هدي النبي ﷺ في رمضان

هدي النبي ﷺ في رمضان

هدي النبي ﷺ في رمضان


اقترب رمضان، اقترب شهر الخير والبركات ، وحتى ننالَ أفضلَ الأجر وأعظمَه، فليس لنا قدوةٌ إلا أفضلَ الخلقِ وأعظمَهم، ألا وهو حبيبنا ونبينا محمد ﷺ ، ولقد كان هديه ﷺ في رمضانَ أكملَ الهدي ، فكان أجودَ الناس، وأجودَ ما يكون في رمضان، وكان أجودَ بالخير من الريح المرسلة.

فرح النبي ﷺ بقدوم الشهر وتبشيره به

كان النبي ﷺ يفرح بقدومِ الشهر ويُبشّر أصحابَه بقدومه، وكان مما قال لأصحابه مرة: «قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ. تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا قَدْ حُرِمَ».

كان من هديه ﷺ أن لا يدخل في صوم رمضان إلا برؤية محققة، أو بشهادة شاهدٍ واحد، فإن لم يكن رؤيةٌ ولا شهادة، أكملَ عدة شعبان ثلاثين يومًا.

سحور النبي ﷺ

كان النبي ﷺ يأمر بالسُّحور، ويقول: «السُّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ، فَلَا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ». ويقول: «نِعْمَ سَحُورُ المؤمنِ التمرُ». وكان يأمر بتأخيره، فكان ما بين سُحوره وأذان الفجر قدرُ قراءة خمسين آية.

أخلاق النبي ﷺ في رمضان

كان النبي ﷺ يومُ صومِه أحسنَ الأيام، وأخلاقُه أحسنَ الأخلاق، وكان يأمر بحُسن الخلق وينهى عن سيئه، ويقول: «إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ».

ويرى أن ترك البذيء من الأخلاق أعظمُ من ترك الطعام والشراب، ويقول: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».

تعامل النبي ﷺ معاهل بيته

كان ﷺ حَسَنَ العِشرة، طيِّب النفس، حلو الكلام، تقول عائشةُ رضي الله عنها :«كان النبي ﷺ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِأَرَبِهِ».، لكنه نهى عن القُبلة لمن لا يملك شهوته.

تعجيل النبي ﷺ للإفطار

كان النَّبيُّ ﷺ فيما صح عنه أمرًا وفعلاً يُعجّل الإفطارَ بعد غروب الشمس، فيفطر على رطب أو تمر أو ماء، ويبكّر بصلاة المغرب، ويقول: «لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ، أَوْ قَالَ عَلَى الْفِطْرَةِ، مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ إِلَى أَنْ تَشْتَبِكَ النُّجُومُ». وإذا أفطر قال: «ذَهَبَ الظَّمَأُ، وابْتَلَّتِ العُروقُ، وثَبَتَ الأجْرُ إن شاء الله تعالى».

وأفطر عند سعد بن معاذ فقال: «أفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ؛ وَأكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ المَلاَئِكَةُ».

سفر النبي ﷺ في رمضان

سافر ﷺ، فصام وأفطر، وخيَّر أصحابَه بين الفطر والصوم، لكنه حث على أن تُؤتى رخصُ الله، وقال: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ»، ورأى في سفرٍ رجلاً قد أُجهد وشقَّ عليه الصوم، فقال: «لَيْسَ مِنْ الْبِرِّ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ».

قيام النبي ﷺ في الليل

كان النبيُّ ﷺ يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، وربما صلى ثلاثة عشرة ركعة، وكان يطيل القيام، يقول حذيفةُ رضي الله عنه أتيتُ النبيَّ ﷺ في ليلةٍ من رمضان فقام يصلي، ثم قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران، يقرأ مترسلاً إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوَّذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان رُكوعُه نحوًا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام طويلا قريبًا مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبًا من قيامه.

وكان ﷺ يحث على قيام رمضان ويقول: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».

وحث ﷺ على صلاة القيام جماعة، فقال: «إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ».

وكان في ليله يدارس مع جبريل -عليه السلام- القرآن وذلك كل ليلة.

جهاد النبي ﷺ في رمضان

لم يكن شهرُ رمضان عندَه ﷺ شهرَ كسلٍ وخمول؛ بل شهرُ جِد ونشاط، وغزوٍ وقتال، خرج في رمضان في غزوتين، فنصرَه الله نصرًا مؤزرًا، في بدرٍ الكبرى، وفي فتح مكة، وكان قد أفطر ﷺ في هاتين الغزوتين ليتقوى على العدو.

أعمال النبي ﷺ الصالحة

حث النبي ﷺ في هذا الشهر على التزود من القُربات والأعمال الصالحة؛ فمن ذلك أنه حث على العمرة، وقال: «عمرة في رمضان تعدل حَجَّة».

إجتهاد النبي ﷺ في العشر الأواخر من رمضان

كان النبي ﷺ إذا جاء آخرُ الشهر جدَّ وشمَّر، تقول عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله ﷺ يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره».

وتقول: «كان رسول الله ﷺ إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله وأيقظ أهله».

كان قد اعتكف العشرَ الأُول من الشهر، راجيًا ليلة القدر، ثم اعتكف العشر الأوسط، ثم اعتكف العشر الأواخر، وقال: «فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ».

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.

أكثر من الصلاة على النبي يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
0

إقرأ المزيد :




عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر مكتبتي الاسلامية
Masba7a أضف إلى الشاشة الرئيسية