لا تختلط بالعوام إذا كنت شارد الذهن

لا أعلم ما يسميه علماء النفس ولا أهتم إلى التسمية لأن شرود الذهن حقيقة أيها الكريم يعرفه الجميع وإن كثرت تعاريفه .

لقد تحدثت إلى أحدهم مرات عديدة و لم أتعلم من حديثي إليه ، لقد كان شارد الذهن ولا يستمع إلى ما أقولـه فهـل حدث هذا معك ؟ وهل تجرعت غصص الخجل في هذه المواقف ؟

نعـم والله لقـد قرأت موقفا ذكيا طريفا فذهبت إلى صاحبـي لأقوله وكلي سـعادة وابتسـامة ، ظننت أني سأدخل السرور إلى قلبه كما دخل إلى قلبـي لكني عدت إلى مجلسـي أقول في نفسي ( ليتني لم أذهب ) لقد توقفت رسوم وجهه أمام عيني وكأنـه لم يستمع إلى النكتة الطريفة التي رويتها له . فماذا أصنع ؟

لن نستطيع أن نصنع شيئا مع شارد الذهن فلا تحقدوا عليه ولا تهتمـوا لما حدث ولكن إياكم أن تنخدعوا مرة أخرى بأحاسيسكم وابتعدوا عن كل شـارد ذهن.
إنك لو تحدثت إلى غرفة صماء خالية لعاد إليك صوتك واستمتعت بصداه أما أن تحاكي من يسلب الصوت ولا يعيده فإنك ستندم أشد النـدم عـلـى تحريـك حبالك الصوتية.

من كتاب : مهارات الحياة
لا تنس ذكر الله

إقرأ المزيد :