ ليؤدوا هذا الفرض العظيم، وليجددوا العهد بالله ربهم وإلههم في بيته، ويعاهدون ربهم على الابتعاد عن الذنوب والمعاصي، وعلى التقرب إليه بالطاعات، وإخلاص العمل له وحده لا شريك له، والبعد عن التعلق بأحد غير الله، له العبادة سبحانه، وبه الاستعانة والاستغاثة، لا ذل ولا خضوع إلا له، ولا رجاء ولا رغبة إلا إليه، ولا خوف ولا رهبة إلا منه، ولا توكل إلا عليه، ولا تضرع ولا دعاء إلا له، عليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير، لا إله غيره ولا رب سواء: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾[النمل:62].

إن المثول بين يدي الله في هذه البقعة الطاهرة المقدسة، أمام هذه الكعبة المشرفة التي جعلها الله قياما للناس من أعظم المقامات إشارة إلى قوله تعالى: ﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ﴾[المائدة:97]. وهي رمز للحنيفية السمحة، ورمز لشعائر دين الله، وفيها الأثر البارز لإمام الحنفاء الذي وضع أسسه وشيد بناءه؛ كما قال سبحانه: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾[البقرة:127-128].

لا تنس ذكر الله
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية