منزلة الصلاة في الإسلام

منزلة الصلاة في الإسلام

منزلة الصلاة في الإسلام


مكانة الصلاة وعظيم قدرها


أعظمُ الأعمال عند الله إفرادُه بالعبادة، وما تقرَّب عبدٌ إليه بمثلِ ذلك، وأفضلُ الطاعات بعد التوحيد: الرُّكنُ الثاني من الإسلام، به ذكرٌ لله وتعظيم، وذلٌّ وخضوع، سمَّاه الله إيمانًا فقال: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾[البقرة:143].

هي عمودُ الإسلام، وأولُ نعتٍ للمتقين في كتاب الله بعد الإيمان بالغيب، وقُرَّة عين النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبها كان يبعثُ دُعاته إلى الأنصار، قال عليه الصلاة والسلام لمُعاذٍ -رضي الله عنه-: "فليكن أولَ ما تدعُوهم إليه: عبادةُ الله -عز وجل-، فإذا عرَفوا الله فأخبِرهم أن اللهَ فرضَ عليهم خمسَ صلواتٍ في يومِهم وليلتِهم"

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أولَ ما يشترِطُ بعد التوحيد إقامة الصلاة؛ لأنها رأسُ العبادات البدنيَّة، ووصيَّتُه لأمَّته آخر حياته: "الصلاةَ الصلاةَ، وما ملكَت أيمانُكم"

من كمَّلها كان قائمًا بدينِه، ومن ضيَّعها كان لما سِواها أضيَع، هي أمانٌ للمُشركين، ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ﴾[التوبة:5].

وعصمةٌ للدماء والأموال، قال عليه الصلاة والسلام: "أُمِرتُ أن أُقاتِل الناسَ حتى يشهَدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسولُ الله، ويُقيمُوا الصلاةَ، ويُؤتُوا الزكاة؛ فإذا فعلوا ذلك عصَموا مني دماءَهم وأموالَهم إلا بحقِّ الإسلام، وحسابُهم على الله"

ومُوجِبةٌ للأُخُوَّة في الدين، ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ﴾[التوبة:11].

أمر الله للأنبياء بالصلاة وثناؤه عليهم بها


ولعظيم قدرِها ومُباينتها لسائر الأعمال أوجبَها الله على أنبيائِه ورُسُله؛ فأوحَى إلى إبراهيم وإسحاق ويعقوب بإقامتِها، فقال: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ﴾[الأنبياء:73].

وإبراهيم -عليه السلام- دعا ربَّه أن تكون ذريَّتُه من مُقيمِي الصلاة، وأثنَى الله على إسماعيل -عليه السلام-؛ لاهتمامِه بها، فقال: ﴿وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾[مريم:55].

وأولُ ما فرضَ الله على موسى بعد توحيدِه إقامةُ الصلاة، فكلَّمه بهما من غير واسِطة: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾[طه:14].

وبذلك أوحَى الله إلى موسى وهارون -عليهما السلام- أن يأمُرَا قومَهما بها: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾[يونس:87].

وكان زكريا -عليه السلام- مُداوِمًا لها: ﴿فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ﴾[آلعمران:39].

وداودُ -عليه السلام- كان مُحبًّا للصلاة، فيقومُ ثُلُثَ ليله بها.

ولما رأى قومُ شُعيب نبيَّهم يدعُوهم إلى التوحيد ويُعظِّمُ الصلاةَ قالوا له: ﴿أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ﴾[هود:87].

وتكلَّم بها عيسى -عليه السلام- وهو في المهد: ﴿وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا﴾[مريم:31].

وأثنَى الله على الأنبياء -عليهم السلام- فقال: ﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾[مريم:58].

وأُخِذ على بني إسرائيل الميثاقُ بأدائِها: ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ﴾[المائدة:12].

ووصَّى بها لُقمانُ ابنَه فقال: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ﴾[لقمان:17].

وأمرَ سبحانه الأُمم قبلَنا فقال: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾[البينة:5].

وأمرَ تعالى بها نبيَّنا محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، فقال له: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾[هود:114]، وقال لهذه الأمة: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾[البقرة:43].

أثمِروا بها حال الخوف والأمن، والسَّفر والحضر، والصحَّة والمرض، ولا تسقُطُ عن مُكلَّفٍ بحالٍ إلا الحائِضَ والنُّفَساء، ويُؤمَرُ الصبيُّ بفعلِها لسبعٍ، ويُضرَبُ عليها من بلغَ عشرَ سنين.

وكان عليه الصلاة والسلام يكرَه النومَ قبل العشاء؛ لئلا يُنام عنها، ويكرَه الحديثَ بعدها؛ لئلا يُثقِلَ السهرُ عنها.

ومدحَ الله عبادَه المُؤمنين بصفاتٍ افتتحَها بالصلاة: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾[المؤمنون:1-2]، واختَتمها بالصلاة: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾[المؤمنون:9].

هي أحبُّ الأعمال إلى الله، سُئل النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟ قال: "الصلاةُ على وقتِها"، قيل: ثم أيٌّ؟ قال: "ثم برُّ الوالدَين.

قال ابن حجرٍ -رحمه الله-: "الصبرُ على المُحافظة على الصلوات وأداؤُها في أوقاتِها، والمُحافظةُ على برِّ الوالدَين أمرٌ لازمٌ مُتكرِّرٌ دائمٌ لا يصبِرُ على مُراقبة أمر الله فيه إلا الصدِّيقُون".

خصَّها الله من بين العبادات بفرضِها في السماء، وكلَّم بها نبيَّنا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- من غير واسِطة، وهي خمسٌ في العدد ولكنَّها خمسون في الأجر، ولا تُقبَلُ إلا بطهارة البدَن واللِّباسِ والمكان، وتُمنع الحركةُ والأكلُ والكلامُ فيها.

ولا يُوجد ذلك فيما سِواها من العبادات؛ إذ العبدُ فيها يُناجِي ربًّا كبيرًا، فلا يُخالِطُ مُناجاة العظيم بغيره. والله قِبَل وجهِ المُصلِّي، وأقربُ ما يكونُ العبدُ من ربِّه وهو ساجِدٌ لله.

من الأجور والفوائد الواردة في الصلاة


أداؤُها من أسباب دخول الجنة ورُؤية وجهِ الله الكريم، قال عليه الصلاة والسلام: "إنكم سترون ربَّكم كما ترَون هذا القمرَ لا تُضامُون في رُؤيتِه؛ فإن استطعتُم ألا تُغلَبُوا على صلاةٍ قبل طُلوع الشمسِ وقبل غروبِها فافعَلوا"

قال ابن رجبٍ -رحمه الله-: "أعلى ما في الجنة رُؤيةُ الله، وأشرفُ ما في الدنيا من الأعمال هاتان الصلاتان - أي: الفجرُ والعصر -، فالمُحافظةُ عليها يُرجى بها دخولُ الجنة ورُؤيةُ الله فيها".

أجورُها عظيمةٌ قبل أدائِها؛ فالوضوءُ يُكفِّرُ الخطايا، "ومن غدَا إلى المسجِد أو راحَ أعدَّ الله له في الجنة نُزُلاً كلما غدَا أو راحَ"

وكلُّ خطوةٍ تخطُوها إلى الصلاة حسنة، وترفعُك عند الله درجة، والأُخرى تضعُ عنك سيِّئة، ومن دخل المسجِدَ دعَت له الملائِكةُ تقول: "اللهم صلِّ عليه، اللهم ارحَمه، ما لم يُحدِث فيه"
ومع دُعائِها للمُنتظِر لها يُكتَبُ في صلاةٍ ما انتظرَ الصلاة.

وفي أثناء الصلاة يتعرَّضُ لنفَحات المغفِرة: "من وافقَ تأمينُه تأمينَ الملائِكة غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه"

وذِكرٌ بعد أدائِها يحُطُّ الأوزار، "من سبَّح الله وحمِدَه دُبُرها ثلاثًا وثلاثين، وكبَّره أربعًا وثلاثين؛ غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه"

ومن عمرَ مساجِدَ الله بالصلاة فيها مع التقوى كان من المُؤمنين، قال سبحانه: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ﴾[التوبة:18]. "ومن صلَّى العشاءَ في جماعةٍ فكأنَّما قامَ نِصفَ الليل، ومن صلَّى الصُّبحَ في جماعةٍ فكأنَّما صلَّى الليلَ كلَّه"

بابٌ عظيمٌ للغُفران في زمنٍ يسيرٍ، شبَّهها النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنهر، فقال: "أرأيتُم لو أن نهرًا ببابِ أحدِكم يغتسِلُ منه كل يومٍ خمسَ مراتٍ، هل يبقَى من درَنه شيءٌ؟". قالوا: لا يبقَى من درَنه شيء، قال: "فذلك مثَلُ الصلوات الخمسِ يمحُو الله بهنَّ الخطايا"، "ما من امرئٍ مُسلمٍ تحضُرُه صلاةٌ مكتوبةٌ فيُحسِنُ وضوءَها وخشوعَها وركوعَها إلا كانت كفَّارةً لما قبلَها من الذنوبِ ما لم تُؤتَ كبيرةٌ، وذلك الدهر كلَّه"

ومنافعها الدنيويَّةُ لا تُحصَى: جالِبةٌ للسعادة، فاتِحةٌ للرِّزقِ مُيسِّرةٌ له، والعواقِبُ الحسنةُ بسببها، قال -سبحانه-: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾[طه:132].

دافِعةٌ للشُّرور، داعِيةٌ لكلِّ خيرٍ، قال عليه الصلاة والسلام: "من صلَّى الصُّبحَ فهو في ذِمَّة الله"؛ أي: في حفظِه ورعايتِه.

قال ابن القيم -رحمه الله-: "وللصلاةِ تأثيرٌ عجيبٌ في فعِ شُرور الدُّنيا، ولاسيَّما إذا أُعطِيَت حقَّها من التَّكميل ظاهِرًا وباطِنًا، فما استُدفِعَت شُرورُ الدنيا والآخرة ولا استُجلِبَت مصالِحُهما بمثلِ الصلاة".

وقال: "ولها تأثيرٌ عجيبٌ في حفظِ صحَّة البدَن والقلبِ وقُواهما، ودفع الموادِّ الرديئة عنهما، وما ابتُلِيَ رجلان بعاهةٍ أو داءٍ أو مِحنةٍ أو بلِيَّةٍ إلا كان حظُّ المُصلِّي منهما أقل، وعاقِبَتُه أسلَم".

وما رُفِع بلاءٌ بمثلِ توحيد الله والصلاة؛ نجَّا الله يونسَ -عليه السلام- من بطنِ الحوت بالصلاة، ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾[الصافات:143-144].

وفُتِن داود -عليه السلام- فلم يجِد لتوبته مفزَعًا مع الاستغفار إلا الصلاة، ﴿فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾[ص:24].

ولما أراد الله أن يبتلِيَ مريم بإنجابِ ولدٍ من غير زوجٍ أمرَها بالصلاة ليهُونَ عليها الأمر: ﴿يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾[آلعمران:43].

وكان عليه الصلاة والسلام إذا حزبَه أمرٌ فزِعَ إلى الصلاة.
وأمرَ الله المُؤمنين أن يستَعينُوا بها في كل أحوالِهم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾[البقرة:153].

نفزَعُ إلى الله بصلاة الاستِخارة، وعندَ تغيُّر مسارِ الكون نلجَأُ إلى الله بصلاةِ الكُسُوفِ، وفي الفرَحِ نسجُدُ لله شُكرًا على ما وهَب.

وكان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أعظم بابٍ له في الشُّكر الصلاةُ، فكان إذا صلَّى قامَ حتى تتفطَّر قدَماه، قالت عائشةُ: لِمَ تصنعُ هذا يا رسولَ الله وقد غفرَ الله لك ما تقدَّم من ذنبِك وما تأخَّر؟ قال: "أفلا أحبُّ أن أكون عبدًا شَكورًا"

وفي الآخرة تتقدَّم سائرَ الأعمال، وتكون أولَ ما يُحاسَبُ عليه العبدُ يوم القيامة.

ومن أسباب مُرافقة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجنة كثرةُ الصلاة؛ جاء رجلٌ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أسألُك مُرافقتَك في الجنة. فقال: "أعِنِّي على نفسِك بكثرَة السُّجود"

والمؤمنون يتميَّزون عن المنافقين بالسُّجود، فإذا رأى المُؤمنون ربَّهم خرُّوا له سُجَّدًا، وإذا دُعِي المنافقون للسُّجود لم يستطيعوا عقوبةً لهم، قال -سبحانه-: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾[القلم:42].

وإذا دخل المُسلمُ النارَ بذنوبٍ استحقَّها لم تمسَّ النارُ مواضِع سُجودِه.

خطر ترك الصلاة


فرضٌ عظيمٌ جعلَها الله -سبحانه- علامةً بين الكفر والإيمان، قال عليه الصلاة والسلام: "بين الرجُل وبين الشِّرك والكفر تركُ الصلاة"

وتوعَّد -سبحانه- من أضاعَها بجهنَّم، فقال: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾[مريم:59].

وقيل للكفار : ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾[المدثر:42-43].

قال عُمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه-: "لا حظَّ في الإسلام لمن تركَ الصلاةَ".

فواجبٌ على كل مُكلَّفٍ أن يُحافِظَ على الصلاة وأن يأمُرَ أهلَه بها، وهذا نهجُ الأنبياء -عليهم السلام-؛ فهي مرضاةٌ للربِّ، مُكفِّرةٌ للسيِّئات، رافِعةٌ للدرجات، جامِعةٌ لكل خيرٍ، ناهِيةٌ عن كل شرٍّ، فيها صلاحُ الحال والمآل، والتوفيق وسعادةُ البال، ورغَدُ العيش، وبركةُ المال، وطُمأنينةُ البيوت وصلاحُ الذريَّة.

قال تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾[الإسراء:78].

خطر ترك الصلاة


أوجبَ الله على الرِّجال أداءَ الصلاة جماعةً في المساجِد، قال -سبحانه-: ﴿وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾[البقرة:43].

والنبي -صلى الله عليه وسلم- همَّ بتحريق بيوت المُتخلِّفين عن صلاةِ الجماعة، فقال: "إن أثقلَ صلاةٍ على المُنافقِين: صلاةُ العشاء وصلاةُ الفجر، ولو يعلَمون ما فيهما لأتوهُما ولو حبوًا، ولقد هممتُ أن آمُرَ بالصلاة فتُقام، ثم آمُرَ رجلاً فيُصلِّيَ بالناس، ثم أنطلِقَ معي برِجالٍ معهم حِزَمٌ من حطَبٍ إلى قومٍ لا يشهَدون الصلاةَ فأُحرِّقَ عليهم بيوتَهم بالنار"

ولم يُرخِّص النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لرجُلٍ أعمَى لا قائِد له بالتخلُّف عن صلاة الجماعة؛ بل قال له: "هل تسمعُ النداء بالصلاة؟". قال: نعم، قال: "فأجِب"

لا تنس ذكر الله
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
0 / 100

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية