من عرف الله كان عنده كبيرا

من عرف الله كان عنده كبيرا

من عرف الله كان عنده كبيرا


أنا أتساءل لمَ لا تكن رقماً صعباً ؟ ماذا يوجد في الدنيا ؟ هناك بناء بأرقى أحياء دمشق، البيت ثمنه يقدر بمئة وثمانين مليون فما فوق، البناء تقريباً عشرة طوابق، لا يوجد بيت سكنه صاحبه، اشتراه ولم يسكنه إلا واحد كان محظوظاً جداً فغسل في هذا البيت، هذه الدنيا بثانية ينتهي كل شيء، كل مكانتك، وكل عظمتك، وكل هيمنتك، وكل حجمك المالي، منوط بدقات قلبك، توقف القلب، عظم الله أجركم، أي كل آمالك منوطة بحياتك، فالإنسان إذا عرف هذه الحقيقة يجعل نفسه رقماً صعباً، إذا أنت لك موقف بمئة ليرة تغيره، بألف، بمليون، بمئة مليون لا تغيره، هذا المؤمن، لو فرضنا قاض يحقق بجريمة قتل، يمكن أن يعتبر الموت طبيعياً، و لا يوجد جريمة، إذا دفع له عشرة ملايين، لكن القاضي النزيه لا يغير قناعته ولا بألف مليون، هذا المؤمن لا يغير، والله عندما جاءت كنوز كسرى، الكنوز مليارات، تاج كسرى، سوار كسرى، ثياب كلها ألماس وذهب، عندما وضعت في المدينة كانت أعلى من رمحي الصحابيين، أي وقف صحابي بطرف وصحابي بطرف ورفع الصحابيان رمحيهما فلم ير الأول رمح الثاني، كلها كنوز، فسيدنا عمر قال: إن الذي أدى هذا لأمين، ما هذه الأمانة ؟ فقال له سيدنا علي: يا أمير المؤمنين أعجبت من أمانتهم، لقد عففت فعفوا ولو وقعت لوقعوا.
أي أنت إنسان متواضع جداً، ليس لك مرتبة اجتماعية كبيرة، مواطن عادي، لكنك تعرف الله فأنت عند الله كبير، في بعض الآثار النبوية :

((أن صحابياً فقيراً جداً دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرحب به ترحيباً عجيباً، قال أهلاً بمن أخبرني جبريل بقدومه، قال له: أنا ؟ قال له: نعم يا أخي، أنت خامل في الأرض علم في السماء.))

قد يكون أحدكم طالب بكالوريا لا يوجد ألقاب، ولا سيادة، ولا سماحة، ولا فضيلة، ولا سيادة العميد، لا يوجد شيء، طالب بكالوريا ومستقيم، هدفه الله عز وجل، هل تصدق أن قلامة ظفرك تساوي عند الله مليون رجل فاسق ؟ هذا الإيمان.

درر الشبخ محمد راتب النابلسي

لا تنس ذكر الله
لا حول ولا قوة الا بالله
0 / 100

إقرأ المزيد :


عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية